فازت الإيزيديتان العراقيتان ناديا مراد ولمياء عجي بشار، اللتان نجتا من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بجائزة ساخاروف لحرية الفكر لسنة 2016، والتي يمنحها البرلمان الأوروبي، وفق وكالة "فرانس برس"، قبل الإعلان رسمياً عن الجائزة، اليوم الخميس.
وباتت ناديا ولمياء مثالاً للدفاع عن الإيزيديين، بعدما خطفهما عناصر التنظيم وجعلوهما سبايا، على غرار آلاف النساء ضحايا الاستعباد الجنسي.
وقضت الفتاة الإيزيدية الشابة، ناديا مراد (26 عاماً)، ثلاثة أشهر في قبضة "داعش"، بعدما هاجم مقاتلوه قريتها وقتلوا الرجال، ومن بينهم ستّة من أشقائها، وأخذوها مع النساء كسبايا.
وحكت بعدما نجت من قبضة "داعش"، المعاناة التي ذاقتها، لـ"العربي الجديد"، وعن تعرّضها لأبشع صور الاستغلال الجنسي. "لم تكن هناك مدّة محدّدة يقضيها المقاتل مع امرأة، فالفترة قد تكون ساعة أو يوماً أو أسبوعاً إلى أن يشبع منها فيستبدلها بأخرى. كانوا يدعونهنّ بالسبايا، وأجبروهن على النطق بالشهادتين، وفرضوا عليهنّ قراءة القرآن والصلاة"، وفقاً لها.
وأضافت "كنت أسمع عن داعش ومقاتليه، لكنّني لم أكن أعلم أي شيء عنهم". أولئك الأشخاص أنفسهم الذين خشيت من رؤيتهم عن بُعد، ألقوا القبض عليها مع آلاف الفتيات. تقول: "كان شيئاً أكبر منّا ومن أهلنا ومن أيّ شيء آخر". في اليوم الأوّل بعد قتلهم أشقاءها ووالدتها، تحرّشوا هم أنفسهم بها خلال نقلها في الحافلة مع أخريات إلى الموصل. تؤكّد ناديا أنّ جميع الفتيات والنساء اللواتي استعبدهن التنظيم كنّ إيزيديات، سواء في سورية أو العراق.
نجحت في الخلاص من براثن "داعش" في المحاولة الثانية. لم تهدأ ناديا منذ رحلت عن الموصل، بعدما رأت بأم عينيها العذاب والألم الذي تواجهه كل امرأة معتقلة هناك تحت جبروت مقاتلي داعش. توجّهت عبر حسابها على "تويتر" إلى العالم ككلّ والمجتمع الإسلامي خصوصاً، وطلبت منهم أن يقفوا بوضوح وبصرامة ضدّ "داعش".
ومن ذات كأس المعاناة ذاقت لمياء عجي، التي ألقى عناصر التنظيم القبض عليها في قرية كوشو، ووُضعت في مدرسة، قبل أن يأخذها عراقي ينتمي إلى "داعش" للرقة، وبقيت معه لمدة شهر، وحاولت أن تهرب مرتين، لكنها فشلت وتعرّضت للضرب وشتى صنوف التعذيب، بحسب ما حكت في إفادات لها.
تعرّضت لمياء عجي للضرب والتعنيف، و"بيعت كالسلعة، لكن إرادتها القوية لم تخذلها، فبعد 19 شهرا و4 محاولات، نجحت لمياء في الهرب عند المحاولة الخامسة".
وفي الوقت الذي اختارت فيه العديد من سبايا "داعش" الانتحار، كانت هذه التجربة القاسية قاسما مشتركاً بين الشابتين، ودافعا قويا جعلهما ترفعان صوتيهما عالياً دفاعاً عن قضيّة الإيزيديات وإيصالها إلى كافة مكونات المجتمع الدولي بكل السبل المتاحة، والدعوة للقضاء على تنظيم داعش.
جائزة سخاروف لحرية الفكر، أسسها البرلمان الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول 1988 لتكريم الأشخاص أو المؤسسات الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العالم والناشط السوفييتي أندريا سخاروف.
وتقوم لجنة الشؤون الخارجية والتنمية في البرلمان الأوروبي بترشيح قائمة قصيرة من مستحقي الجائزة، ثم يعلن اسم الفائز في أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. وبلغت القيمة المالية للجائزة سنة 2010، 50 ألف يورو.
(العربي الجديد)