مع اقتراب وقت إقفال معرض بيروت الدولي للكتاب، مساء كلّ يوم، يتزايد عدد الزائرين. موظفون وعائلات أنهوا أعمالهم وتوجهوا إلى المعرض للاطلاع على الإصدارات الحديثة والفعاليات الثقافية المرافقة.
يتنقل هؤلاء بين أكثر من 167 دار نشر لبنانية و56 داراً عربية. يشكل هؤلاء الزوار مادة دسمة للاستقطاب، ليس للناشرين فقط بل لعدد من الناشطين الذين وجدوا في المعرض مكاناً مناسباً للتعريف بمبادراتهم، مستفيدين من جمع المعرض لفئات متنوعة من الزوار اللبنانيين، العرب، والأجانب.
في أحد الأجنحة استوقفت الشتول الخضراء الزوار للاستفسار عن سبب وجودها في معرض للكتاب، فتسارع الشابة الواقفة خلف المنصة لشرح فكرة مبادرة "نفس جديد" للسائلين. تعرّف نورا أرناؤوط لـ"العربي الجديد" المبادرة بصفتها "شبابية تهدف لمساعدة الأطفال صحياً وتأمين الأموال اللازمة لهم لإجراء العمليات الجراحية الباهظة الثمن، وذلك من خلال بيع شتول "البيبيرونيا" الخضراء أو قسائم لغرز أشجار باسم المتبرعين".
تمكن القائمون على المبادرة من بيع أكثر من 150 شتلة وشجرة. وساهمت النشاطات التفاعلية، كتصوير الأطفال مع الشتول، ورسم وجوههم، في إشراك الزائرين في المبادرة.
على الطرف الآخر داخل المعرض، تتوقف سيدة وابنتها عند جناح "دار العودة" الفلسطيني. تجذبها الأشغال اليدوية، وتتوقف للشراء. تتنوع المعروضات بين أدوات الزينة، ومنها حاملات مفاتيح شخصية تحمل رسم "حنظلة"، وعلب خشبية ملونة بعلم فلسطين، وصولاً إلى الملابس التقليدية الفلسطينية المصنوعة يدوياً في مشغل الدار في مخيم نهر البارد شمالي لبنان.
يشير مدير الدار محمد أبو ليلى إلى النجاح الذي حققته الدار "بتعريف شرائح جديدة على التراث الوطني الفلسطيني، والانفتاح عليهم من خلال الجانب الاجتماعي لشعب فلسطين الفخور بتراثه الذي تجسده هذه الأشغال". كما يساهم المشغل في "تمكين اللاجئة الفلسطينية مادياً، وتزويدها بالمواد الأولية اللازمة لتأمين استمرارية الإنتاج التراثي".
وتتشارك دار العودة في جناحها مع مبادرة "انتماء" للحفاظ على الهوية الفلسطينية. وذلك من خلال جمع العائلات الفلسطينية اللاجئة في لبنان، وإعادة تشكيل "شجرة العائلة الفلسطينية" وربط تلك العائلات ببلداتها الأصلية في فلسطين المحتلة.
ويستمر معرض الكتاب بنسخته الـ58 لغاية 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في مركز بيال للمعارض في العاصمة اللبنانية بيروت.