وأكد سنودن، في أول مقابلة تجريها معه صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن حتى منتقديه يقرون بأن العالم "مكان أفضل وأكثر حرية وأمناً" بسبب تسريباته.
وتحدث الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركية في المقابلة عن نواح في حياته الشخصية وتطلعاته للمستقبل، إضافة إلى لمحات عن سيرته الذاتية، كما تطرق إلى الرأي العام حول قضيته وكيف انتهى الأمر به في روسيا.
ويقول "الخطر الأكبر لا يزال أمامنا، مع تطور قدرات تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل خاصيات التعرف على الأنماط والوجوه"، مضيفاً أن "كاميرا مراقبة مجهزة ببرامج الذكاء الاصطناعي لن تكون مجرد جهاز تسجيل ولكنها قد تصبح نوعاً روبوتياً من ضباط الشرطة".
ويشرح سنودن في الكتاب "سجل دائم" Permanent Record لأول مرة تفاصيل عن خلفيته وما دفعه لتسريب المعلومات عن البرامج السرية التي تديرها وكالة الأمن القومي الأميركية ومقر الاتصالات السرية البريطاني.
ويؤكد قلقه من أن الحكومات، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تستطيع بالاستعانة بشركات التكنولوجيا الكبرى، تشكيل سجلات دائمة لأي شخص على هذا الكوكب.
وتنقل "ذا غارديان" عن سنودن يقينه بأنه باق في روسيا على المدى البعيد، حيث يخطط لحياته الآن بناء على ذلك الافتراض. كما كشف عن ارتباطه بزوجته لندسي ميلز في إحدى المحاكم الروسية قبل عامين.
وعلى الرغم من أن بداية إقامته في روسيا عام 2013 كانت مليئة بالتوتر، خوفاً من أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليمه لنظيره الأميركي دونالد ترامب كعربون محبة، فإن سنودن يرى أن التباعد بين الجانبين في السنوات التالية انعكس إيجاباً لصالحه في البقاء في روسيا وحمايته من استهداف المخابرات الأميركية.
ويضيف "لقد كنت شخصاً ترغب أقوى حكومة في العالم بالتخلص منه. ولم يهتموا إن كنت في السجن، أو إن دفنت في الأرض. أرادوا فقط التخلص مني." ويقول إنه يسير في شوارع موسكو غير قلق على حياته مقارنة بالسنين الأولى في روسيا.
وتقول "ذا غارديان" إن كتاب سنودن الذي سينشر الثلاثاء في أكثر من 20 دولة سيكشف المزيد من التفاصيل عن طبيعة عمله في وكالة الأمن القومي وكيف وصل إلى هونغ كونغ التي كشف منها عن المواد التي بحوزته لصحافيين من الصحيفة البريطانية.
وبينما تمت محاكمة سنودن في الولايات المتحدة بالخيانة ويواجه كراهية شعبية بناء على ذلك، إلا أنه يعتقد أن الأميركيين يغفرون له تسريباته بعد ست سنوات، لأنهم يدركون أن حياتهم أفضل بسببها. وكان المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، بيرني ساندرز، قد طالب بوجود حل للمنفى الدائم الذي يعيشه سنودن منذ عام 2013.
ويعتقد سنودن أن احتفاظ روسيا به يعود لكونه ورقة تبيض فيها حكومة بوتين سجلها، "إن بلداً كوارثه السياسية وخروقاته لحقوق الإنسان نسمع عنها كل يوم، يرى أخيراً بقعة ضوء في سجله لحقوق الإنسان، فلمَ يتخلى عنها؟" في إشارة إلى منحه حق اللجوء.
كما يشير الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركية في كتابه إلى قلقه من الطريقة التي تجمع بها الحكومات والشركات الخاصة بيانات الأفراد مطالباً بضرورة وجود تشريعات تحمي المستخدمين، إضافة إلى التشفير بين طرفي المحادثات والرسائل وغيرها من وسائل التواصل لحمايتها من الاختراق. ولكنه يؤكد أيضاً أن التطورات التقنية تتسارع بشكل كبير مما يسمح بانتهاك خصوصية مستخدميها.
وكانت الحكومة الروسية قد منحت سنودن حق الإقامة الدائمة بعد أن ألغت واشنطن صلاحية جواز سفره عابراً في روسيا من هونغ كونغ في طريقه إلى كوبا.