قدم المدرب أوسكار تاباريز منتخب أوروغواي قويا في مونديال 2018، وهو من المنتخبات التي تلعب بذكاء كبير وعمل ذهني مُتميز ظهر في المباريات حتى الآن، وخصوصاً في المواجهة الأخيرة ضد المنتخب البرتغالي في دور الـ 16. لكن كل هذا العمل الرائع مع مدرب مريض ويسير على العكازة، في درس جميل عن القتال في الحياة.
الرجل المقاتل
يبلغ أوسكار تاباريز من العمر 71 سنة، وهو مصاب بمرض في الجهاز العصبي يُعرف بمتلازمة "غيان باري"، وهي حالة خطيرة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم الجهاز العصبي المركزي، ويأتي عادة نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، وهو الأمر الذي رفضه تاباريز وقال الجميع إن المشكلة هي فقط: "اعتلال عصبي مُزمن".
وقال تاباريز قبل بداية المونديال: "مرضي، لقد تحدثت مع من يجب أن أتحدث معه عن الأمر، أحياناً يجب علي أن أتحرك على "السكوتر"، وهناك أيام أكون فيها بحالة أفضل حيثُ أتحرك لوحدي وفي أيام أخرى لا يمكنني ذلك، وهذا الأمر لم يُغير شيئا في وظيفتي، أو يؤثر على طريقة تعاملي مع اللاعبين".
ورغم هذه المشكلة التي تمنع تاباريز من التحرك بسهولة على أرض الملعب لنقل تعليماته للاعبين خصوصاً خلال الحصص التدريبية، إلا أنه أثبت تفوقه مؤخراً خصوصاً في بطولة كأس العالم الحالية، إذ قدم منتخباً مقاتلاً يلعب بتكتيك كروي مُميز قريب من أسلوب إيطاليا في الدفاع والهجوم.
حلم النهائي
بعد نهاية المباراة ضد البرتغال، قال المدرب أوسكار تاباريز إن منتخب بلاده بدأ يُفكر جدياً في الوصول إلى المباراة النهائية في النسخة الـ 21 من بطولة كأس العالم. وذلك لأن المجموعة التي تلعب تحت قيادته قدمت أداءً خارقاً في أربع مباريات حتى الآن، وخصوصاً على الصعيد الذهني من حيث الالتزام والانضباط التكتيكي أمام الخصم.
أوسكار تاباريز أكبر مدربي مونديال 2018 الروسي يُقاتل من أجل الفوز رغم مرضه. يقود عربته في التدريبات من أجل دعم اللاعبين وتحضيرهم بأفضل طريقة. يتجول بالعكازة ولا يخاف السقوط فقط بغية متابعة كل تفصيل في المنتخب الأوروغواياني. هو مدرب عجوز يُصارع مرضه من أجل وطنه وسيُحاول الوصول مع الأوروغواي إلى نهائي كأس العالم بعد غياب سنوات طويلة.