ولم تقتصر اتّهامات جونسون على ذلك، بل قال إنّ الزعيم الفرنسي نابوليون بونابرت أيضاً فشل في توحيد أوروبا وإنّ الاتحاد الأوروبي كان محاولة للقيام بذلك بأساليب مختلفة.
في المقابل قال هيلاري بن، العضو البارز في حزب العمال البريطاني، ووزير الخارجية في حكومة الظل، والذي يدعم بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إنّ المقارنة هجومية ويائسة، في وقت دعم فيه نايجل فراج، زعيم حزب الاستقلال، جونسون ليصبح رئيس الوزراء المقبل. وقال إنّه كان من المعجبين به وإنّه كان يدعم جونسون ليأخذ مكان ديفيد كاميرون في حال استقالة الأخير عقب نتائج الاستفتاء الأوروبي.
وللإشارة، يصوّت الناخبون في 23 يونيو/ حزيران، على بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي.
أمّا جونسون، فقال في حديث له إلى صحيفة صنداي تلغراف، إنّ التاريخ الأوروبي شهد محاولات متكرّرة لإعادة اكتشاف العصر الذهبي للسلام والرّخاء في ظلّ حكم الرومان، وإنّ نابليون وهتلر والعديد من الأشخاص حاولوا القيام بذلك، وإنّ الاتحاد الأوروبي هو محاولة مماثلة بوسائل مختلفة. وأضاف جونسون أنّ المشكلة الأزلية هي أنّه لا يوجد ولاء أساسي لفكرة أوروبا، وليس هناك سلطة واحدة يحترمها الجميع أو يفهمها، وهذا يؤدي إلى فراغ ديمقراطي واسع.
كذلك رفض بن، تحليل جونسون، وقال إنّ نشطاء حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقدوا الحجة الاقتصادية وهم الآن يفقدون أخلاقياتهم. وأكملت أنّ محاولة مقارنة هتلر والنازيين الذين تسبّبوا بقتل ملايين الناس والهولوكوست بالديمقراطيات الحرّة في أوروبا التي تجتمع وتتعاون في التجارة وتعمل لإحلال السلام في قارّة أوروبا بعد قرون من الحرب.
كما تعرّض جونسون لانتقادات من جانب إيفيت كوبر، وزيرة العمل السابقة، والتي تدعم حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد، وووصفت جونسون بالمخزي الذي تنقصه مهارة الحكم وأنّه على استعداد للعب السياسة الساخرة الأكثر انقساماً.
بيد أنّ يعقوب ريس، من حزب المحافظين المؤيدين لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد، قال إنّ تصريحات جونسون، صحيحة تماماً. وأكمل ريس أنّ هتلر ونابوليون أرادا خلق سلطة أوروبية واحدة بالقوّة أمّا الاتحاد الأوروبي فيحاول خلقها خلسة.
بدوره أيّد إيان دانكين سميث، وزير مجلس الوزراء السابق لحزب المحافظين، تصريحات جونسون، وقال إنّها جيّدة وتشرح عن طريق استخدام الأمثلة التاريخية مفهوم أوروبا الكبرى. وأكمل أنّ عملية أو محاولة توحيد أوروبا بالقوة أو البيروقراطية أو بأي وسيلة تؤدي إلى خلق مشاكل وهذا ما يقوله جونسون.
وفي الوقت ذاته، دافع، مارك كارني، حاكم بنك إنجلترا، عن تحذيره بأنّ التصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي قد يثير حالة من الركود.
كذلك رفضت أرلين فوستر، الوزيرة الأولى عن أيرلندا الشمالية، التحليل الذي يدعم القول بأنّ مغادرة الاتحاد الأوروبي قد تضرّ بالعلاقات مع جمهورية أيرلندا أو تؤثّر على عملية السلام.
وعلى الرّغم من وجهات النظر المختلفة بين زعيم حزب العمّال جيريمي كوربين وكاميرون، بيد أنّهما متفقان على بقاء بريطانيا في الاتحاد، ويشجّع كوربين الناس إلى الاستماع إليهما وحسم أمرهم، واستدرك أنّه لا يعتقد أنّه قد يشارك منصّة واحدة مع كاميرون.
ومن المقرّر أن يشارك نايجل فرّاج في نقاش مع كاميرون حول مسألة الاستفتاء الأوروبي، في وقت لم يبق سوى أقل من ستّة أسابيع لموعد التصويت.