07 نوفمبر 2024
شرعية سيادة الحمار الناقصة
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
بعد أن لبس الحمار التاج ملكاً في الغابة، قال لوزيره الثعلب: على الرغم من الدعم الأميركي والدولي، أشعر بنقصٍ حاد في الشرعية، وأنّها معدومة أو ناقصة، والتاج ليس سوى حلقة ذهب مزينة يا أبو شريك..
الثعلب: مولاي .. أنت أجدر الحيوانات بالتاج والصولجان، على ظهرك، أيها المناضل، فتحت البلدان، تسلقتَ الجبال، والأوعار، ومشيت عبر الأنهار.. نقلت الأمتعة والسيوف والمدافع.. والتاريخ لولا صبرك لما بنيت الحضارة. أنت محترم جدا، انظر من عنده مثل هذه الجمجمة الجميلة؟ من عنده مثل هذا الصبر.. والسلوان؟
الحمار الملك: أتعيرني بالغباء يا أبو ثعلة؟
الثعلب: مولاي، أعوذ بالله.. أنا أقصد الصبر، فهو سيد الأخلاق. عموماً، مولاي، سنشغل الماكنة الإعلامية، الببغاء سينطلق في الغابة، معلنا أنك الحمار الأول، ليل نهار.
الحمار: لكن الليث هو سيد الغابة الحقيقي.
الثعلب: سيعلن الببغاء أنك الليث الأول.
الحمار: كيف؟ سيثور الليث غيرةً على اللقب الذي ناله في مسابقات دولية محكمة؟
قال الثعلب: مولاي، ندسُّ له سماً في الطعام ونقتله، فتخلو لك الساحة، ونعلن أنك الليث الأول، أو نحلق له لبدته على "الزيرو"، ونخصيه ونشغله بودي غارد أو كلب حراسة. وفي أفضل الأحوال، قد نعطيه كرسياً ثابتا أو "متحركاً" في البرلمان ذي الاحتياجات الخاصة.
الحمار باكياً: والضبع، إنه أقوى فك في الغابة.
قال الثعلب: مولاي، نعمل مكيدة ونقتله بها، أو نوظفه في الدولة، فنجعله يعضّ على الوظيفة بأنيابه وبراثنه.
قال الحمار بحزن: والفيل، ليس عندي خرطوم، ولا إذنان عملاقتان، ولا جسم كبير مثل جسمه.
قال الثعلب مواسياً: مولاي، نعلن أنك الفيل الأول، بعد أن نحفر للفيل حفرة، فيقع فيها، وهو عائد من السهر، ونوظفه بوقاً إعلامياً.
الحمار الملك: الشرعية ناقصة. سأغار من الخنزير، فهو أشجع حيوانات الغابة.
الثعلب: مولاي، سنعلن أنك الخنزير الأول بعد أن نصيده، ويمكن أن نشويه ونهديه لبعض أصدقائنا الفرنجة في عيد "سلفستر"، أو نشغله وزيراً للصحة.
الحمار: النمر.
الثعلب: ندهنه باللون الوردي، فنجعله "بينك بانذر".
الحمار: تعرف ليس عندي من الشرعية سوى رضى أميركا وهذا الحافر.
الثعلب: مولاي، رضى أميركا هو الشرعية، وحافرك هو الوسام.
الحمار: الشرعية لا تزال ناقصة، إذ إنّ الثعبان يفوقني بسمِّه وقوة عضلاته.
الثعلب: اعتبر نفسك الثعبان الأول، سنصيد الثعبان، ونضعه في حامض الكلور فورم، من أجل درس العلوم الطبيعية في البكالوريا.
الحمار: أنت أمكر مني أيها الثعلب، تفوقني ذكاء، وشرعيتي ناقصة مع وجودك.
الثعلب: مولاي. مكري وكيدي وابتسامتي في خدمتي جلالتكم، ولا داعي لقتلي، فاهنأ بلقب الثعلب الأول. وسنعلن ذلك في التلفزيون والإذاعة ومسرح العرائس و .. مجلس الشعب.
بعد قتل الحيوانات الشريفة والحقيرة آنفة الذكر، غيلةً وغدراً وترويضاً، صار الحمار هو: النمر الأول، الخنزير الأول، والذئب الأول، والخرتيت الأول، والكوجر الأول، وابن الحرام الأول.
تنهد الحمار الملك، وقال: أشعر أنّ الشرعية معقولة، ولكن، ينقصها شيء ما.
لم يكن قد بقي في الغابة سوى الحمير والقرود وبنات آوى وبنات الهوى وبعض الثعالب التي عملت جواسيس. ومن نافل القول إنّ الغابة كانت في "آخر" قائمة غابات العالم في دولة الحمار الأول، وأنّ سيادة الحمار، طلباً للشرعية، فرض الطوارئ والأحكام العرفية. وأمرٌ مهم جداً: نشرت، أوقاف النظام، أي؛ الشؤون المعنوية، صورته على كل شجرة، وفي كل عش.. من أجل الشرعية 99 بالمية.
الثعلب: مولاي .. أنت أجدر الحيوانات بالتاج والصولجان، على ظهرك، أيها المناضل، فتحت البلدان، تسلقتَ الجبال، والأوعار، ومشيت عبر الأنهار.. نقلت الأمتعة والسيوف والمدافع.. والتاريخ لولا صبرك لما بنيت الحضارة. أنت محترم جدا، انظر من عنده مثل هذه الجمجمة الجميلة؟ من عنده مثل هذا الصبر.. والسلوان؟
الحمار الملك: أتعيرني بالغباء يا أبو ثعلة؟
الثعلب: مولاي، أعوذ بالله.. أنا أقصد الصبر، فهو سيد الأخلاق. عموماً، مولاي، سنشغل الماكنة الإعلامية، الببغاء سينطلق في الغابة، معلنا أنك الحمار الأول، ليل نهار.
الحمار: لكن الليث هو سيد الغابة الحقيقي.
الثعلب: سيعلن الببغاء أنك الليث الأول.
الحمار: كيف؟ سيثور الليث غيرةً على اللقب الذي ناله في مسابقات دولية محكمة؟
قال الثعلب: مولاي، ندسُّ له سماً في الطعام ونقتله، فتخلو لك الساحة، ونعلن أنك الليث الأول، أو نحلق له لبدته على "الزيرو"، ونخصيه ونشغله بودي غارد أو كلب حراسة. وفي أفضل الأحوال، قد نعطيه كرسياً ثابتا أو "متحركاً" في البرلمان ذي الاحتياجات الخاصة.
الحمار باكياً: والضبع، إنه أقوى فك في الغابة.
قال الثعلب: مولاي، نعمل مكيدة ونقتله بها، أو نوظفه في الدولة، فنجعله يعضّ على الوظيفة بأنيابه وبراثنه.
قال الحمار بحزن: والفيل، ليس عندي خرطوم، ولا إذنان عملاقتان، ولا جسم كبير مثل جسمه.
قال الثعلب مواسياً: مولاي، نعلن أنك الفيل الأول، بعد أن نحفر للفيل حفرة، فيقع فيها، وهو عائد من السهر، ونوظفه بوقاً إعلامياً.
الحمار الملك: الشرعية ناقصة. سأغار من الخنزير، فهو أشجع حيوانات الغابة.
الثعلب: مولاي، سنعلن أنك الخنزير الأول بعد أن نصيده، ويمكن أن نشويه ونهديه لبعض أصدقائنا الفرنجة في عيد "سلفستر"، أو نشغله وزيراً للصحة.
الحمار: النمر.
الثعلب: ندهنه باللون الوردي، فنجعله "بينك بانذر".
الحمار: تعرف ليس عندي من الشرعية سوى رضى أميركا وهذا الحافر.
الثعلب: مولاي، رضى أميركا هو الشرعية، وحافرك هو الوسام.
الحمار: الشرعية لا تزال ناقصة، إذ إنّ الثعبان يفوقني بسمِّه وقوة عضلاته.
الثعلب: اعتبر نفسك الثعبان الأول، سنصيد الثعبان، ونضعه في حامض الكلور فورم، من أجل درس العلوم الطبيعية في البكالوريا.
الحمار: أنت أمكر مني أيها الثعلب، تفوقني ذكاء، وشرعيتي ناقصة مع وجودك.
الثعلب: مولاي. مكري وكيدي وابتسامتي في خدمتي جلالتكم، ولا داعي لقتلي، فاهنأ بلقب الثعلب الأول. وسنعلن ذلك في التلفزيون والإذاعة ومسرح العرائس و .. مجلس الشعب.
بعد قتل الحيوانات الشريفة والحقيرة آنفة الذكر، غيلةً وغدراً وترويضاً، صار الحمار هو: النمر الأول، الخنزير الأول، والذئب الأول، والخرتيت الأول، والكوجر الأول، وابن الحرام الأول.
تنهد الحمار الملك، وقال: أشعر أنّ الشرعية معقولة، ولكن، ينقصها شيء ما.
لم يكن قد بقي في الغابة سوى الحمير والقرود وبنات آوى وبنات الهوى وبعض الثعالب التي عملت جواسيس. ومن نافل القول إنّ الغابة كانت في "آخر" قائمة غابات العالم في دولة الحمار الأول، وأنّ سيادة الحمار، طلباً للشرعية، فرض الطوارئ والأحكام العرفية. وأمرٌ مهم جداً: نشرت، أوقاف النظام، أي؛ الشؤون المعنوية، صورته على كل شجرة، وفي كل عش.. من أجل الشرعية 99 بالمية.
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر
مقالات أخرى
24 أكتوبر 2024
10 أكتوبر 2024
26 سبتمبر 2024