من اتهام مسؤول سابق في مصرف إلى عمليات تجسس خلال معارك في البورصة، يواجه رؤساء شركات ومصارف إسبان قضايا فساد قديمة عادت إلى الواجهة؛ أما من يقود هذه الاتهامات فهو شرطي سابق، تهز المعلومات التي كشفها أعلى سلطات الدولة.
وكانت تسجيلات نشرها مفوض الشرطة السابق خوسيه مانويل فياريخو بشكل منتظم منذ سنوات، هزت وزراء والعائلة الملكية. وهو مسجون منذ 2017 وقد اتهمه رئيس الحكومة الحالي بيدرو سانشيز بـ"الابتزاز".
لكن فضيحة التجسس الواسعة التي تسبب بها فياريخو طاولت أيضًا نجوم بورصة مدريد بدءا من ثاني مصرف إسباني "بي.بي.في.أيه" (بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا) الذي اضطر رئيسه السابق الشهير فرانسيسكو غونزاليس للانسحاب في مارس/آذار.
طاولت الفضيحة خلال الأسبوع الجاري شخصيتين أخريين في عالم الشركات هما قطب صناعة الإسمنت فلورينتينو بيريز رئيس مجموعة البناء العملاقة "أيه.سي.إس" ورئيس نادي ريال مدريد لكرة القدم، وكذلك عدوه اللدود إينياسيو غالان رئيس مجموعة الطاقة متعددة الجنسيات "ايبردرولا".
استقالة
وأعلنت مجموعة البناء "آيه.سي.إس" أن استقالة مانويل ديلغادو المعروف عنه بأنه قريب جدا من فلورنتينو بيريز، من مجلس إدارتها وذلك بعد كشف تسجيلات لحوار مربك بينه وبين المفوض فياريخو.
وبعد تحقيق داخلي، اعترفت مجموعة "إيبردرولا" في أكتوبر/تشرين الأول بأنها لجأت 17 مرة إلى مجموعة "سينيت"، التي يقودها المفوض والمكلفة نظريا دراسة السوق بين 2004 و2017، لكنها أكدت أن "كل عمليات المراقبة والإجراءات نفذت بشكل سليم".
وبعد كشف معلومات جديدة، قررت المجموعة إطلاق تحقيق داخلي جديد مطلع أكتوبر/تشرين الأول.
وقال مصدر قضائي إن المحكمة الوطنية المكلفة التحقيق في قضية فياريخو، فتحت تحقيقا خاصا بـ"إيبردرولا".
واستمعت المحكمة هذا الأسبوع لمسؤولين كبار سابقين وحاليين من مصرف "بي.بي.في.أيه" بينهم فرانسيسكو غونزاليس. واتهم عشرة في المجموع بالفساد. ويشتبه بأن هؤلاء استخدموا عمليات تنصت غير قانونية قام بها مفوض الشرطة السابق في 2004 لمنع مجموعة الإنشاءات "ساسير" من أن تصبح مساهمة في رأسمال المصرف.
وبعد نشر التسجيلات المربكة الأولى مطلع 2019، اضطر غونزاليس للتخلي في مارس/آذار عن مناصب فخرية كان يشغلها في المصرف الذي اعترف أيضا باللجوء إلى خدمات فياريخو وفتح تحقيقا داخليا.
عمليات ابتزاز
وقال غونزاليس لصحافيين إنه "بعد انتهاء (التحقيق القضائي) سيتكشف بوضوح أن مجموعة بي.بي.في.أيه ومسؤوليها عملوا دائما بنزاهة وبطريقة نموذجية".
وكتبت الصحيفة الاقتصادية "سينكو دياس" الثلاثاء أن "تفرعات فياريخو في السلطة القضائية تترك مرارة" لكنها "ليست مفاجأة كبرى".
لسنوات سجل هذا المفوض السابق للشرطة اتصالات لشخصيات في العالم السياسي والقضائي والاقتصادي.
وقد اتهم بالإثراء عبر الحصول على أموال مقابل حملات لتشويه سمعة شخصيات أو تهديدها أو ابتزازها. ويبدو أن وثائق كانت بحوزة فياريخو وشرطيين آخرين استخدمت من قبل حكومة ماريانو راخوي المحافظة السابقة لتشويه سمعة خصومها السياسيين.
وفي بيان نشر في أغسطس/ آب في وسائل لإعلام عدة، هدد فياريخو بكشف المزيد من المعلومات حول شركات كبرى أخرى.
(فرانس برس)