وأفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، بأنّ هناك مذكرات رسمية وجهتها مديريات وأكاديميات التعليم في عدد من المدن المغربية إلى مدراء المدارس العمومية والخاصة، تتضمن الحرص على ضبط الشكل الخارجي من هندام ولباس وشعر.
وبحسب تلاميذ يدرسون في مدارس عمومية وأخرى خصوصية، فإن مسؤولين تربويين في هذه المؤسسات التعليمية توجهوا إليهم، يوم أمس، بضرورة عدم ارتداء "ملابس ممزقة" التي تواكب الموضة، وتفادي حلاقة القزع (حلق بعض الشعر وترك بعضه) أيضا.
وتأتي هذه المستجدات في سياق إعلام وزير التربية الوطنية الجديد محمد حصاد، القادم من وزارة الداخلية، بضرورة الالتزام بالصرامة في مواجهة المظاهر المشينة التي تنتشر بين التلاميذ ولا تليق بالمدارس.
وأكد الوزير الجديد في تصريحات سابقة، على أنه تم القطع مع "السراويل الممزقة" داخل المدارس، مبرزا أن "إصلاح التعليم لا يرتكز على مثل هذه الشكليات والمظاهر الخارجية، لكن احترام حرمة المدرسة واجب ومهم أيضا".
ويعلق الخبير التربوي محمد الصدوقي على هذا الموضوع بالقول إن من المهام الأساسية للمدرسة التربية وفق نموذج أو مرجعية معينة من القيم، تشمل السلوك والأخلاق التي على المتعلمين تمثلها نفسيا والتحلي بها اجتماعيا.
وأوضح الصدوقي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المظهر الخارجي المتجسد في اللباس وطريقة حلق الرأس وغيرها تعكس هي الأخرى قيما تربوية معينة، موردا أن "اهتمام المدرسة بالمظهر الخارجي للمتعلم والمعلم لا يخرج عن المهام التربوية للمدرسة".
ولفت المتحدث إلى أن وزير التربية المغربي الجديد لم يخترع شيئا، فالالتزام بمظهر خارجي لائق وتربوي سواء بالنسبة للمتعلمين والمعلمين هو من صميم الضوابط المدرسية، كما أن هناك مذكرات قديمة في ذلك.
واستدرك الصدوقي بأن الجديد هو دعوة الوزير الحازمة لتطبيق هذه التوجيهات، بعد أن أصبحت المدارس تعج بتقليعات الموضة "الغريبة" عن نموذج المجتمع المغربي التقليدي في اللباس وحلق الرؤوس وغيرها من المظاهر.
وتساءل الباحث التربوي "هل هناك نموذج تربوي رسمي دقيق وواضح للمظهر الخارجي؟، وبما أن المغرب يتبنى قيم التفتح والليبرالية، فهل من المنطقي فرض لباس أو حلق الرؤوس وفق نموذج قيمي محافظ يرى في التقليعات المعاصرة قلة حياء وانعدام تربية وانضباط؟".
واعتبر الصدوقي أنه يتعين على المظهر الخارجي للمتعلم والمعلم على مستوى اللباس وحلق الرؤوس، أن يعكس قيم المساواة و"الاحترام"، وذلك بتوحيد الزي المدرسي المقبول إداريا، مثلا الوزرة.
وشدد المتحدث على أنه "عوض منطق الصرامة والتعليمات في فرض نموذج معين من المظهر التربوي عامة، يجب سيادة منطق الإقناع والتأطير التربوي لتبيان الأهمية القيمية والتربوية للزي المدرسي الموحد، وللمظهر الخارجي المقبول عند العموم"، وفق تعبيره.