بعد عامين من العمل على رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للروائي السوداني الطيب صالح (1929-2009)، يطلق الفنان التشكيلي السوداني محمد عمر خليل (1936) معرضاً وكتاباً فنياً، عند السادسة والنصف من مساء الثلاثاء، 26 من الشهر الجاري، في "معهد العالم العربي" في باريس.
المشروع هو باكورة أعمال دار "دنقلا" Dongola المتخصّصة بنشر الكتب الفنية والتي أسّسها كل من الصحافية سارة جلبي والفنان اللبناني عبد القادري، ويشرف على إصداراتها المصمّم الإيراني رضا عابديني، ويمثّل لقاء أدبياً وبصرياً بين الفنان والمؤلف، وبين الماضي والحاضر، وبين المستعمِر والمستعمَر، وبين الوطن والمنفى.
يضم المعرض والكتاب أعمال خليل من الحفر والغرافيك المستلهمة من الرواية التي نشرت أول مرة في كتاب عام 1967 عن دار "العودة"، وكانت قد نشرت قبلاً على شكل فصول في مجلة "الحوار" البيروتية، وترجمت إلى الإنكليزية عام 1969، إذ يقام المعرض بالتزامن مع مرور خمسين عاماً على ترجمتها.
تصادف عام نشر الرواية لأول مرة انتقال خليل إلى مدينة نيويورك، عازماً على العمل في الصحافة أو الإعلان، وبدلاً من ذلك أصبح واحداً من أبرز الفنانين في العالم العربي، وهكذا شاءت الصدف أن تتقاطع رحلة الفنان مع عودة بطل رواية صالح، كل منهما بعكس اتجاه الآخر.
باستخدام لوحات الزنك، قام خليل بنقش سلسلة من عشر لوحات أصلية تصوّر مشاهد من رواية "موسم الهجرة إلى الشمال". رسومات نتجت من حوار عميق بين الفنان والرواية، واستجابةً لتأثيرها في ذاكرته وتجربته.
ترافق أعمال خليل نسخة من الرواية باللغة العربية الأصلية، صمّمها الحروفي الفنان رضا عابديني. وإلى جانب النسخة العربية، توجد نسخة مستعملة من ترجمتها الإنكليزية، مصدرها تجار الإنترنت، في دلالة على تنقل الرواية المستمر وتداولها حتى يومنا.
لوحات خليل حميمة ومعقدة، ثمة مناظر طبيعية من السودان، ممثلة بالنخيل والنيل، إلى جانب تمثيل لشخصية الراوي والبطل، حيث تعرض أعمال الحفر ونسختي الرواية في صندوق مصنوع يدوياً مع تصميم داخلي من الخشب وخارجي من الزنك.