ورفعوا شعارات تستنكر بث برامج تهين المثقفين والكتّاب، وطالبوا بتدخل السلطات، لوقف "المهازل التي تسيء إلى الثقافة والقيم المجتمعية"، وفقاً لهم.
واستقبل رئيس "ضبط السمعي البصري"، زواوي بن حمادي، الكاتب رشيد بوجدرة ووفداً عن المحتجين، لإبلاغه بانزعاج المثقفين والكتاب مما حدث، ومن تردّي مضمون البرامج والقنوات التلفزيونية.
وحضر التجمع شقيق الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، سعيد بوتفليقة، والذي أكد للروائي رشيد بوجدرة تعاطفه معه، ما أثار تساؤلات عديدة عما إذا كان حضوره موقف تضامن فعلي مع بوجدرة، أم محاولة لامتصاص حالة الغضب إزاء تمادي القنوات الموالية للسلطة في برامجها التلفزيونية.
وكانت مجموعة من الإعلاميين والمثقفين والكتّاب قد دعت، أمس، إلى وقفة احتجاجية، ضد إهانة وترهيب كاتب مشهور في الجزائر في برنامج التلفزيوني الكاميرا الخفية، وأصدروا بياناً وصفوا فيه المقلب بـ"الاعتداء السافر والمقصود على الروائي الكبير، وصدمة للمثقفين والمشاهدين والمجتمع المدني، بسبب أسلوب الترويع الذي مورس على الرّوائي في استنطاقه والتدخل في حريته الشخصية وإرغامه على التصريح بعقيدته قسراً".
وكانت قناة "النهار" المحلية قد استضافت الكاتب الجزائري، رشيد بوجدرة، في برنامج الكاميرا الخفية. وسأل مقدّما البرنامج الرّوائي عن إيمانه وإلحاده وقضايا شخصية أخرى، قبل أن ينصبا له فخاً، بحضور أشخاص آخرين أدّوا دور رجال شرطة جاؤوا لاعتقاله، ليثور بوجدرة ويتشابك بالأيدي مع المشاركين في البرنامج.
وأكّد بوجدرة أنه لم يوافق على بث البرنامج وباشر باتخاذ الإجراءات اللازمة لمقاضاة القناة ومعدّي البرنامج، معتبراً أن القضية "تجاوزته وأصبحت قضية المجتمع الجزائري"، مندداً بصورة الكاتب والمثقف التي يُراد ترسيخها، ومؤيداً "الرد الحاسم من أجل شرف الفكر والإبداع".
بدوره، اعترف المدير العام لـ "النهار"، أنيس رحماني، بأن البرنامج تجاوز أخلاقيات المهنة الصحافية، واعتذر، وفتح تحقيقاً داخلياً لمعرفة ملابسات تصوير الحلقة وبثها.