وبين المرصد- منظمة حقوقية أوروبية مقرها جنيف- في بيان صحافي صباح اليوم، أنه "منذ بداية العام وصل أكثر من 46 ألف شخص إلى السواحل الإيطالية بعد إغاثتهم في البحر قبالة سواحل ليبيا. تم رصد نحو 70 زورقاً مطاطياً و10 مراكب الأسبوع المنصرم زيادةً 60 في المائة عن الأسبوع الماضي".
وأوضح الأورومتوسطي أن أعداد الغرقى وصلت منذ مطلع العام إلى ما يزيد عن 1400 غريق، لافتاً إلى حادثة القارب الذي انطلق من مصر قبل شهر وأودى بحياة ما يقارب 500 شخص.
وكشف البيان عن انقلاب ثلاثة قوارب خلال الأسبوع الماضي، لم يحدد عدد الغرقى بشكل دقيق لاستناد التقديرات إلى روايات لا تزال السلطات تجمعها من الناجين. "المعلومات المتوفرة حتى اللحظة تشير إلى فقدان نحو 800 شخص، بمعدل خمسة أشخاص كل ساعة واحدة".
وفُقد أثر نحو 100 شخص بعد غرق مركب قرابة السواحل الليبية الأربعاء الماضي، فيما انقلب قارب يقل نحو 650 مهاجراً– أغلبهم من النساء والأطفال- على مسافة نحو 35 ميلاً بحرياً (65 كم) من السواحل الليبية، حيث تشير التقديرات الأولية إلى فقدان أكثر من 500 شخص.
وتمكن 25 شخصاً من الوصول إلى قارب آخر كان يقوم بسحب القارب الذي غرق، إلى جانب نحو 85 آخرين تمكنت طواقم خفر السواحل من انتشالهم، وفقاً لشهادات جمعتها وكالة "فرونتكس" المختصة في مجال حدود الاتحاد الأوروبي، فيما أعلنت البحرية الإيطالية انتشال 45 جثة بعد غرق مركب ثالث الجمعة الماضية.
ولفت الأورومتوسطي إلى أن الأسبوع الماضي شهد أكبر عدد من محاولات عبور البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا، فيما جرى إنقاذ نحو 14 ألف شخص منذ الاثنين الماضي، حيث سادت في البحر أجواء هادئة، منوهاً إلى أن معظم القوارب التي أبحرت هذا الأسبوع انطلقت من صبراتة في ليبيا.
وبين أن المهربين اعتدوا بالضرب على المهاجرين وجرت هناك حالات اغتصاب لنساء، وأن اللاجئين يتكدسون في قوارب مطاطية واهية أو قوارب صيد قد تطيح بركابها في البحر في ثوان.
ووفقا لتقديرات دولية فإن متوسط عدد الأطفال الذي وصلوا إلى إيطاليا يقدر بنحو 1000 طفل شهرياً، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأعداد خلال الأشهر القادمة. غير أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعبرون الحدود يمرون دون عائلاتهم ويواجهون اعتداءات وحالات استغلال وإمكانية الموت في أي لحظة في كل مرحلة من مراحل رحلتهم.
وقال المرصد إن أولوية الاتحاد الأوروبي تتركز في مكافحة التهريب وليس الإنقاذ، في الوقت الذي لا توجد فيه عملية أوروبية واضحة هدفها الإنقاذ.
وحذر في نهاية بيانه من تزايد أعداد اللاجئين في ظل عجز دول العالم، ولا سيما مجلس الأمن، عن وضع حد للصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، والبيئة الطاردة للاجئين في الدول العربية، إضافة إلى الفقر وانتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها دول غرب إفريقيا.
وكانت تقارير كشفت أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين تبدأ رحلتهم من مطار "معيتيقة" بالعاصمة الليبية طرابلس، الذي تسيطر عليه مليشيات "فجر ليبيا"، ثم تنقلهم عناصر تابعة لمليشيات فجر ليبيا إلى المدن المجاورة كزوارة وصرمان وصبراتة ومصراتة.
ورأى المرصد أن تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وحالة الفوضى التي تشهدها معظم الدول، ساعدت شبكات التهريب بشكل كبير، والتي تتاجر بالبشر وتستغل عوزهم، وفي ضوء إغلاق الدول الأوروبية أبوابها أمام الهجرة الشرعية، يغدو ما من حل أمام آلاف الأشخاص إلا المخاطرة بحياتهم والتعامل مع هذه الشبكات أملاً في الوصول إلى أوروبا.