حلم العودة.. زاد مُهجَّري حلب الوحيد (فيديو خاص)

رامي سويد

avata
رامي سويد
15 ديسمبر 2016
1AB4281E-A528-474D-ABCA-87F00CDF352A
+ الخط -
بدأ أهالي مدينة حلب المحاصَرون في الأحياء الخمسة التي ما زالت تحت سيطرة المعارضة السورية، جنوب شرق المدينة، في مغادرة أحيائهم، التي دمرتها سابقاً غارات طائرات النظام السوري، حاملين معهم أحلاماً بالعودة مجدداً إلى بيوتهم، ومتوجهين إلى مناطق ريف حلب الغربي التي ملأت أجواءَها أصواتُ طائرات النظام السوري وروسيا لتقول للمهجَّرين: "سنبقى وراءكم".

ووصلت إلى أحياء حلب المحاصرة، ظهر اليوم الخميس، باصات النقل الداخلي الخضراء السورية، التي باتت رمزاً لدى السوريين لعمليات التهجير التي تمارسها قوات النظام السوري في حق أبناء المناطق المنتفضة، ليجتمع سكان الأحياء المحاصرة حولها حاملين حقائبهم الصغيرة التي وضعوا فيها قليلاً من أغراضهم الشخصية.

وارتفعت أعمدة الدخان الأسود فوق أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة، ليس بسبب القصف الجوي والمدفعي كما جرت العادة خلال السنوات الخمس الماضية بمناطق سيطرة المعارضة بمدينة حلب، وإنما لأن كثيراً من مهجري حلب آثروا اليوم حرق بيوتهم ليحرموا مليشيات النظام التي ستقتحمها لاحقاً من نهبها.

وحملت الباصات الخضراء العائلات المكلومة، التي غادرت بيوتها المجاورة لمقابر أبنائها، بعد أن اعتاد الحلبيون دفن أبنائهم القتلى في حدائق منازلهم وحاراتهم خلال السنوات الماضية لتعذر دفنها في المقابر التي امتلأت في وقت مبكر، قبل أن تتحول إلى ساحات قتال بعد وقوع معظمها على خطوط النار في المدينة ومحيطها.

كما حملت سيارات الإسعاف ونقل الجرحى والمصابين التي أرسلتها منظمة الهلال الأحمر العشرات من الجرحى، الذي عانوا لأيام وأشهر، من الحرمان من العلاج والدواء بعد أن دمرت طائرات النظام وروسيا جميع المشافي العاملة في مناطق سيطرة المعارضة بحلب.

سارت قافلة الباصات الخضراء وسيارات الإسعاف على مهل في الشوارع التي ملأها الركام وأكوام الأنقاض المتناثرة على أطراف الشوارع التي انهارت الأبنية المطلة عليها بفعل القصف المستمر واليومي لسنوات، فاخترقت قافلة الباصات حي العامرية، ومن ثم أطراف حي صلاح الدين الذي انطلقت منه انتفاضة حلب ضد النظام السوري عام 2011 لتصل القافلة بعدها إلى حي الحمدانية، ثم منطقة ضاحية الأسد التي كانت القلعة التي صمدت أمام محاولات قوات المعارضة الكثيرة للسيطرة عليها بهدف فك الحصار عن حلب.

وصلت القافلة أخيراً عصر اليوم الخميس، إلى منطقة الراشدين غرباً، وهي إحدى ضواحي حلب، التي ما تزال تحت سيطرة قوات المعارضة، ليستقبلها المئات من النشطاء والعاملين في مجالات الإغاثة الذين توجهوا للمكان لتقديم اليسير المتوفر للمهجرين المكلومين.

وحملت الباصات الخضراء مهجري حلب على طول خمسة كيلومترات عبر مناطق سيطرة النظام السوري، ليختاروا بعد وصولهم إلى منطقة الراشدين غرب حلب، وجهتم المقبلة، بين المخيم الذي أقيم على عجل بمساعدة تركية على الجانب السوري من الحدود في شمال محافظة إدلب السورية، أو في إحدى قرى وبلدات ريفي حلب وإدلب، أو التوجه عبر الأراضي التركية إلى مناطق ريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

حمل المهجَّرون قليلاً من أغراضهم وكثيراً من ذكرياتهم، وخرجوا مرغمين من حلب، خوفاً من إبادة كاملة قد يتعرضون لها أمام استمرار عجز العالم عن تعطيل آلة القتل التي شغلها النظام السوري وروسيا في أجساد السوريين، خرج الحلبيون المهجرون من أحيائهم متزودين بيقين بإمكانية العودة إليها، ولو بعد حين.

دلالات

ذات صلة

الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
البعثة الأميركية في إدلب، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية...
الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.