بعد تأجيل الاحتلال قرار الهدم.. الخان الأحمر في الطريق إلى الإقامة الدائمة
ووصف رئيس مجلس قروي قرية الخان الأحمر، عيد خميس، قرار سلطات الاحتلال تأجيل هدم القرية، بأنه خطوة مهمة على طريق تثبيت القرية بصورة دائمة ووضع حد لمخططات الاحتلال المستمرة بحق أكثر من 23 تجمعاً بدوياً تنتشر على امتداد الطريق الواقع بين القدس وأريحا.
وفي السياق، قال عيد في حديث مع "العربي الجديد"، "سنستمر في فعالياتنا هنا، وقد بدأنا فعلياً اعتباراً من اليوم أول التحضيرات للمكوث الدائم هنا، وتجهيز مساكن القرية لاستقبال فصل الشتاء وتعزيز صمود المواطنين في قريتهم".
أما أمين سر حركة "فتح" إقليم القدس، شادي المطور، والتي قادت حركته فعاليات الدعم والإسناد لأهالي القرية، فأكد أن قرار الاحتلال بإرجاء الهدم جاء نتيجة عدة عوامل من أبرزها استماتة المواطنين في الدفاع عن وجودهم مسنودين بدعم شعبي واسع، إضافة إلى ضغوط مورست على الاحتلال سواء من الأوروبيين أو جهات حقوقية دولية كانت حذرت الاحتلال من تبعات أي هدم القرية.
وأضاف: "سنستمر في تقديم الدعم والإسناد للقرية حتى يلغى القرار نهائياً".
من جهته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف، عقب الإعلان الإسرائيلي، "لا نثق بقرار الاحتلال تأجيل الهدم، لذلك سنواصل اعتصامنا هنا للدفاع عن بادية القدس".
وأضاف عساف "أنه منذ الغد سنبدأ إجراءات من أجل التجهيز للاعتصام الشتوي في الخان الأحمر وسيتم بناء خيام لذلك، وأن عمليات قمع الاحتلال للمعتصمين في الخان الأحمر في تصاعد مستمر".
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت، في وقت سابق استئناف سكان الخان الأحمر لمنع هدم القرية، وأشارت المحكمة إلى أن القرية قائمة على أراضي للدولة، وأن منازل القرية بنيت بشكل مخالف لقوانين التنظيم والبناء الإسرائيلية. وبذلك أعطت المحكمة العليا في إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات الهدم.
ويقول مراقبون هنا، إن التصريحات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي غير المعتادة حول قرية خان الأحمر، وكذلك تصريحات المُدعية الرئيسية لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، أثارت قلقاً لدى سلطات الاحتلال.
وكانت مصادر فلسطينية أكدت لـ"العربي الجديد"، أن الاتحاد الأوروبي تلقى وعداً بإرجاء عملية الهدم لمدة عام.
يذكر أن رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، دعت قبل أيام دولة الاحتلال، إلى عدم هدم قرية "خان الأحمر" البدوية، لأن ذلك، "لن يساعد في إحلال حل الدولتين". واعتبرت ماي في جلسة في البرلمان البريطاني، القدس، عاصمة مشتركة للدولتين.
والجدير بالذكر أن قرار الاحتلال بإرجاء عملية الهدم جاء بعد 123 يوماً من الصمود في مواجهة الاحتلال تخللها تنظيم فعاليات سياسية وثقافية وفنية ومسيرات أسبوعية احتجاجية شهدت عمليات قمع على يد قوات الاحتلال كان آخرها الجمعة الفائتة حيث أصيب العشرات.