على ارتفاعٍ يزيد عن الألف متر، يتدلى جسم آلكس من على سطح الغرانيت القائم والأملس، لا يصله بالقمة حبل ولا تحميه مظلة، لا يحمله سوى إصبعيه، وقد ولجا تجويفاً بعمق سنتيمترين أو ثلاثة، وقدميه، تلتفّان حول نتوء يكاد لا يُرى، فيما ساقه اليسرى تتهيّأ كي تنتقل به إلى الجهة المقابلة من الصدع. برشاقة راقص باليه، وبركلة لاعب كاراتيه، وتناغم بين أصابع يديه وقدميه، ينجح أخيراً في اجتياز ما تُسمّى "معضلة الصخرة"؛ وتلك أخطر نقطة على مسار تسلّق قمة "إل كابِتان" في حديقة "يوسامايت" الوطنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية التي ترتفع أكثر من ألفي متر فوق سطح البحر، وتعد التحدي الأكبر أمام كل متسلق جبال محترف في العالم.
آلكس هونولد، البالغ من العمر 35 عاماً والمولود في ساكرامنتو - كاليفورنيا، هو المُتسلق الأول على الإطلاق الذي نجح في اعتلاء تلك القمة من دون حبل ولا مُعدات تثبيت أو حماية، صانعاً بذلك سبقاً تاريخياً ومعجزة بشرية، جرى توثيقها في فليم عنوانه "المُنفرد الحر" Free Solo، أنتجته شبكة "ناشيونال جيوغرافيك"، وصوّره وأخرجه فريق من المتسلقين بقيادة جيمي شين. عُرض عام 2018، وحاز جائزة "بافتا" و"أوسكار"، وتوفّره شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" هذه الأيام ضمن عروضها المجّانية للقابعين في العزل المنزلي.
لأجل السردية، تبدو الأقدار كما لو شاءت لحياة آلكس وظروف نشأته التي رصدها الفيلم أن تتكون في بيئة اجتماعية وثقافية أخذت منذ منتصف السبعينيات تحدد ملامح جديدة للإيديولوجية الأميركية، في زمن اقتصاد المال وصناعة التقنية الرفيعة، وحقبة ما بعد الحداثة وما تلا الصناعات الثقيلة. الأمر الذي يجعل من موهبة آلكس، وبنيته النفسية والعاطفية، وفلسفته وطريقته في الحياة، تبدو كلها كما لو أنها تتقاطع مجازاً مع سياقات معاصرة بلورت نموذجاً بات يُحتذى ويُقتدى ويُضرب به المثل، ويأتى ذكره تنميطاً في كل مقال عن ميادين الصناعة والأعمال، ألا وهو "الريادي"، أو Entrepreneur.
انطلاقاً من تلك المقاربة، تكاد لا تبدو مصادفة أن يكون آلكس من أبناء ولاية كاليفورنيا، معقل نجوم الرياديين ومقرّات شركاتهم التكنولوجية التي تفترش قاع "وادي السيليكون". حتى إن أسماء القمم الصخرية التي ألهمته وشحذت خياله وهمّته، ما زالت تُطلق على برامج تشغيل حواسيب شركة "آبل" تباعاً، من سييرّا، إلى يوسامايت، وحتى قمة إل كابتان ذاتها.
يُفتتح الفليم بمشهد يُصوّر آلكس يمارس اليوغا في مسكنه، وهو عبارة عن سيارة نقل صغيرة. هنا، تُعدّ "التقليلية" Minimalism أميَز مظاهر الحياة الريادية في زمن الرأسمالية الجديدة، التي تناقض إلى حدّ بعيد نمط الحياة المتُرف والمُتخم الذي دؤبت منابر الثقافة الأميركية على الدعوة إليه في زمن خمسينيّات وستينيّات القرن الماضي. ففي حديث المدير التنفيذي السابق لشركة "آبل"، جون سكولّي، عن زيارة قام بها إلى مؤسس الشركة الأشهر ستيف جوبز في منزله، قال: "أذكر من زيارتي إلى منزله، كيف خلا من المفروشات، لا شيء تقريباً عدا صورة آينشتاين، مصباح من زجاج ملون، إضافة إلى كرسي وسرير. فلم يكن يؤمن باقتناء الكثير وإنما بحسن اختيار القليل".
مثله مثل شظفية العيش في سيارة، يبرز "الوعي الكُلي" Mindfulness وطقوسه المستوردة من البوذية والمؤمركة محليّاً، كتمارين اليوغا والتأمل، أحد الأركان الأساسية لحياة الريادي. بالنسبة إلى آلكس، يسعى من خلاله إلى إدراك أشد درجات التركيز؛ فمن أجل تسلق قمة من دون حبل، يتوجب حزم التركيز، وإلا فالمآل هو السقوط الحر والموت المحتوم. بالتوازي، فإن طبيعة عمل الريادي التي تتطلّب الجمع بين الإبداع والابتكار، وبين المشي القلق والمستمر على حبل السوق المُتقلّبة، تستدعي بدورها حيازة وتطوير مهارات مماثلة. أما ستيف جوبز، فقد انعكس استلهامه لبوذية الزن وممارسته للتأمل، إلى جانب تبنيه الشظفية في الملبس والمسكن، ليس على شخصه وهيئته وأدائه فحسب، بل على تصميماته التكنولوجية.
ما يُشبه درعاً نفسياً إذن، ذاك الذي يرتديه المُتسلق الحر من الداخل كي يُكمل مُجازفته من دون أن يقع ويُنهي حياته. هي رياضةٌ، بحسب تعبير صديق آلكس ورفيق دربه تومي كولدويل، مُتحدثاً في معرض الفيلم، وواصفاً اعتلاء الجبل من دون حبل "أشبه بمسابقة أولمبية لها مآلان لا ثالث لهما، إما الميدالية الذهبية أو التهلكة". مجازفةٌ، لا يتسنى لصاحبها إلا أن يرى في العاطفة مصدر تشويش وتشتيت ذهني، لذا، وجب تحييدها، بترويضها والسيطرة عليها، وإن أمكن، إقصاؤها كليّاً من مجرى الحياة.
جمود عاطفي، غالباً ما يجد له هو الآخر، في سردية رياديّي "وادي السيليكون" منبتاً اجتماعياً في أسرة يُميّزها الشح العاطفي. فكما لم يحظ ستيف جوبز بطفولة مثالية، هو اليتيم الذي تخلّى عنه والده ووهبته أمه للتبنّي، ولا إيلون ماسك، مؤسس شركة "تسلا" الذي انفصل والداه وهو في سن التاسعة، فَقَدَ آلكس أباه وهو في سن التاسعة عشرة، ولم يكن قد مضى عاماً على طلاقه من والدته. لذا، كان عليه أن يُلقّن نفسه وهو في سن الثالثة والعشرين كيف يضم الآخرين ويعانقهم، أما في البيت، فلم تُلفظ كلمة حب قط. لينشأ، كما نشأ جوبز، خجولاً انطوائياً ووحيداً، ولتتعزز لديه سمات الفردية والاستقلالية.
جرى الخرق العاطفي في حياته حين دخلت ساني مكاندلس حياته، خطيبته حالياً وصديقته أيام التصوير، حيث رصد الفيلم طبيعة الصراع الذي دار بداخله إزاء مغبة خسارة درعه النفسية مقابل العلاقة العاطفية، ثم فقدانه القدرة على التركيز اللازم لأجل التسلق الحر.
استطراداً، يتحدث في أحد المشاهد عن السعادة قيمةً محورية في حياة صديقته، فيما بالنسبة إليه، هو الأداء وحده ما يُكسب الحياة وجهةً ومعنى. هنا، وبالمفاضلة بين السعي وراء السعادة والسعي إلى الارتقاء في الأداء، تحوّلٌ أيديولوجي ملموس إزاء قيمةٍ قد خصّها دستور الولايات المُتحدة بواحد من بنوده.
فبالنسبة إلى جيل ما بعد الهيدونية (تحصيل المتعة) الليبرالي الإنسانوي المعاصر، لم يعد "ابتغاء السعادة" غاية الحياة، كما كانت الحال إبان الاستهلاكية التقليدية، وإنما سيرُ الأداء وسيرورة النمو المادي والمعنوي الذي بات بدوره يحدد ميول وسلوكيّات رياديّي السيليكون فالي، ناحية الانضباط بالمأكل والتواضع في الهندام ونمط الحياة، واتباع العادات الصحية السليمة، علاوة على العمل الخيري، فيهب آلكس ثلث مدخوله إلى مؤسسة تحمل اسمه، تنفق على مشاريع علاج الفقر وحماية البيئة، في محاكاة، لعلها غير مباشرة، لعنوان الرياديين الشهير: التأثير بالعالم، صكّ غفرانٍ، ربما، لقاء الإثراء منه والهيمنة عليه، مثال عملاق المايكروسوفت بيل غيتس ومؤسسته الخيرية الكونية.
في ضوء ذلك، ليس الدافع وراء التسلق الحرّ، إذن، مسّاً من الجنون، أو شطح انتحاري لا يهاب الموت ولا يقدّر الحياة، ولا حتى نرجسية كولونيالية لرجل أبيض يسعى إلى تحدّي الآلهة واستكشاف المجهول، وإنما هي رحلة طويلة ومُتّسقة من الإعداد والتحضير الفكري والبدني، بغية إتقان المجازفة حداً تَضعُف معه حظوظ العواقب الناجمة عنها؛ فإن كان الموت هو المآل، كما يقول آلكس، فلن تجرؤ على الخطأ. لذا، وقبل أن ينطلق في التسلق من دون حبل، يعكف لشهور وسنين، ولساعات طويلة، على حفظ خارطة ذهنية لتضاريس الطريق الذي سيسلكه؛ كل صدع، كل جوف وكل حفرة، إذ سبق له أن تسلق "إل كابتان" مع حبل وبمعونة أدوات وبصحبة زملاء، لأكثر من أربعين مرّة، ليكوّن ذخيرةً تعينه على تصغير حجم المجازفة، وليبلغ بسوية الأداء حدّ الكمال.
إنها البيئة الجغرافية إذن، بصدوعها الشاهقة ووديانها السحيقة الوعرة وصخورها الناتئة الخطرة، بقدر ما هي البيئة المادية الاقتصادية والاجتماعية التي لا تقل شدّة وقسوة، تلك التي تحيط وتحيق بالجيل الصاعد من الرياديّين، سواءً رياضيي تسلّق الجبال من دون حبال، أو رجال الأعمال، الذين يخوضون غمار سوق تنافسية ضارية، من دون ضمانات ولا شباك أمان اجتماعية تنقذهم في حال السقوط وتنتشلهم من الإفلاس. عقيدةٌ ونمط حياة، تستوجب ذهناً مُتّقداً، وتستدعي تأهباً مستمراً، خلوّاً داخلياً، وغلوّاً في فردية لا تعرف حدوداً سوى السماء، أو الموت.
آلكس هونولد، البالغ من العمر 35 عاماً والمولود في ساكرامنتو - كاليفورنيا، هو المُتسلق الأول على الإطلاق الذي نجح في اعتلاء تلك القمة من دون حبل ولا مُعدات تثبيت أو حماية، صانعاً بذلك سبقاً تاريخياً ومعجزة بشرية، جرى توثيقها في فليم عنوانه "المُنفرد الحر" Free Solo، أنتجته شبكة "ناشيونال جيوغرافيك"، وصوّره وأخرجه فريق من المتسلقين بقيادة جيمي شين. عُرض عام 2018، وحاز جائزة "بافتا" و"أوسكار"، وتوفّره شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" هذه الأيام ضمن عروضها المجّانية للقابعين في العزل المنزلي.
لأجل السردية، تبدو الأقدار كما لو شاءت لحياة آلكس وظروف نشأته التي رصدها الفيلم أن تتكون في بيئة اجتماعية وثقافية أخذت منذ منتصف السبعينيات تحدد ملامح جديدة للإيديولوجية الأميركية، في زمن اقتصاد المال وصناعة التقنية الرفيعة، وحقبة ما بعد الحداثة وما تلا الصناعات الثقيلة. الأمر الذي يجعل من موهبة آلكس، وبنيته النفسية والعاطفية، وفلسفته وطريقته في الحياة، تبدو كلها كما لو أنها تتقاطع مجازاً مع سياقات معاصرة بلورت نموذجاً بات يُحتذى ويُقتدى ويُضرب به المثل، ويأتى ذكره تنميطاً في كل مقال عن ميادين الصناعة والأعمال، ألا وهو "الريادي"، أو Entrepreneur.
انطلاقاً من تلك المقاربة، تكاد لا تبدو مصادفة أن يكون آلكس من أبناء ولاية كاليفورنيا، معقل نجوم الرياديين ومقرّات شركاتهم التكنولوجية التي تفترش قاع "وادي السيليكون". حتى إن أسماء القمم الصخرية التي ألهمته وشحذت خياله وهمّته، ما زالت تُطلق على برامج تشغيل حواسيب شركة "آبل" تباعاً، من سييرّا، إلى يوسامايت، وحتى قمة إل كابتان ذاتها.
يُفتتح الفليم بمشهد يُصوّر آلكس يمارس اليوغا في مسكنه، وهو عبارة عن سيارة نقل صغيرة. هنا، تُعدّ "التقليلية" Minimalism أميَز مظاهر الحياة الريادية في زمن الرأسمالية الجديدة، التي تناقض إلى حدّ بعيد نمط الحياة المتُرف والمُتخم الذي دؤبت منابر الثقافة الأميركية على الدعوة إليه في زمن خمسينيّات وستينيّات القرن الماضي. ففي حديث المدير التنفيذي السابق لشركة "آبل"، جون سكولّي، عن زيارة قام بها إلى مؤسس الشركة الأشهر ستيف جوبز في منزله، قال: "أذكر من زيارتي إلى منزله، كيف خلا من المفروشات، لا شيء تقريباً عدا صورة آينشتاين، مصباح من زجاج ملون، إضافة إلى كرسي وسرير. فلم يكن يؤمن باقتناء الكثير وإنما بحسن اختيار القليل".
ما يُشبه درعاً نفسياً إذن، ذاك الذي يرتديه المُتسلق الحر من الداخل كي يُكمل مُجازفته من دون أن يقع ويُنهي حياته. هي رياضةٌ، بحسب تعبير صديق آلكس ورفيق دربه تومي كولدويل، مُتحدثاً في معرض الفيلم، وواصفاً اعتلاء الجبل من دون حبل "أشبه بمسابقة أولمبية لها مآلان لا ثالث لهما، إما الميدالية الذهبية أو التهلكة". مجازفةٌ، لا يتسنى لصاحبها إلا أن يرى في العاطفة مصدر تشويش وتشتيت ذهني، لذا، وجب تحييدها، بترويضها والسيطرة عليها، وإن أمكن، إقصاؤها كليّاً من مجرى الحياة.
جمود عاطفي، غالباً ما يجد له هو الآخر، في سردية رياديّي "وادي السيليكون" منبتاً اجتماعياً في أسرة يُميّزها الشح العاطفي. فكما لم يحظ ستيف جوبز بطفولة مثالية، هو اليتيم الذي تخلّى عنه والده ووهبته أمه للتبنّي، ولا إيلون ماسك، مؤسس شركة "تسلا" الذي انفصل والداه وهو في سن التاسعة، فَقَدَ آلكس أباه وهو في سن التاسعة عشرة، ولم يكن قد مضى عاماً على طلاقه من والدته. لذا، كان عليه أن يُلقّن نفسه وهو في سن الثالثة والعشرين كيف يضم الآخرين ويعانقهم، أما في البيت، فلم تُلفظ كلمة حب قط. لينشأ، كما نشأ جوبز، خجولاً انطوائياً ووحيداً، ولتتعزز لديه سمات الفردية والاستقلالية.
استطراداً، يتحدث في أحد المشاهد عن السعادة قيمةً محورية في حياة صديقته، فيما بالنسبة إليه، هو الأداء وحده ما يُكسب الحياة وجهةً ومعنى. هنا، وبالمفاضلة بين السعي وراء السعادة والسعي إلى الارتقاء في الأداء، تحوّلٌ أيديولوجي ملموس إزاء قيمةٍ قد خصّها دستور الولايات المُتحدة بواحد من بنوده.
فبالنسبة إلى جيل ما بعد الهيدونية (تحصيل المتعة) الليبرالي الإنسانوي المعاصر، لم يعد "ابتغاء السعادة" غاية الحياة، كما كانت الحال إبان الاستهلاكية التقليدية، وإنما سيرُ الأداء وسيرورة النمو المادي والمعنوي الذي بات بدوره يحدد ميول وسلوكيّات رياديّي السيليكون فالي، ناحية الانضباط بالمأكل والتواضع في الهندام ونمط الحياة، واتباع العادات الصحية السليمة، علاوة على العمل الخيري، فيهب آلكس ثلث مدخوله إلى مؤسسة تحمل اسمه، تنفق على مشاريع علاج الفقر وحماية البيئة، في محاكاة، لعلها غير مباشرة، لعنوان الرياديين الشهير: التأثير بالعالم، صكّ غفرانٍ، ربما، لقاء الإثراء منه والهيمنة عليه، مثال عملاق المايكروسوفت بيل غيتس ومؤسسته الخيرية الكونية.
في ضوء ذلك، ليس الدافع وراء التسلق الحرّ، إذن، مسّاً من الجنون، أو شطح انتحاري لا يهاب الموت ولا يقدّر الحياة، ولا حتى نرجسية كولونيالية لرجل أبيض يسعى إلى تحدّي الآلهة واستكشاف المجهول، وإنما هي رحلة طويلة ومُتّسقة من الإعداد والتحضير الفكري والبدني، بغية إتقان المجازفة حداً تَضعُف معه حظوظ العواقب الناجمة عنها؛ فإن كان الموت هو المآل، كما يقول آلكس، فلن تجرؤ على الخطأ. لذا، وقبل أن ينطلق في التسلق من دون حبل، يعكف لشهور وسنين، ولساعات طويلة، على حفظ خارطة ذهنية لتضاريس الطريق الذي سيسلكه؛ كل صدع، كل جوف وكل حفرة، إذ سبق له أن تسلق "إل كابتان" مع حبل وبمعونة أدوات وبصحبة زملاء، لأكثر من أربعين مرّة، ليكوّن ذخيرةً تعينه على تصغير حجم المجازفة، وليبلغ بسوية الأداء حدّ الكمال.
إنها البيئة الجغرافية إذن، بصدوعها الشاهقة ووديانها السحيقة الوعرة وصخورها الناتئة الخطرة، بقدر ما هي البيئة المادية الاقتصادية والاجتماعية التي لا تقل شدّة وقسوة، تلك التي تحيط وتحيق بالجيل الصاعد من الرياديّين، سواءً رياضيي تسلّق الجبال من دون حبال، أو رجال الأعمال، الذين يخوضون غمار سوق تنافسية ضارية، من دون ضمانات ولا شباك أمان اجتماعية تنقذهم في حال السقوط وتنتشلهم من الإفلاس. عقيدةٌ ونمط حياة، تستوجب ذهناً مُتّقداً، وتستدعي تأهباً مستمراً، خلوّاً داخلياً، وغلوّاً في فردية لا تعرف حدوداً سوى السماء، أو الموت.