وضمت تلك الخريطة التي عرضها الدبلوماسي على صفحته في "فيسبوك"، التي تحدث عنها الدبلوماسي السوري، تنفيذ اتفاق خفض تصعيد في الجنوب السوري والغوطة الشرقية، حيث يقوم النظام والمعارضة السورية بالاحتفاظ بمواقعهما، مع إجراء انتخابات محلية، بالتزامن مع انسحاب القوات الإيرانية. وقد تمت تلك التفاهمات، إلا أنها لم تكتمل، حيث يحاول النظام التقدم في الغوطة الشرقية، فضلًا عن سيطرته على كامل الغوطة الغربية أخيرًا.
ووفقًا للخريطة، فقد تم تشكيل قاعدة أميركية في معبر التنف الحدودي بين سورية والعراق، في أقصى ريف حمص الشرقي، وقد تمت تلك العملية بالتزامن مع سيطرة النظام السوري على كامل البادية الشامية، الممتدة في ريف حمص والسويداء ودمشق، في حين لم تدخل قوات من الجيش الأردني إلى المنطقة، واستلمت قوات النظام كامل النقاط الحدودية فيها، مع انسحاب مقاتلي المعارضة إلى التنف، وذلك بعكس ما نصت عليه الخريطة.
أما بالنسبة لـ"منطقة الجزيرة" والتي تقع شرق نهر الفرات، شمال شرق سورية، فقد تم السيطرة عليها بالكامل من قبل المليشيات الكردية، التي تقود مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بالتزامن مع سيطرة النظام والروس والمليشيات الإيرانية على كامل الضفة الغربية من نهر الفرات، الممتدة من جنوب جرابلس وحتى مدينة البوكمال، وتشمل ريفي دير الزور والرقة وأجزاء من ريف حلب.
وفي حين أشارت الخريطة إلى أن مدينتي الميادين والبوكمال ستكونان تحت السيطرة الأميركية، إلا أن الروس سبقوا للسيطرة على المدينتين، كما سيطروا على قرى في منطقة خشام، على الضفة الشرقية، ضمن حدود إقليم الجزيرة. وفي حين كانت العمليات الأخرى في الضفة الشرقية من نهر الفرات تقودها قوات ذات غالبية عربية، إلا أنها لم تتمكن من التفرد بقرارها والخروج عن سطوة المليشيات الكردية، التي تسيطر على كامل الشريط الشمالي من المنطقة، وتمنع العرب من اللجوء إليه.
وفسرت الخريطة ذلك، إن الأميركيين "لا يثقون بالقوات العربية السنية"، ويفضلون أن تكون قيادة الشريط الشمالي تحت النفوذ الكردي، وبقاء القوات العربية في الشريط الجنوبي المقابل لمناطق سيطرة النظام السوري والروس.
أما بالنسبة لمنطقة إدلب، فقد أوكلت مهمتها إلى تركيا وفصائل "الجيش السوري الحر"، مقابل التخلص من نفوذ "جبهة النصرة"، الذي يشكل خطرًا على الأمن القومي التركي، وعدم السماح للنظام بالسيطرة عليها، وتوسيع المنطقة لتشمل أجزاء من ريفي حلب وحماة وريف اللاذقية، وذلك بحسب الخريطة، وهو ما تم أخيرًا، إلا أن عملية التخلص من "جبهة النصرة" لم تتم بعد.
ويأتي الكشف عن الخريطة، في وقت يتم الحديث عن عملية تركية وشيكة في عفرين، بعد أن كانت تركيا تجهز لحملة عسكرية من أجل قتال "هيئة تحرير الشام"، التي تقودها "جبهة النصرة"، أو "فتح الشام"، في إدلب.