"قسد" تعلن اقتراب نهاية العمليات بدير الزور وسط استسلام عناصر "داعش"

جلال بكور

avata
جلال بكور
16 فبراير 2019
5712BFDF-03DC-46B9-8280-7EC323EBAE9D
+ الخط -
أكدت مصادر محلية في دير الزور، اليوم السبت، لـ"العربي الجديد"، استسلام كافة عناصر تنظيم "داعش" الباقين في المنطقة المحاصرة شرق بلدة الباغوز، بريف دير الزور شرق سورية، حيث يقوم "التحالف" بنقلهم على دفعات، في وقت أعلن قيادي من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) اقتراب العمليات من نهايتها.

وقالت مصادر مقربة من مليشيات "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن العمليات ضد "داعش" على وشك الانتهاء، إذ تقوم قوات "التحالف" بتمشيط منطقة البساتين بعد استسلام كافة عناصر التنظيم الإرهابي، وتعمل على نقل المدنيين أيضاً، من مخيمات الباغوز إلى المخيمات الواقعة في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.

وأضافت المصادر أن "التحالف" يقوم منفرداً بنقل عناصر وقياديي التنظيم، البالغ عددهم أكثر من 5000 عنصر، عبر الشاحنات والطائرات المروحية، ويقوم عن طريق هؤلاء بالاستدلال على مواقع الألغام والملاجئ والأنفاق، مؤكدة أنه لا علاقة لـ"قسد" بعمليات النقل هذه.

من جهته، قال الناشط المنحدر من دير الزور وسام العربي لـ"العربي الجديد"، إن العمليات العسكرية والمعارك في الباغوز انتهت باستسلام غالبية عناصر "داعش"، فيما يواصل "التحالف" منذ أمس عملية نقل عناصر التنظيم عبر الحافلات والطائرات إلى القواعد التابعة له في شرق الفرات.

ويقوم "التحالف" بنقل المدنيين والتحقيق معهم، بحثاً عن عناصر لـ"داعش" مختبئين بينهم. 

وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون راين، لوكالة "فرانس برس"، السبت، "تستمر المعارك (...) لكننا لا نزال نرى مئات المدنيين يحاولون الفرار إلى بر الأمان". وأكد "خفض الضربات للمساعدة في حماية المدنيين ونظراً لظروف ساحة المعركة".

وأوضح راين أنّ المنطقة "تحتوي على العديد من الأنفاق ما يؤدي إلى إبطاء العمليات، إذ يتعيّن على (قوات سورية الديمقراطية) تطهير المناطق من العبوات المفخخة، ولا تزال ترصد إقدام مقاتلي التنظيم على تفجير ستراتهم الناسفة ومهاجمة مواقعها بسيارات ودراجات نارية محملة بموادّ متفجرة".

وقال جيا فرات، قائد حملة "عاصفة الجزيرة" التي تشنّها "قسد"، بالتعاون مع "التحالف الدولي" في ريف دير الزور، إن الحملة ستعلن "بشارة سارّة" للعالم بأسره "في القريب العاجل".

وأضاف فرات، خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم السبت في حقل العمر النفطي، الذي تتخذ منه "قسد" و"التحالف" نقطة انطلاق للعمليات العسكرية ضد "داعش"، "إننا الآن في مرحلة حصار مرتزقة داعش في مسافة تقدر ما بين 700 و600 متر مربع، وسبب بطء التقدم هو وجود المدنيين الذين يستخدمهم داعش كدروع بشرية".

وقال القيادي في "قسد": "سنعلن بشارة سارّة للعالم بأسره في القريب العاجل، وسنواصل مكافحة خلايا تنظيم داعش".

يشار إلى أن المنطقة التي تحدث عنها فرات، هي منطقة المخيمات العشوائية للنازحين شرق بلدة الباغوز، آخر البقع التي انكفأ إليها "داعش" في منطقة شرق الفرات.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم حملة "قسد" في دير الزور عدنان عفرين، لوكالة فرانس برس، ليل الجمعة - السبت، إن "المدنيين لا يزالون موجودين في الداخل بأعداد كبيرة"، موضحاً أنهم "نساء وأطفال من عوائل داعش، موجودون في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق".

وأضاف: "هذه كانت المفاجأة الكبرى لنا. لم نتوقع هذا العدد، وإلا لما كنا استأنفنا الحملة" السبت الماضي، موضحاً أن البحث "لا يزال جارياً عن الأنفاق، ويتم التعامل معها بطرق متعددة منها الإغلاق أو التفجير".

وأوضح عفرين أن "الحملة لم تتوقف، لكن الضرب العشوائي توقف"، لافتاً الى أن "مقاتلي داعش يختبئون بين المدنيين، بعدما خلعوا اللباس العسكري وارتدوا اللباس المدني".

يذكر أن "قسد" بدأت في أيلول الماضي عملية عسكرية، تهدف إلى إنهاء "داعش" في آخر جيب يسيطر عليه بريف دير الزور، لكن هذه العملية توقفت مرات عديدة، في حين أعلنت في التاسع من فبراير/ شباط الحالي إطلاق المعركة الأخيرة، بعد انحسار وجود التنظيم في ناحية الباغوز.

ومع انتهاء تنظيم "داعش" في شمال شرق سورية، شرق نهر الفرات، يقتصر وجود التنظيم على جيوب صغيرة في البادية السورية، الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور.

ذات صلة

الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
سوريون فروا من لبنان بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي  (العربي الجديد)

سياسة

يتعرض السوريون العائدون من لبنان هرباً من الحرب الإسرائيلية، لصعوبات خلال رحلة الوصول إلى الشمال السوري تحديداً، مع ما يتخللها من ابتزاز مالي ومخاطر.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون