الأمم المتحدة: "أونروا" ستتوقف عن تقديم جزء من خدماتها بسبب نقص الميزانية
وجاءت أقوال دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي لممثل الأمين العام الذي يعقد في نيويورك. وأضاف دوجاريك أن "الوكالة ستستمر بتقديم خدماتها في العديد من المجالات، لكنها مضطرة حاليًا ونتيجة العجز المالي، لوقف العمل ببرنامج الصحة النفسية المجتمعية نهاية شهر آب/ أغسطس القادم، وستقوم في هذا السياق بفحص الخيارات من أجل العمل مع مجتمعات محددة ووكالات الأمم المتحدة. كما ستتوقف العيادات الصحية المتنقلة عن تقديم خدماتها اعتباراً من 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018".
وردا على سؤال لـ"العربي الجديد" حول الجهود التي بذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من أجل الضغط على الدول الأعضاء لسد العجز الناجم عن تخلي الولايات المتحدة عن دعمها المادي للوكالة، قال دوجاريك "لقد ناشد الأمين العام في مناسبات عامة ولقاءات الدول الأعضاء خاصة بتقديم المساعدات والدعم للأونروا. كما شارك شخصيًا بمؤتمرين هذا العام لتمويل الأونروا، في نيويورك وروما، وتشجيع الدول الأعضاء لتقديم المساعدات وبشكل سخي".
وأشار دوجاريك إلى أن "الأمين العام يشعر بالقلق بسبب النقص في تمويل الوكالة لأنها تلعب دورًا حيويًا في الاستقرار في المنطقة. تحاول قيادة الأونروا إدارة الوضع على أفضل وجه ممكن. إن مشكلة التمويل لا تقتصر على الأونروا ونلاحظ ذلك فيما يخص عددا من المنظمات الإنسانية. عندما ينفد المال، هذا يعني أن المنظمات الإنسانية ستضطر لوقف مساعداتها الإنسانية وخدماتها الاجتماعية أو جزء منها لأي من المجتمعات التي تحتاجها. وهذا ينطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في مخيمات اللاجئين في لبنان أو المساعدات الإنسانية في أفريقيا".
وأردف قائلًا: "ناشدنا ونطالب الدول الأعضاء بتقديم المساعدات وبشكل أوسع. ونشعر بالامتنان لتلك الدول التي تتبرع وتقدم المساعدات للمنظمات الإنسانية".
وكان المفوض العام للأونروا، قد وصف التقليص في ميزانية الأونروا ونقص التمويل بأنه "تهديد وجودي للوكالة". وحصلت الأونروا على دعم إضافي من متبرعين جدد أو مانحين سابقين بحيث تمكنت من جمع حولي 238 مليون دولار لهذا العام، مما ساعد على خفض العجز في ميزانيتها، والبالغ 446 مليون دولار، إلى 217 مليون دولار.
وفي جلسة مجلس الأمن الشهرية حول القضية الفلسطينية، أمس الأربعاء، ناقضت السفيرة الأميركية إلى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، نفسها وسياسة حكومتها عندما وجهت انتقادات شديدة اللهجة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لعدم تقديمها المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ومنظمة الأونروا على نحو يغطي العجز الذي خلقته الولايات لمتحدة.
وقالت هيلي "إن هؤلاء الذين يتحدثون في خطاباتهم عن دعم الشعب الفلسطيني، لا يحملون إلا الكلمات دون الأفعال، وتقديمهم للمساعدات إما معدوم أو محدود ولا يعكس الحاجة على الأرض". ثم تساءلت عن حجم المساعدات التي قدمتها الدول العربية ودول غربية.
يذكر أن السفيرة الأميركية تحاول في الاجتماعات الشهرية التي يعقدها مجلس الأمن لنقاش القضية الفلسطينية صرف النظر عن الحديث عن ممارسات الاحتلال وتستغل الجلسة للحديث عن أمور أخرى. ومنذ توليها منصبها، قبل أكثر من عام، كانت تستغل الجلسة للحديث عن الملف النووي الإيراني، في حين أن هناك جلسات مخصصة للموضوع، والآن تحاول صرف الأنظار عن أزمة خلقتها بلادها بتوجيه الاتهامات لدول أخرى.