وكان رئيس الوزراء السابق غوردون براون قد اعتبر أن الجمهور البريطاني "يغير رأيه حول بريكست، ويشعر بالخيانة" حيال الخيارات المطروحة أمامه. وجاء تعليق براون خلال كلمة ألقاها أمام الحضور في مهرجان الكتاب الدولي في إدنبره، بالتزامن مع صدور نتائج استطلاع للرأي أجرته منظمة "أمل لا كراهية" (Hope Not Hate)، والتي كشفت عن تحول رأي 21 في المئة ممن دعموا "بريكست" من جمهور حزب العمال في استفتاء عام 2016.
ووصف رئيس الوزراء السابق مشاعر معارضي "بريكست" بـ"الجزع" من الاحتمالات المطروحة حول مستقبل بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي، بينما يشعر مؤيدو "بريكست" بأن الخيارات أمامهم لا تلبي الوعود التي سمعوها خلال حملة الاستفتاء، وهم يشعرون اليوم بـ"الخيانة".
وقال براون إن "مؤيدي ومعارضي بريكست يمتلكون أمراً مشتركاً بينهم: كلاهما يفقدان الأمل بمستقبل أفضل لبريطانيا"، مضيفاً أن "معارضي بريكست جزعون، ويخافون من انحراف مسار بريكست من مخففٍ إلى مشددٍ إلى احتمال عدم الاتفاق... لكن مؤيدي بريكست يعتقدون أن أيّاً من خيارات بريكست - صفقة على النموذج النرويجي، أو السويسري، أو الكندي - لن تستطيع تأمين الوعود التي وعدوا بها، ويشعرون الآن بالخيانة".
وكان استطلاع للرأي صدر خلال الأسبوع الحالي قد كشف عن ارتفاع نسبة مؤيدي الاستفتاء على الصفقة النهائية المرتقبة بين الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي بأربع نقاط في غضون شهر، لتصل إلى 48 في المئة، بينما تراجعت المعارضة لهذا الاستفتاء ثلاث نقاط، لتصل إلى 24 في المئة من المستطلعة آراؤهم. وعبّر 16 في المئة عن عدم اهتمامهم بأي من الخيارين، وأجاب 11 في المئة بأنهم لا يعرفون.
وكشف استطلاع آخر للرأي استهدف الناخبين في اسكتلندا عن ارتفاع التأييد الشعبي لاستفتاء ثان على "بريكست"، ما يزيد من الضغوط على حزب العمال الاسكتلندي، والحزب القومي الاسكتلندي، اللذين يدعمان "بريكست" حالياً.
وتعكس نتيجة الاستطلاع التأييد الاسكتلندي للبقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث يؤيده 66 في المئة من الناخبين، بزيادة قدرها أربع نقاط عن نتيجة استفتاء 2016. كما أن استطلاع الرأي يعكس تأييداً أكبر للاتحاد الأوروبي في صفوف الحزب القومي الاسكتلندي (73 في المئة) وحزب العمال (67 في المئة) وحزب الديمقراطيين الأحرار (77 في المئة).
ويعود التأييد لاستفتاء ثانٍ في اسكتلندا أيضاً إلى التشاؤم مما قد يعنيه "بريكست" لها، حيث يعتقد الناخبون هناك أن الحكومة المركزية في لندن تتجاهل مخاوفهم، وبالتالي لا يثقون بقدرة ويستمنستر على اتخاذ القرار نيابة عنهم. كما تعكس هذه النتائج وقوف قيادة الأحزاب المذكورة في المعسكر الخاطئ بتأييدها لـ"بريكست"، وهو ما قد تكون له نتائج انتخابية مستقبلاً.
أما من جهة حزب المحافظين الحاكم، فقد قام أليستر بيرت، وهو وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط، والنائب في البرلمان، بسؤال ناخبي دائرته عن مدى رغبتهم باستفتاءٍ ثانٍ على "بريكست"، وعن الخيارات التي يرغبون برؤيتها على ورقة الاستفتاء.
لكن بيرت اضطر، بضغط حزبي، لإزالة الرابط من موقعه الشخصي، كونه يخالف سياسة ماي الرسمية بعدم تأييد حزب المحافظين لاستفتاءٍ ثانٍ على "بريكست". وأوضح موقفه قائلاً: "لا أدعم استفتاء ثانياً كما يعلم جميع أفراد دائرتي الانتخابية، ولكن كيف لي أن أعلم ما يفكرون به من دون أن أسألهم؟".
إلى ذلك، تواصل العريضة الإلكترونية التي أطلقتها صحيفة "ذي اندبندنت" للمطالبة بالاستفتاء على صفقة "بريكست" جمع الأصوات، حيث تجاوز عدد الموقعين عليها الـ615 ألف شخص بعد ثلاثة أسابيع من إطلاقها.