طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، يوم الثلاثاء، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالعمل على إيجاد حل سياسي لإنهاء النزاع في اليمن، واصفاً الوضع هناك بأنّه "حرب غبية" تضر بمصالح الدول المنخرطة فيه.
وبعد أن سلّمه بن سلمان، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، شيكاً بـ930 مليون دولار من السعودية والإمارات، لتمويل برنامج مساعدات الأمم المتحدة في اليمن، قال غوتيريس، وفق ما أوردت "فرانس برس"، إنّه "لا يوجد حل إنساني للمشاكل الإنسانية".
وأضاف أنّ "الحل سياسي. ونحن في تصرّفكم بالكامل من أجل العمل على إيجاد حل من شأنه إنهاء المعاناة في اليمن حيث تدور حرب هناك منذ ثلاث سنوات".
وتحاول الأمم المتحدة إعطاء زخم جديد لمحادثات السلام في هذا البلد، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً، منذ 2015 بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وقُتل زهاء 10 آلاف يمني، وأُصيب 53 ألفا بجروح، في حين أنّ السكان مهددون بالمجاعة والكوليرا. وتقول الأمم المتحدة إنّ الأمر يتعلّق بـ"أسوأ أزمة إنسانية" حالياً في العالم، مع وجود 22,2 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
وخلال الاجتماع مع بن سلمان، وهو الثاني بين الرجلين، وصف غوتيريس النزاع في اليمن، بأنّه "حرب غبية" تضرّ بمصالح الدول المنخرطة فيها.
وقد أكد بن سلمان، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، أنّ "السعودية تعمل على احترام مبادئ الأمم المتحدة التي تنصّ على أنّه يتعيّن عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى"، في إشارة منه إلى دعم إيراني للحوثيين.
وقال ولي العهد السعودي، عبر مترجم، "إنّنا نحاول قدر استطاعتنا حل المشاكل في الشرق الأوسط سياسياً، وإذا خرجت الأمور عن السيطرة، فإنّنا نعمل بأقصى ما في وسعنا لتجنّب أي عواقب أخرى". وأضاف "سنواصل احترام القانون الدولي كما فعلنا دائماً".
ويتواجد مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الجديد في العاصمة صنعاء، هذا الأسبوع، لمحاولة إحياء العملية السياسية بعد عدد من الاجتماعات في الرياض.
وناشدت الأمم المتحدة أعضاءها، لجمع 2.96 مليار دولار، لتمويل المساعدات الضرورية لليمن في العام 2018. ومن المقرر أن يسافر غوتيريس إلى جنيف لحضور مؤتمر للمانحين في 3 أبريل/نيسان المقبل.
بن سلمان يهاجم الاتفاق النووي الإيراني
إلى ذلك، جدّد بن سلمان، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، هجومه على الاتفاق النووي الإيراني، معتبراً أنّ الاتفاق يؤجل لكنّه لا يمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية.
وقال ولي العهد السعودي، خلال اجتماع مع المحررين والمراسلين في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، "إنّ تأجيلها ومشاهدتهم (الإيرانيين) يحصلون على تلك القنبلة، يعني أنّك تنتظر وصول الرصاصة إلى رأسك. لذا عليك التحرّك من اليوم".
وفي تعليقاته، خلال الاجتماع، التي سمح مسؤولون سعوديون بنشر بعضها، اتهم بن سلمان، إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية كي يتسنّى لها التصرف بحرية في الشرق الأوسط، دون خوف من العقاب.
وقال: "نحن نعرف هدف إيران. إذا كان لديهم سلاح نووي، فهو بمثابة درع يسمح لهم بفعل ما يريدون في الشرق الأوسط، وللتأكد من عدم قيام أحد بمهاجمتهم، أو أنّهم سيستخدمون أسلحتهم النووية".
وقال إنّه يجب الاستعاضة عن الاتفاق النووي الحالي، بآخر يضمن ألا تحصل إيران "إطلاقاً" على سلاح نووي، ويتطرّق أيضاً لأنشطة إيران الأخرى في الشرق الأوسط.
وترامب وصف الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع الدول الغربية عام 2015، في أكثر من مناسبة، بـ"السيئ"، وتوعّد بـ"تمزيقه"، وبينما طالب بعد ذلك، بإدخال تعديلات عليه، هدّد، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بالانسحاب من الاتفاق "حال فشل الكونغرس الأميركي وحلفاء واشنطن في معالجة عيوبه".
ووفق ما ذكرت "نيويورك تايمز"، فقد "سعى الأمير محمد لرسم صورة إيجابية للتقدّم السعودي في الحرب في اليمن. وادعى أنّ الحوثيين، المليشيا الموالية لإيران التي استولت على العاصمة، صنعاء، في عام 2014، أصبحوا معزولين سياسياً بشكل متزايد".
وتنكر إيران منذ فترة طويلة تزويد الحوثيين بالسلاح، رغم أنّ مجموعة متزايدة من الأدلة تتناقض مع ادعائها، في وقت تقدّم فيه الولايات المتحدة أسلحة ودعماً لوجستياً لتحالف السعودية، والذي تعرّض لانتقادات بسبب غاراته الجوية التي قتلت مدنيين في اليمن، فضلاً عن حصاره الموانئ اليمنية.
وهاجم بن سلمان الصواريخ السبعة التي أطلقها الحوثيون على السعودية من اليمن، يوم الأحد، واصفاً الواقعة بأنّها "آخر تطويق" لم يظهر سوى أنّهم ضعفاء.
وقال إنّ السعودية "تسعى الآن إلى إنهاء الحرب من خلال عملية سياسية في اليمن، وتحاول تقسيم الحوثيين وإبقاء الضغط العسكري عليهم".
وتحدّث ولي العهد السعودي أيضاً عن "تغيير الخطاب الديني السعودي من أجل ضمان المزيد من الانفتاح".
وقال: "أعتقد أنّ الإسلام قد اختُطف"، معتبراً أنّ "جماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة، قد شوّهت الدين"، بحسب قوله.