يتردد مجدداً وبتكرار مثير للاشمئزاز، أن الربيع العربي فشل، ويبرر أصحاب هذه الدعاوى رأيهم بأن شعوب بلدان الربيع لم تكن جاهزة للتغيير الذي طالبت به. هناك أيضاً من لا يملّ الحديث عن الربيع باعتباره خريفاً، ناهيك عن أصحاب نظرية المؤامرة من مدعي القومية أو الممانعة.
ربما لم يحقّق الربيع العربي مطالبه، لكن كيف يكون فاشلاً وقد أزعج كل هذه الأنظمة وهزّ كل هذه العروش، والتي تحالفت ضده للقضاء على مكتسباته وتشويه رموزه، ظناً أن دعم الثورة المضادة يعني القضاء على طموحات التغيير.
لا يعني تقهقر الثوار أو انحسار الثورات أن الربيع انتهى، الواقع يؤكد أننا نعيش أحد مراحل الكرّ والفرّ المنطقية بين دعاة التغيير والأنظمة المستبدة، ومن يدريك أن الشهور أو السنوات المقبلة لن تشهد حراكاً يغيّر الواقع العربي بشكل حقيقي وللأبد.
في ظني أن عيب الربيع العربي الأساسي لم يكن في مطالبه ولا أدواته ولا غالبية المشاركين فيه، ربما كان العيب في انفصال هؤلاء الحالمين بالتغيير عن شارع اعتاد لسنوات الخنوع للحاكم خوفاً من قبضة نظامه الأمني، وأغلب هؤلاء تربى على العيش وفق الفتات المتاح وليس وفق ما يستحقه كمواطن.
يحاول داعمو الثورة المضادة فرض مصطلحات جديدة، فمن يحاول تذكير الناس أن الديمقراطية لا تنضج بين يوم وليلة، متهمٌ بأنه فوضوي يريد إغراق البلاد في الأزمات. ومن يطالب بالصبر على الديمقراطية الوليدة بدلاً من قتلها بالانقلابات والأزمات، ناكرٌ للاستقرار الهلامي الذي يروّج له المستبدون. ومن يحاول تحليل الأوضاع وفق العقل والمنطق، مارقٌ يجب أن يحاكم.
في بلادنا العربية كثير من العجائب، لا يختلف بلد عن آخر، فمن يرفض قتل المعارضين في الشارع يتهم بالانتماء إلى جماعات موصومة بالإرهاب، ومن يهاجم هيمنة الجيوش على الحكومات يعتبر ممولاً أو عميلاً يسعى إلى هدم الأنظمة المعروفة بعمالتها للأنظمة الخارجية التي جاءت بها إلى سدة الحكم أو تبقيها على مقاعدها رغم أنف الشعوب.
رغم كل تلك الاتهامات، لا يملك من شاركوا في الربيع العربي، ومازالوا مؤمنين بالتغيير كضرورة، رفاهية قبول مزاعم فشل حراكهم، فالفشل يعني نهاية الأمل في مستقبل لا غنى عنه، وربما يعني في حالات كثيرة نهاية حياة بعض هؤلاء على أيدي أنظمة مسعورة تتعامل مع المنادين إلى التغيير باعتبارهم يدعون إلى الإجهاز على أرواح القابعين على رأس الأنظمة.
في المحصلة، فرض المستبدون على أصحاب الربيع العربي معادلة صفرية لا مكان فيها للفشل أو التراجع مهما كانت التبعات، فالحل الوحيد لإنقاذهم هو تحقيق الانتصار.
اقــرأ أيضاً
ربما لم يحقّق الربيع العربي مطالبه، لكن كيف يكون فاشلاً وقد أزعج كل هذه الأنظمة وهزّ كل هذه العروش، والتي تحالفت ضده للقضاء على مكتسباته وتشويه رموزه، ظناً أن دعم الثورة المضادة يعني القضاء على طموحات التغيير.
لا يعني تقهقر الثوار أو انحسار الثورات أن الربيع انتهى، الواقع يؤكد أننا نعيش أحد مراحل الكرّ والفرّ المنطقية بين دعاة التغيير والأنظمة المستبدة، ومن يدريك أن الشهور أو السنوات المقبلة لن تشهد حراكاً يغيّر الواقع العربي بشكل حقيقي وللأبد.
في ظني أن عيب الربيع العربي الأساسي لم يكن في مطالبه ولا أدواته ولا غالبية المشاركين فيه، ربما كان العيب في انفصال هؤلاء الحالمين بالتغيير عن شارع اعتاد لسنوات الخنوع للحاكم خوفاً من قبضة نظامه الأمني، وأغلب هؤلاء تربى على العيش وفق الفتات المتاح وليس وفق ما يستحقه كمواطن.
يحاول داعمو الثورة المضادة فرض مصطلحات جديدة، فمن يحاول تذكير الناس أن الديمقراطية لا تنضج بين يوم وليلة، متهمٌ بأنه فوضوي يريد إغراق البلاد في الأزمات. ومن يطالب بالصبر على الديمقراطية الوليدة بدلاً من قتلها بالانقلابات والأزمات، ناكرٌ للاستقرار الهلامي الذي يروّج له المستبدون. ومن يحاول تحليل الأوضاع وفق العقل والمنطق، مارقٌ يجب أن يحاكم.
في بلادنا العربية كثير من العجائب، لا يختلف بلد عن آخر، فمن يرفض قتل المعارضين في الشارع يتهم بالانتماء إلى جماعات موصومة بالإرهاب، ومن يهاجم هيمنة الجيوش على الحكومات يعتبر ممولاً أو عميلاً يسعى إلى هدم الأنظمة المعروفة بعمالتها للأنظمة الخارجية التي جاءت بها إلى سدة الحكم أو تبقيها على مقاعدها رغم أنف الشعوب.
رغم كل تلك الاتهامات، لا يملك من شاركوا في الربيع العربي، ومازالوا مؤمنين بالتغيير كضرورة، رفاهية قبول مزاعم فشل حراكهم، فالفشل يعني نهاية الأمل في مستقبل لا غنى عنه، وربما يعني في حالات كثيرة نهاية حياة بعض هؤلاء على أيدي أنظمة مسعورة تتعامل مع المنادين إلى التغيير باعتبارهم يدعون إلى الإجهاز على أرواح القابعين على رأس الأنظمة.
في المحصلة، فرض المستبدون على أصحاب الربيع العربي معادلة صفرية لا مكان فيها للفشل أو التراجع مهما كانت التبعات، فالحل الوحيد لإنقاذهم هو تحقيق الانتصار.