رفضت مدرّسة الرياضيات الغزية رنا زيادة وسائل التعليم التقليدية، وسعت إلى الاستفادة من الهواتف الذكية والتكنولوجيا لتقريب المادة من تلميذاتها
كسرت المدرّسة الغزية رنا زيادة (38 عاماً) جمود مادة الرياضيات، هي التي تعلّم هذه المادة لتلميذات الثانوي في مدرسة الزهراء شرق مدينة غزة، من خلال استغلال الوسائل التكنولوجية المتاحة في منازلهن، وخلق تواصل دائم بينها وبينهن على مواقع التواصل الاجتماعي. كما عملت على إثراء محتوى مادة الرياضيات من خلال تصميم موقع إلكتروني، ودعمه بفيديوهات لتسهيل الشرح لهن.
حصلت رنا زيادة على لقب أفضل مدرّسة عن عام 2017، وذلك في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وكرّمها وزير التربية والتعليم الفلسطيني صبري صيدم، بعدما استطاعت رفع مستوى التلميذات الدراسي في الصف الأول ثانوي والتوجيهي. وتجلّى ذلك من خلال معدلاتهن وأنشطتهن في مادة الرياضيات، إضافة إلى تطوير آلية الشرح من خلال استخدام التكنولوجيا وتحفيز زملائها المدرسين، الذين بدأوا يعتمدون بعض أساليبها في التدريس.
اقــرأ أيضاً
زيادة تدرّس الرياضيات للصفّين الحادي عشر والتوجيهي. ولاحظت أنّ التعامل مع تلميذات الثانوية أمر صعب، خصوصاً أن غالبيّتهن من حي الشجاعية، وهو الحي الذي يعاني أهله من ضغوط نفسيّة بعد المجزرة الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على القطاع في عام 2014، ما يتطلب منها استخدام أساليب التفريغ النفسي في حصصها. تقول لـ "العربي الجديد": "تلميذاتي كبرن في ظل ثلاث حروب وأزمات متراكمة، ما يؤثر على نفسية كل تلميذة تجد في التعليم متنفساً. من هنا، سعيت إلى استخدام الوسائل التي يجدنها سهلة في حياتهن اليومية".
الهواتف الذكية وتوفّر الإنترنت في غالبية البيوت الغزية، دفعا رنا إلى استغلالها لتعزيز تطوير أساليب الشرح، وبدأت العمل مع تلميذاتها في إطار مجموعات مغلقة عبر "فيسبوك"، لمناقشة الأسئلة الصعبة وبعض الملاحظات في المادة. ووجدت تفاعلاً كبيراً بين التلميذات اللواتي اعتمدن عليها كوسيلة لتقييم دروس الرياضيات اليومية، وقررت توسيع التواصل والوسائل المتاحة لتعليم الرياضيات.
بدأت زيادة تصميم مواقع إلكترونية تفاعلية مستفيدة من خدمات "غوغل سايتس" لإنشاء مواقع الويب. وترفق فيديوهات تعليمية حول مادة الرياضيات، وأهمية كل معادلة رياضية وحلولها المختلفة. وعادة ما تركز على تجارب علماء الرياضيات، خصوصاً أن بعض النظريات في الرياضيات ترتبط بقصص تاريخية. وتحرص على إخبارها إلى تلميذاتها لتسهيل تلقيهن المعلومات النظرية.
تحاول زيادة، في كلّ حصة دراسيّة، ربط الرياضيات بالمواد العملية الأخرى، مثل علوم الأحياء والفيزياء والكيمياء، في محاولة لتبسيطها وتحقيق التكامل بين العلوم، وترسيخ الأفكار الأساسية للتلميذات. تضيف: "أساس الرياضيات هو حل مشكلات ومعادلات. والتلميذات في حاجة إلى معرفة الفائدة من حل المعادلات الرياضية، وأهمية ما يدرسنه، ليعرفن أهميته في حياتهن".
وكانت تصل زيادة استفسارات من تلميذات في الضفة الغربية، ما شجعها على فتح باب التواصل بين تلميذاتها في غزة وتلميذات الضفة الغربية من مدارس ثانوية للبنات في مدينة الخليل وطولكرم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. خلقت مجموعات ما ساعد التلميذات على تبادل الأفكار والتعاون في ما بينهن لحل معادلات رياضية، ومشاركة الحلول في ما بينهن.
ولاحظت، بعد إنشائها وسيلة تواصل بين تلميذات غزة والضفة، تطوراً في المضمون الدراسي والثقافي. تقول: "التلميذات في غزة أصبحن يعرفن ثقافة بلدتي الخليل وطولكرم ولهجتهما، وبدأن يلتقطن صوراَ عن فصولهن وأنشطتهن. هنا، يتحقق أسلوب التعليم المبني على تفعيل الأنشطة الثقافية والتعليمية في آن". استفادت زيادة من التجربة الماليزية المتعلقة بالتعليم التكنولوجي والرقمي، وأنشأت حلقة تواصل مع المدرسات في مدرستها لتفعيل آلية تطوير التعليم من خلال الوسائل التكنولوجية المتاحة وتوظيفها في الصفوف. وفي حصص كثيرة، تعتمد على الكومبيوتر أثناء الشرح، إلا أن انقطاع الكهرباء في قطاع غزة يؤدي إلى عرقلة عملها في بعض الأحيان.
وفي عام 2012، سبق لزيادة أن حصلت على المركز الأول في مبادرة "إلهام فلسطين" الرائدة، التي تسعى إلى تطوير البيئة التعلمية التربوية لأطفال فلسطين داخل المدرسة وخارجها. وفي عام 2014، منحها رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله جائزة دولة فلسطين للإبداع والتميز التربوي. وفي عام 2017 فازت بمسابقة "مبادرتي" التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، إضافة إلى اختيارها أفضل مدرسة عن عام 2017.
اقــرأ أيضاً
يشار إلى أن زيادة تعمل في سلك التعليم منذ عام 2004، وقد حصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من كلية العلوم في جامعة الأزهر في غزة، ودبلوم تأهيل تربوي من جامعة القدس المفتوحة. وفي الوقت الحالي، تُتابع الدراسات العليا.
حصلت رنا زيادة على لقب أفضل مدرّسة عن عام 2017، وذلك في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وكرّمها وزير التربية والتعليم الفلسطيني صبري صيدم، بعدما استطاعت رفع مستوى التلميذات الدراسي في الصف الأول ثانوي والتوجيهي. وتجلّى ذلك من خلال معدلاتهن وأنشطتهن في مادة الرياضيات، إضافة إلى تطوير آلية الشرح من خلال استخدام التكنولوجيا وتحفيز زملائها المدرسين، الذين بدأوا يعتمدون بعض أساليبها في التدريس.
زيادة تدرّس الرياضيات للصفّين الحادي عشر والتوجيهي. ولاحظت أنّ التعامل مع تلميذات الثانوية أمر صعب، خصوصاً أن غالبيّتهن من حي الشجاعية، وهو الحي الذي يعاني أهله من ضغوط نفسيّة بعد المجزرة الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على القطاع في عام 2014، ما يتطلب منها استخدام أساليب التفريغ النفسي في حصصها. تقول لـ "العربي الجديد": "تلميذاتي كبرن في ظل ثلاث حروب وأزمات متراكمة، ما يؤثر على نفسية كل تلميذة تجد في التعليم متنفساً. من هنا، سعيت إلى استخدام الوسائل التي يجدنها سهلة في حياتهن اليومية".
الهواتف الذكية وتوفّر الإنترنت في غالبية البيوت الغزية، دفعا رنا إلى استغلالها لتعزيز تطوير أساليب الشرح، وبدأت العمل مع تلميذاتها في إطار مجموعات مغلقة عبر "فيسبوك"، لمناقشة الأسئلة الصعبة وبعض الملاحظات في المادة. ووجدت تفاعلاً كبيراً بين التلميذات اللواتي اعتمدن عليها كوسيلة لتقييم دروس الرياضيات اليومية، وقررت توسيع التواصل والوسائل المتاحة لتعليم الرياضيات.
بدأت زيادة تصميم مواقع إلكترونية تفاعلية مستفيدة من خدمات "غوغل سايتس" لإنشاء مواقع الويب. وترفق فيديوهات تعليمية حول مادة الرياضيات، وأهمية كل معادلة رياضية وحلولها المختلفة. وعادة ما تركز على تجارب علماء الرياضيات، خصوصاً أن بعض النظريات في الرياضيات ترتبط بقصص تاريخية. وتحرص على إخبارها إلى تلميذاتها لتسهيل تلقيهن المعلومات النظرية.
تحاول زيادة، في كلّ حصة دراسيّة، ربط الرياضيات بالمواد العملية الأخرى، مثل علوم الأحياء والفيزياء والكيمياء، في محاولة لتبسيطها وتحقيق التكامل بين العلوم، وترسيخ الأفكار الأساسية للتلميذات. تضيف: "أساس الرياضيات هو حل مشكلات ومعادلات. والتلميذات في حاجة إلى معرفة الفائدة من حل المعادلات الرياضية، وأهمية ما يدرسنه، ليعرفن أهميته في حياتهن".
وكانت تصل زيادة استفسارات من تلميذات في الضفة الغربية، ما شجعها على فتح باب التواصل بين تلميذاتها في غزة وتلميذات الضفة الغربية من مدارس ثانوية للبنات في مدينة الخليل وطولكرم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. خلقت مجموعات ما ساعد التلميذات على تبادل الأفكار والتعاون في ما بينهن لحل معادلات رياضية، ومشاركة الحلول في ما بينهن.
ولاحظت، بعد إنشائها وسيلة تواصل بين تلميذات غزة والضفة، تطوراً في المضمون الدراسي والثقافي. تقول: "التلميذات في غزة أصبحن يعرفن ثقافة بلدتي الخليل وطولكرم ولهجتهما، وبدأن يلتقطن صوراَ عن فصولهن وأنشطتهن. هنا، يتحقق أسلوب التعليم المبني على تفعيل الأنشطة الثقافية والتعليمية في آن". استفادت زيادة من التجربة الماليزية المتعلقة بالتعليم التكنولوجي والرقمي، وأنشأت حلقة تواصل مع المدرسات في مدرستها لتفعيل آلية تطوير التعليم من خلال الوسائل التكنولوجية المتاحة وتوظيفها في الصفوف. وفي حصص كثيرة، تعتمد على الكومبيوتر أثناء الشرح، إلا أن انقطاع الكهرباء في قطاع غزة يؤدي إلى عرقلة عملها في بعض الأحيان.
وفي عام 2012، سبق لزيادة أن حصلت على المركز الأول في مبادرة "إلهام فلسطين" الرائدة، التي تسعى إلى تطوير البيئة التعلمية التربوية لأطفال فلسطين داخل المدرسة وخارجها. وفي عام 2014، منحها رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله جائزة دولة فلسطين للإبداع والتميز التربوي. وفي عام 2017 فازت بمسابقة "مبادرتي" التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، إضافة إلى اختيارها أفضل مدرسة عن عام 2017.
يشار إلى أن زيادة تعمل في سلك التعليم منذ عام 2004، وقد حصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من كلية العلوم في جامعة الأزهر في غزة، ودبلوم تأهيل تربوي من جامعة القدس المفتوحة. وفي الوقت الحالي، تُتابع الدراسات العليا.