الأسطى حسين محمد الذي انتقل منذ 25 عاما إلى القاهرة، بعد تعلم خياطة الجلباب الفلاحي في مسقط رأسه بمحافظة الفيوم يقول لـ "العربي الجديد"، إنّ الزي الصعيدي الرسمي في القرى هو الجلباب الذي لم يتغير في نوعية تفصيلاته وتصاميمه عن أيام زمان إلا في تفاصيل صغيرة جدا"، ويشير إلى أنّ خياطة الجلباب من المهن التي تتطلب مهارة ودقة، لا سيما اعتمادها على العمل اليدوي في مراحل صناعته.
ويوضح حسين أنّ المهنة التي تعلمها منذ 30 عاما هي مصدر رزقه الوحيد، نافيا في الوقت نفسه ما يقال عن الجلباب البلدي بأنه يتجه نحو الاندثار، لأنه في محافظات كثيرة تعتمد على هذا الزي كموروث ثقافي، لكنه لا ينكر أن هذا الأخير يواجه صعوبة في عدم وجود "صنايعية" أو أشخاص يريدون تعلم هذه المهنة للحفاظ على استمرارية هذا اللباس.
وعن مراحل صناعة الجلباب يوضح حسين: "يبدأ الجلباب من مترين ونصف إلى 3 أمتار، وهناك من الزبائن من يفضل جلب الأقمشة معه، فيما يختار آخرون من محل الخياطة ما يلائم حاجتهم، لنبدأ بعد ذلك بقياس الطول والعرض والأكمام، ثم مرحلة التفصيل للقص، ثم ماكينة الخياطة ثم مرحلة البطانة".
وحول أنواع الأقمشة المعتمدة في صنع الجلابيب، يقول منها السيتيا والكشمير والسلكة وهي من أفخم الأنواع، وتستغرق نحو ساعتين من الخياطة، وهناك نوع آخر يكثر عليه الطلب وهو "القولت" والذي يصمد لفترات طويلة.
أما بالنسبة للأسعار فيقول الخمسيني المصري، إن أسعار الأقمشة تختلف حسب الجودة، فسعر المتر يبدأ من 40 جنيها (2.43 دولار أميركي) حتى 300 جنيه (18.22 دولارا أميركيا، أما سعر التفصيل فيختلف أيضا تبعاً لطلبات الزبون وما يريده في صناعة الجلباب، فيصل أحيانا من 200 (12.16 دولارا أميركيا) إلى 1000 جنيه (60.80 دولارا أميركيا).
من جهته، يقول الخياط (الترزي) إبراهيم سيد: "الإقبال يكثر على تفصيل الجلباب في الأعياد والمناسبات، لا سيما في محافظات الصعيد المصرية، وهو ليس حكرا على فئة دون غيرها، إذ يرتديه الفلاحون طبعا، بالإضافة إلى الأطباء والمهندسين والمعلمين".