- تحركت السلطات بناءً على شكوى شقيق المفقود ومنشور تشهير على مواقع التواصل، مما أدى إلى كشف القضية وتوقيف الخاطف البالغ من العمر 61 عامًا.
- تحيط الغموض بدوافع الاختطاف، مع تقديرات تشير إلى ارتباطها بالسحر والشعوذة، مضيفةً طبقة من الغموض والدهشة حول القضية التي أثارت اهتمام الرأي العام الجزائري.
بعد 28 عاماً على اختفائه، عثر الأمن الجزائري على شاب الجلفة، وألقى القبض على خاطفه الذي خبّأه تحت أكوام من التبن في مبنى مجاور لمنزل عائلته. وبذلك يكون لغز شاب الجلفة قد حُلّ مبدئياً، فجر اليوم الثلاثاء، بعدما قضت عائلته كلّ تلك السنوات وهي تبحث عنه من دون أن تعلم أنّه محتجز عند جارها، في بلدية القديد بولاية الجلفة وسط الجزائر.
وقد أصدر مجلس قضاء الجلفة، الثلاثاء، بياناً حول قضية المفقود الذي صار يُعرَف باسم شاب الجلفة أخيراً، أفاد فيه بأنّ الشاب المخطوف عُثر عليه محتجزاً في زريبة أغنام في ملكية جاره. وأوضح مجلس قضاء الجلفة أنّ مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني في القديد تلقّت شكوى بتاريخ 12 مايو/ أيار الجاري، أي أوّل من أمس، من شقيق المفقود الذي رفعها ضدّ مجهول، على أساس منشور تشهير على مواقع التواصل الاجتماعي يشير إلى أنّ المفقود منذ قرابة 28 عاماً موجود في منزل جار العائلة في بلدية القديد بالجلفة.
وعلى أثر البلاغ المذكور، أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الإدريسية مصالحَ الدرك الوطني بفتح تحقيق معمّق بشأن قضية شاب الجلفة، وبانتقال عناصر الضابطة القضائية إلى المنزل المذكور في الشكوى. وفي بيانه، أكد مجلس قضاء الجلفة أنّ "فعلاً، تمّ العثور على الشخص المفقود (في منزل الجار)، وتوقيف المشتبه به مالك المسكن، البالغ من العمر 61 عاماً". وأضاف المجلس أنّ النيابة العامة أمرت المصالح المختصة بالتكفّل الطبي، الجسدي والنفسي، بالضحية، وكذلك تقديم المشتبه به إلى النيابة العامة فور انتهاء التحقيق. وشدّد مجلس قضاء الجلفة، في البيان نفسه، على "متابعة مرتكب هذه الجريمة النكراء بكلّ الصرامة التي تقتضيها قوانين الجمهورية (الجزائرية)".
وتفيد الأخبار المتداولة في الجزائر بأنّ خاطف شاب الجلفة يعمل حارساً في منشأة عمومية، وهو كان قد احتجزه منذ خطفه في عام 1996، في سرداب صغير أسفل المنزل الذي يقع قبالة منزل عائلة المفقود. ويبلغ شاب الجلفة من العمر اليوم 44 عاماً، وكان يبلغ 16 عاماً عند اختفائه، علماً أنّ عائلته اعتقدت بأنّ ابنها لقي حتفه على يد مجموعات إرهابية، نظراً إلى طبيعة الظروف الأمنية الصعبة التي كانت تعيشها البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
ولم تتّضح بعد تفاصيل اختطاف شاب الجلفة ولا خلفياته حتى الساعة، إذ لم تكشف السلطات عن أيّ معطيات غير تلك التي تضمنّها بيان مجلس قضاء الجلفة. كذلك، لم تتّضح الظروف التي كان يعيش فيها شاب الجلفة حيث وُجد اليوم، وما إذا كان قد لازم المكان نفسه طوال 28 عاماً، وكيفية تمكّن خاطفه من إخفائه كلّ هذه المدّة، علماً أنّه كان يبدو رجلاً عادياً، بحسب ما أفاد أهل المنطقة وسائل الإعلام المحلية، وكان على علاقة طيّبة مع عائلة ضحيته.
شاب الجلفة.. سحر وشعوذة؟
وبحسب تقديرات أهل المنطقة وشكوكهم، فإنّ دوافع الخاطف ترتبط بالسحر والشعوذة. ويتداول هؤلاء أنّ الخاطف تمكّن من السيطرة على ضحيته بتلك الطرق، في حين أنّ شاب الجلفة قال بعد تحريره إنّه كان يشعر بأنّه مقيّد كلّما أراد التوجّه نحو الباب، وبأنّه غير قادر على الصراخ لطلب النجدة كلّما حاول القيام بذلك.