في عيد الأضحى، امتلأت حدائق الألعاب وملاهي الأطفال في سورية، بزوارها من الأطفال الذين ينتظرون العيد، وانتشرت ساحات اللعب في معظم المدن والبلدات السورية.
يقول محمد، وهو شاب يعمل في تشغيل أراجيح الأطفال في مدينة إدلب "الأعياد باتت من نصيب الأطفال أكثر من غيرهم، وحدهم يستطيعون أن ينسوا المآسي والهموم في أيام العيد. جهزنا الساحات بالقلابات الهوائية والأراجيح، هناك أيضاً أطفال يمتطون الخيول".
وتعد ألعاب الأطفال فرصة لبعض الشباب، للعمل وكسب المال، ويقول محمد "أعمل في بيع الخضر خلال أيام السنة، في كل عيد أشارك بالأرجوحة التي صنعها والدي، وهو حداد منذ 5 سنوات، لا أعتبر هذا عملاً حقيقياً، لكنني أشعر بأجواء العيد هنا أكثر من المنزل، إضافة إلى أنني أجني بعض المال".
أما في غوطة دمشق المحاصرة فيقول عبد الرحمن (26 عاماً)، إن "طائرات النظام والاشتباكات في المناطق القريبة لم تهدأ مع حلول العيد، وهو ما ينغص على الناس فرحتهم، ويمنع الأطفال من النزول إلى الساحات واللعب خوفاً من قصف قد يشن في أية لحظة، هذه السنة السادسة ولا ندري إلى أي عام سنقضي العيد على هذا الحال".
في المقابل، تغيب أجواء العيد بشكل شبه تام في مخيمات النازحين في الداخل السوري، يقول خالد وهو من أهالي مخيم الركبان "أطفالنا لا يعرفون العيد، حتى الكبار منهم لا يذكرونه جيداً، لا يعرف الأطفال هنا الأراجيح ولباس العيد النظيف أو الحلويات الشهية، يلعبون على أكوام الرمال، ويركضون في الصحراء، مفرقعات العيد تخيفهم لأنهم يظنونها أصوات رصاص".
ويضيف "الأهالي كانوا يترقبون العيد أملاً بالحصول على بعض المساعدات من أقاربهم في الخارج أو من منظمات إنسانية، في النهاية وصلت كميات قليلة من الأضاحي، طريقة التوزيع المهينة لها أنست الناس فرحتهم بها. آخرون لا يعيرون للعيد أي اهتمام، فهو ذكّرهم بعجزهم عن القيام بأي شيء، لا ثياب جديدة ولا حلويات ولا حتى زيارات".
بدوره، يقول عبد الله من مخيم الكرامة شمال إدلب "في مخيمنا هنا لا توجد أراجيح، رأيت بعض الشبان وهم يقومون بتجميع الأطفال، للقيام بنزهة بالسيارة في محيط المخيم لإشعارهم بوجود العيد".
ويضيف "أما نحن الكبار فيذكرنا العيد بواقعنا الصعب هذا، وكأننا نراه لأول مرة، نتحدث عن بيوتنا التي هجرنا منها، هذا الشهيد ما كان يقول والآخر ما كان يفعل، نستذكر أقاربنا وأهلنا الذين تفرقنا عنهم. كل عيد نتمنى أن نعود لديارنا ولا يتغير شيء كأن الزمن متوقفا عندنا، وكأن الله لا يلحظنا".