اعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنّ وجود المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي يعزز مكانتها في العالم، مشيراً إلى أن مسألة بقاء المملكة في الاتحاد من عدمه ترتدي "أهمية كبيرة" لدى الولايات المتحدة.
وكتب أوباما في مقال نشرته يومية "ديلي تلغراف" البريطانية، ونقلته وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة "أن الاتحاد الأوروبي لا ينقص من النفوذ البريطاني، بل يعززه. وأوروبا قوية لا تشكل تهديداً لدور بريطانيا في العالم، بل تزيد من دور بريطانيا في العالم".
أوباما الذي وصل، مساء الخميس، إلى لندن لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ولمأدبة غداء، الجمعة، مع الملكة اليزابيث الثانية، انخرط بقوة في موضوع علاقة المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي.
وتقتضي مهمة أوباما، خلال زيارته الرسمية إلى بريطانيا، إلى جانب المشاركة في احتفالات المملكة المتحدة بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الـ90، محاولة إقناع الناخبين البريطانيين التصويت لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، في خطوة لدعم كاميرون، ضد جناح المعارضين لبقاء بريطانيا في أوروبا.
ويضم هذا الجناح القوي رموزاً بارزة في الحكومة من ضمنهم وزير العدل مايكل غوف، ورئيس بلدية لندن، بوريس جونسون، الذي ينافس كاميرون على زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة.
وقد سبق أن أعلن أوباما عن دعمه لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي المطروح أمام المواطنين البريطانيين للتصويت عليه بنعم أو كلا من خلال الاستفتاء المقرّر في يونيو/ حزيران المقبل. ويتطابق موقف الرئيس الأميركي من عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي مع تحذيرات أطلقها ثمانية وزراء خزانة أميركيون سابقون في رسالة مفتوحة، اعتبروا فيها أن خروج بريطانيا من الاتحاد سيكون "رهاناً محفوفاً بالمخاطر"، وأنّ "بريطانيا قوية ضمن الاتحاد الأوروبي، وهو السبيل الأفضل لضمان مستقبل بريطانيا عبر إنشاء أوروبا أكثر ازدهاراً، وعبر حماية اقتصاد عالمي قوي وفي وضع جيد".
وأكّد أوباما، في المقال، أن وجود المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي يسهم في قرب الاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة، وأن نتيجة استفتاء 23 يونيو في بريطانيا ستؤثر أيضاً على الأميركيين.
وأضاف "الولايات المتحدة تدرك أن صوتكم القوي في أوروبا، يضمن أن يكون لأوروبا موقف قوي في العالم وبقاء الاتحاد الأوروبي منفتحاً، وينظر إلى الخارج وعلى صلة وثيقة بحلفائه على الضفة الأخرى من الأطلسي، وبالتالي فإن الولايات المتحدة والعالم بحاجة لأن يستمر نفوذكم الهائل بما في ذلك في صلب أوروبا".
في المقابل، دعا المطالبون بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، أوباما إلى أن يبقى خارج النقاش حول الاستفتاء، معتبرين تصريحاته تدخلاً في الشؤون البريطانية.