في اليوم الثالث للمعركة، بدت محاور الموصل السبعة للقتال بالنسبة للقوات العراقية المشتركة بحالة شلل شبه تام، من دون تسجيل تقدم على الأرض.
ويعود سبب ذلك، بحسب قيادات عسكرية عراقية، إلى سعي القوات المهاجمة إلى تثبيت مواقعها الجديدة وتحصينها، فضلاً عن هجمات عكسية مباغته تعرّضوا لها من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أجبرتهم على وقف التحرك بمحور بعشيقة الشرقي للموصل. واستمرت ضربات التحالف الدولي بدون انقطاع على أهداف ومواقع تحصينات التنظيم.
وشهدت الفترة ما بين الساعة الواحدة وحتى الرابعة من عصر اليوم، الأربعاء، هجمات ارتدادية لتنظيم "داعش" من المحورين الشمالي والشمالي الشرقي، والمحور الشرقي لمدينة الموصل، حاول خلالها استعادة الأراضي التي خسرها باليومين الماضيين. ونجح في استعادة السيطرة على طريق سنجار، أحد أهم طرق الإمداد لقواته المتواجدة على مشارف جبل بعشيقة.
كما تمكن التنظيم من إيقاف الهجوم الكبير الذي شنته القوات العراقية المشتركة، التي اضطرت الى اتخاذ موقف دفاع عما حققته يوم أمس وأول أمس، بحسب مصادر عسكرية عراقية.
وبحسب المصادر، فإن ذلك لم يمنع من تحقيق تقدم بالمحور الجنوبي، حيث تمت السيطرة على قرى الحود وأجزاء من الحمدانية و"كاني حرامي".
وفي هذا السياق، قال مصدر في قوات "البشمركة"، لـ"العربي الجديد"، إن العشرات من عناصر "داعش" هاجموا، صباح اليوم، القطعات الكردية المتمركزة في بلدة سنجار، مشيراً إلى حدوث اشتباكات عنيفة بين الجانبين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ولفت إلى مشاركة طيران التحالف الدولي في صد هجوم "داعش"، مؤكداً أن قوات "البشمركة" اتخذت إجراءات احترازية للحيلولة دون تكرار الهجوم.
وأكدت النائبة الكردية آلا طالباني، سقوط نحو 35 قتيلاً وجريحاً من مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني، خلال معركة الموصل، مبيّنةً أن القوات الكردية لن تدخل مركز مدينة الموصل، لكنها ستمسك الأرض في المناطق التي ستساهم في استعادة السيطرة عليها.
إلى ذلك، اعتبر أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين علي الباوي، أن تنظيم "داعش" يحاول فتح جبهات ثانوية، تشغل القوات العراقية عن الخطط المرسومة لها المتمثلة بالوصول إلى مركز مدينة الموصل.
وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن التنظيم اعتمد في اليوم الثالث للمعركة استراتيجية جديدة مختلفة، في محاولة لفتح جبهات متعددة في مناطق متفرقة من محافظة الموصل وعلى أكثر من محور.
بدوره، قال العميد الركن حسين محمد العبيدي، من قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحديث عن شلل أو جمود غير صحيح، لكن الجميع بدأ يقارن مع تقدم اليوم الأول والثاني مع اليوم، وهذا غير دقيق". كما أكد أنّ "المعارك مستمرة ولو توقفت لكان وصف الشلل صحيحاً، وهجمات داعش كنا نتوقعها".
إلى ذلك، أكدت مصادر في وحدة الطبابة العسكرية بالفرقة 15 بالجيش العراقي، أنّ مجموع خسائر القوات العراقية، اليوم، بلغت 17 قتيلاً ونحو ثلاثين جريحاً من مختلف الصنوف، وهو ما يرفع الخسائر البشرية في صفوف القوات العراقية إلى نحو 100 قتيل وجريح، ومن قوات البشمركة إلى 30 قتيلاً وجريحاً خلال ثلاثة أيام.
في المقابل، لم تنتظر عدّة قرى تابعة للموصل وصول القوات العراقية إليها، حتى انتفضت ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، لكن التنظيم تمكّن من الوصول إليها قبل وصول القطعات العراقية، ما منحه فرصة البطش بها قتلاً واعتقالاً.
وقالت عضو تحالف القوى عن محافظة نينوى، وصال سليم، لـ"العربي الجديد"، إنّ أهالي الموصل ينتظرون بفارغ الصبر وصول القطعات العراقية وإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش".
ولفتت إلى أنّ "القطعات العراقية لم تستطع الوصول إلى تلك القرى في الوقت المناسب، ما أتاح لداعش فرصة محاصرتها واعتقال العشرات من أبنائها، وإعدامهم رميا بالرصاص، واعتقل النساء والأطفال".
وأضافت أنّ "مأساة إنسانية وقعت في تلك القرى التي تعرضت للإبادة على يد داعش"، داعية الحكومة والتحالف الدولي لـ"الوقوف مع الأهالي وأخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار، وعدم تركهم لقمة سائغة لداعش".
من جهةٍ أخرى، أعلنت الشرطة الاتحادية عن "تحرير قريتين ضمن بلدة القيارة، جنوب الموصل، بدعم ودور كبير لأهاليهما خلال المعركة".