ويلفت "العربي الجديد" النظر إلى وجود مشاهد صادمة في الفيديو المرفق. ويظهر به الورفلي وهو يعطي الأوامر لعدد من المسلحين بإطلاق النار على رؤوس الملثمين الذين لم تتبين هوياتهم، يرتدون أزياء برتقالية وقد قيدت أيديهم للخلف ووضعت أشرطة سوداء على عيونهم. وبحسب تعليقات وردود فعل ليبية، فإن الورفلي حاول في هذا الفيديو تقليد طريقة تنظيم "داعش" الشهيرة في التصفيات، كالأزياء البرتقالية ووضع الضحايا في صفوف وتقييد أيديهم إلى الخلف.
ويأتي انتشار هذا الفيديو، الذي لم يعرف مصدره حتى الآن، بعد أيام من إعلان قيادة قوات حفتر استنكارها لطلب مفوضية حقوق الإنسان الأممية، التحقيق في قضايا تعذيب وقتل خارج القانون.
ونفت قيادة قوات حفتر أن يكون لجنودها علاقة بإعدامات ميدانية وجرائم حرب وُثقت بالفيديو والصور، وكان الورفلي أحد أبرز الوجوه التي ارتكبت هذه الجرائم. ورفضت طلب المفوضية "اتهام لجنودها"، كونه جاء "دون دليل أو سند قانوني"، وأن هذه الاتهامات "غير ذات قيمة كونها اعتمدت على مقاطع فيديو لم يتم التحقق من صحتها"، مؤكدة أن جنودها "أبرياء من تلك التهم".
وكانت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان الأممية، ليز ثروسل، قد دعت في التاسع عشر من الشهر الجاري، قوات حفتر لـ"التحقيق في إعدامات دون محاكمة لسجناء"، معبرة عن "قلق المفوضية إزاء سجناء ربما يكونون معرضين للتعذيب الوشيك أو حتى الإعدام دون محاكمة".
وحددت المفوضية اسم النقيب الورفلي في ثنايا بيانها، مطالبة بـ"وقفه عن العمل إلى حين التحقيق في القضايا، وخاصة أنه ظهر في أكثر من مقطع وهو يوجه رصاص بندقيته لأسرى يتهمهم بالانتماء لجماعات إرهابية".
وكانت انتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، في شهر مارس/آذار الماضي، تظهر جنود حفتر وهم يرتكبون إعدامات ميدانية، كما حصل "العربي الجديد"، على صور ولقطات مصورة حصرية توثق جرائم حرب مروّعة ارتكبتها قوات اللواء خليفة حفتر، وتكشف مشاهد نبش القبور والتنكيل بجثث الموتى والاعتداء على الأسرى بالضرب والإهانة في بنغازي شمال شرقي ليبيا.