قوات الاحتلال تقتحم باحات الأقصى... واندلاع مواجهات مع المصلين

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
12 مارس 2019
E9557DBF-A7A4-4612-AE50-69147B807076
+ الخط -
يسود التوتر الشديد في هذه الأثناء ساحات المسجد الأقصى، حيث اقتحمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال جميع باحات المسجد، وأغلقت المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة، وأخرجت المصلين منه واعتدت على من صادفها بالضرب، كما اقتحمت غرف الحراس واعتدت بوحشية على أحدهم.

وضربت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مسجد قبة الصخرة، واعتقلت من محيطه عددًا من المواطنين، بينهم سيدتان، وتعرض عدد آخر من رجال الدين والمرابطين للضرب.



وادعت سلطات الاحتلال أن أحد مراكزها في ساحات الصخرة تعرض لهجوم بمقذوفات حارقة ومفرقعات، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل فيه أتى على محتوياته.

ووصف حراس لـ"العربي الجديد"، الوضع بـ"الخطير"، وقال أحدهم إن جنود الاحتلال طردوهم بوحشية من داخل الساحات، بينما لا تزال قوات كبيرة تندفع إلى داخل الأقصى، بعدما أغلقت جميع أبوابه.



وامتدّ التوتر إلى جميع أنحاء البلدة القديمة من القدس، وسط دعوات إلى النفير وحماية المسجد والتوجه إلى محيطه وإلى بواباته التي تحاصرها قوات كبيرة من جنود الاحتلال. فيما أفادت مصادر محلية باعتقال شابين من داخل مسجد الصخرة المشرفة بعد اقتحامه والتعدي على حرمته.

وأدى مئات الفلسطينيين صلاة العصر في منطقتي باب المجلس وباب الأسباط خارج المسجد الأقصى بعدما قرر الاحتلال إغلاقه حتى إشعار آخر، واعتدت قوات الاحتلال على المصلين في ساحة الغزالي، فيما امتدّ التوتر إلى حي باب حطة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
مشاهد وحشية

وبدا المشهد وحشياً بعد لحظات من تعرض نقطة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، لما قيل إنه هجوم بالمفرقعات النارية أدى إلى احتراقها بالكامل، بينما كان جنود من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال المعروفون بعنفهم المفرط في التعامل مع الفلسطينيين يدفعون النساء أرضاً ويعتدون عليهن بالضرب، ولم يسلم من عنف جنود الاحتلال كبار رجال الوقف الإسلامي وحراس المسجد الأقصى، أمثال الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى، والشيخ واصف البكري نائب قاضي القضاة، وفراس الدبس مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف، الذين هوجموا بعنف أيضاً واعتدي عليهم وتم إخراجهم من مقرات عملهم، بينما اعتقل أحدهم ويدعى محمد طينه بعد ضربه بوحشية داخل موقع حراسته.



وتحوّلت ساحات المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية انتشر داخلها مئات الجنود الذين طاردوا المصلين، بمن فيهم النساء، وأخرجوهم بالقوة من داخل المسجد القبلي والمصلى المرواني، بينما حوصر مسجد الصخرة بادعاء البحث عن مشتبهين بالهجوم، واعتقلت قوات الاحتلال من داخل الصخرة شابين أحدهما من بيت لحم يدعى محمد محمود، بحسب ما أُبلغ الصحافيون في لحظة اعتقاله.

وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، بينما كان جنود الاحتلال يحاولون إبعاده عن محيط مسجد الصخرة، قال الشيخ عمر الكسواني، إن ما جرى من اعتداء على النساء والرجال والشبان، واعتقال البعض منهم، ومن بينهم سيدتان، "عنف مبالغ فيه وغير مبرر، وحين حاولنا منعهم من ذلك اعتدوا علينا جميعًا ولم يسلم منا أحد، بما في ذلك حراس الأقصى الذين اعتدي عليهم في الساحات ودفعوا إلى خارج البوابات التي أغلقها الاحتلال".


وحذر الكسواني من نهج أفراد شرطة الاحتلال وسلوكهم، مؤكداً أن لا أحد يعلم بالضبط حقيقة ما جرى في مركز شرطة الاحتلال الذي اندلعت فيه النيران غير ما زعمته شرطه الاحتلال.

ولم يلبث أن امتدّ التوتر لاحقًا إلى عموم البلدة القديمة، حيث دعا "الحراك الشابي المقدسي" إلى النفير وحماية المسجد والتوجه إلى محيطه وإلى بواباته التي تحاصرها قوات كبيرة من جنود الاحتلال وتمنع المصلين من دخوله، محذرًا من أن يكون ما جرى اليوم مقدمة لإجراءات أخرى تطاول المسجد الأقصى، خاصة مصلى الرحمة، علمًا أن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال كان قد أعلن قبل يومين نيته إغلاق المصلى قبل يوم الجمعة المقبل.

وفي سرده لتفاصيل الاعتداء عليه وعلى زملائه الحراس، روى عنتر الحمزاوي، لـ"العربي الجديد"، أن جنود الاحتلال طاردوه هو وزملاؤه داخل ساحات الأقصى، وتعرضوا لهم بالضرب، كما حدث مع زميله محمد طينه، بينما أخرج هو وحراس آخرون إلى باب السلسلة وأغلق الباب على المصلين.


وردًا على ذلك، دعت المرجعيات الدينية والوطنية، قبل قليل، جموع المقدسيين إلى إقامة صلوات العصر والمغرب والعشاء عند أبواب المسجد الأقصى وعلى جميع محاور الطرق المؤدية إليه إذا استمر الاحتلال بإغلاق بواباته ومنعهم من الصلاة داخله.

وكان قائد شرطة الاحتلال قد أعلن، قبيل ذلك، عن قراره بإغلاق الأقصى حتى إشعار آخر، في الوقت الذي اقتحمت فيه قواته مكاتب للأوقاف الإسلامية داخل الساحات وقامت بتفتيشها.

وقال الشيخ واصف البكري: "لقد حرصت أنا ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، وعدد من موظفي الأوقاف، على البقاء داخل الأقصى، وحضرنا داخل مكتب القبة النحوية، لتقتحم الشرطة المكان عدة مرات وتطالبنا بإخلاء المكان بأمر وبقرار من قائد شرطة القدس، مهددة باستخدام القوة". محذرًا من أن "الاحتلال يريد تفريغ المسجد الأقصى وإخلاءه من كافة المسؤولين والموظفين والمصلين".

وحذّر البكري من تصعيد إسرائيلي محتمل، وقال: "ما شهدناه اليوم يؤشر إلى نوايا كثيرة مبيتة ضد الأقصى ومرابطيه ومصليه، ونرجو أن يكون الجميع على مستوى المسؤولية إزاء ما يخطط له الاحتلال".

ذات صلة

الصورة
أبو خديجة يسعى للعودة إلى الملاعب رغم الغياب الطويل (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى لاعب منتخب فلسطين الأول لكرة القدم أحمد أبو خديجة (28)، الذي تحرّر من سجون الاحتلال في 31 أكتوبر الماضي بعد 20 شهراً من الاعتقال، تجربته في المعتقل.

الصورة
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى / القدس المحتلة 13 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

يخشى المقدسيون من أن تكون تحركات المستوطنين بشأن بناء كنيس يهودي في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى قد بدأت تأخذ منحنى جدياً في الأيام الأخيرة.
الصورة
بن غفير يقتحم المسجد الأقصى 18 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، اليوم الاثنين، إنه يريد إقامة كنيس في المسجد الأقصى
الصورة
عكرمة صبري بعد إفراج الاحتلال عنه ، 17 ديسمبر 2023 (الأناضول)

سياسة

أصدرت الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الخميس، قرارًا بمنع خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من الدخول إلى المسجد وباحاته لمدة ستة أشهر.