جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهامه لزعيم "حركة الخدمة" فتح الله غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري، وردّ على انتقادات الاتحاد الأوروبي بعد طرح إمكانية إعادة حكم الإعدام في بلاده، رافضاً ما وصفه بـ "تحيّز الاتحاد ضد تركيا".
وقال أردوغان في مقابلة مع محطة "فرانس 24" الفرنسية إنّ "الانقلابيين الذين احتجزوا رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال خلوصي أكار عرضوا عليه أثناء فترة احتجازه أن يجري لقاءً مع غولن لإقناعه بالمشاركة في محاولة الانقلاب".
وانتقد أردوغان طلب الإدارة الأميركية إثباتات ودلائل لتسليم غولن، قائلاً: "كنا نسلّم من تطلبه الولايات المتحدة من متهمين ومذنبين إرهابيين لها مباشرة دون طلب أي دلائل"، كاشفاً أنّ "أنقرة أرسلت بعض الوثائق الإلكترونية وسترسل الاعترافات خلال عشرة أيام، وبعدها يلتقي مسؤولون أتراك بصحبة الأدلة بالمسؤولين الأميركيين".
ودافع أردوغان عن قرار الحكومة التركية إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، لافتاً إلى أنّ دولاً أوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا اتخذت إجراءات مماثلة، مشيراً إلى أنّ "تركيا فقدت 246 شهيداً، ولم تشهد أي من هذه الدول ما شهدناه".
وكرر أردوغان أنّ الانقلابيين "سيدفعون الثمن ضمن القانون"، وعلّق على المطالبات بإعادة حكم الإعدام وما تلاه من انتقادات من قبل الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الإطار، قال أردوغان: "لو أنّ الأمة طالبت بالإعدام، وأقر ذلك النواب في البرلمان، عندها سأكون مضطراً للمصادقة عليه"، مضيفاً: "أننا ما زلنا على أبواب الاتحاد الأوروبي منذ 53 عاماً، ونحن أكثر تقدماً من بعض الأعضاء الذين تمت الموافقة على ضمهم للاتحاد، بدءاً من موضوع الحقوق والحريات الأساسية وصولاً إلى الوضع الاقتصادي".
وتابع أردوغان: "لطالما كنا نقارب العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بإيجابية، ولكنهم لم يحفظوا وعودهم، وكان آخرها وعدهم برفع تاشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، وربطوا ذلك بموضوع اللاجئين"، مضيفاً أنّ المسؤولين في الاتحاد "يدلون بتصاريح متناقضة وهم منحازون ومتحاملون وسيظلون على أحكامهم المسبقة إزاء تركيا".
ونفى أردوغان وجود أي نية لدى الحكومة التركية بتغيير رئيس هيئة الأركان أو أي من قيادات القوات المسلحة التركية أو مدير المخابرات، معترفاً بالوقت عينه بـوجود ضعف استخباراتي "أتاح للانقلابيين تنفيذ خطتهم".
وعن انتقاد قيام المتظاهرين الأتراك بضرب العسكر الانقلابيين، ردً أردوغان موجهاً كلامه للإعلام الغربي، بالقول: "لمَ لا تتحدثون عن تقييد رئيس هيئة الأركان التركي من قبل الانقلابيين إسقاطهم 246 شهيداً ومهاجمتهم الشعب بالدبابات"، متسائلاً: "كيف تقارنون الشعب الذي لم يكن في يده سلاح بهؤلاء"؟