تترقب فرنسا بحذر وقلق، نتائج الاستفتاء البريطاني حول الخروج من الاتحاد الأوروبي ، ونتائجه السلبية سياسياً واقتصادياً ومالياً.
وعدا اليمين المتطرف وحزب "الجبهة الوطنية" بقيادة مارين لوبان، أعربت النخبة السياسية الفرنسية يساراً ويميناً، عن قلقها من خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في وقت تتعاظم فيه الخشية من انتقال عدوى العداء للاتحاد إلى الرأي العام الفرنسي، وتعزيز موقف اليمين المتطرف الذي يدعو إلى الخروج عبر تنظيم استفتاء مشابه في فرنسا حوله.
وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى بريطانيا، أمس الأربعاء، وحذر من أن "مستقبل الاتحاد الأوروبي رهين بنتائج الاستفتاء البريطاني، وليس فقط مستقبل بريطانيا"، وذلك عند استقباله رئيس وزراء سلوفاكيا، روبيرت فيكو، الذي تتسلم بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مستهل الشهر المقبل.
واعتبر هولاند أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون حدثاً خطيراً، وسوف لن يتسنى بعد ذلك لبريطانيا ولوج السوق الأوروبية المشتركة".
وقال هولاند، إنه سيعلن عن عدة تدابير جديدة بالتنسيق مع نظرائه الأوروبيين في حال تصويت البريطانيين لصالح مبدأ الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكيفما كانت نتائج الاستفتاء البريطاني، من المنتظر أن يقوم هولاند بزيارة، بحر الأسبوع المقبل، إلى برلين، للقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل، سيكون عنوانها الأساسي "نتيجة الاستفتاء البريطاني" خصوصاً في حال التصويت لصالح الخروج من الاتحاد.
من جهته، حذر الرئيس الفرنسي السابق وزعيم المعارضة اليمينية، نيكولا ساركوزي، من مغبة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واعتبر الأخير أن "الاتحاد سيتعرض لانتكاسة تاريخية لا سابق لها" على حد تعبيره. ورأى ساركوزي أن المفارقة الكبرى تكمن في أن "الاتحاد يناقش حالياً انضمام تركيا إلى دوله في حين يستعد البريطانيون للخروج منه".
ودعا ساركوزي إلى إعادة النظر في ميثاق الاتحاد الأوروبي ليتكيف مع "المعطيات السياسية الجديدة التي تعصف بحاضره ومستقبله".