06 نوفمبر 2024
لا تجلدوا المغنية شيرين
قامت الدنيا ولم تقعد، ولن تقعد لتقوم ثانية، إلا بتصريح جديد للمغنية شيرين عبد الوهاب التي تطلق تصريحاً، أو تعبر عن رأيها في شخص أو موقف، فلا تأتي رياحها كما تشتهي السفن، وتقع في المحظور، وتفتح عليها النار من كل حدب وصوب، ويتم جلدها من الكبار والصغار. وأقصد بالطبع من الفنانين والمثقفين الحقيقيين، وهم قلة، ومن المحسوبين على الفن والثقافة، وما أكثرهم! ولكن للأسف، لا ترى هذه القلة رقبتها المعوجة، مثل الجمل الذي لا يرى اعوجاج رقبته بسبب طولها، فيتيه بنفسه، كأنه أسدٌ جسور.
خرجت، هذه المرّة، شيرين ذات الصوت الرائع الدافئ، من دون مبالغة، بفضيحة جديدة، أصابت السيد الفاضل الراقد في سبات منذ ملايين السنين، وهو نهر النيل، عندما نصحت معجبة بعدم الشرب من مياهه الملوثة؛ لكي لا تصاب بعدوى ديدان البلهارسيا، وعليها شرب المياه المعدنية، وحدّدت نوعاً من هذه المياه، وبذلك ربحت الشركة دعاية مجانية، بفضل عفوية شيرين، وانطلاق لسانها الذي لا لجام له.
تكسب شيرين، في كل مرة، مزيداً من المعجبين، وتزداد نسبة مشاهدات كليباتها، كلما مضت في التسرّع أو الصراحة أو العفوية. وفي النهاية، تكتشف أن هذه المغنية بسيطة المنشأ، وكانت مغمورة جداً إلى درجة أنها كانت تغني بـ "الشبشب أبو وردة" تحت أحد كباري القاهرة الكبرى، كما وصفتها الراقصة سما المصري، ولم تخبرنا هذه أين كانت ترقص، قبل أن تصبح نجمة في الرقص الشرقي.
تكفلت بالإجابة على السؤال السابق الأفلام المصرية القديمة، ففي كل حدوتة نجد المخرج الذي يشعر بخواء الساحة الفنية، وبحاجته لدم جديد، فيهيم على وجهه مترجلاً أو راكباً سيارته، ومتجهاً صوب قاع المدينة، فيصادف فتاة تغني في أحد الموالد بملابس رثّة ووجه شاحب، لكنها تمتلك صوتاً فيه "بحّة" لم يعهدها المستمع، فيحملها إلى حيث صالونات التجميل، ويستقدم لها المعلمين، لتتعلم الإتيكيت، ويختار لها اسماً فنياً، ويلقي بماضيها القديم، مع ملابسها القديمة، في سلة مهملات مطبخ فيلته الفاخرة.
يتكرّر الأمر نفسه مع راقصةٍ ترقص في أحد الأفراح الشعبية، ويسوق لها الحظ من ينتشلها من بين الرؤوس المترنحة للسكارى الفقراء، لتنتقل إلى الرقص بين الرؤوس المترنحة للسكارى الأغنياء. وفي النهاية، نأتي لكي ننبش في ماضي المغنية شيرين، بل هناك من شكّكوا في نسبها وشرعيته، وتخرج سما المصري لتهاجم شيرين، ويخرج غيرها كثيرون، ليشككوا في حبّها وطنها، والدليل أنها صوّتت للمتسابق الفلسطيني محمد عساف ضد ابن بلدها، أحمد جمال، في برنامج المسابقات "أراب أيدول" قبل سنوات.
لا أحد خرج ليشكر شيرين التي لفتت الأنظار إلى نهر النيل الذي أصبح مهدّداً بخطر الجفاف، بعد إخفاق مفاوضات سد النهضة، وهو الخطر الأكبر من دودة البلهارسيا التي فتكت بكبد عبد الحليم حافظ، وظلت تلاحقه طوال حياته، ربما لتذكّر معجبيه بنشأته المتواضعة طفلاً يتيماً في قرية الحلوات البعيدة، ولا يعيب هذا الأمر الفنان الذي ثابر وتعب واجتهد، ورماه الجمهور بالبيض والبندورة في بداية مشواره الفني، قبل أن يصبح "العندليب الأسمر". وهناك مطربون ومطربات غيره تعلموا ودرسوا لصقل موهبتهم، ولم يكتفوا بالموهبة حتى لا تجلب لهم، وهي تقف وحيدة، ما جلبت "وحدة الموهبة" للمغنية شيرين من مشكلات واتهامات.
لما تتعرّض إليه شيرين جانب إيجابي من زيادة نجوميتها، وربما هي تدرك، أو لا تدرك أن تصريحاتها التي تطلقها يميناً ويساراً إحدى وسائل الدعاية للفنان، كما كان يفعل فنانون مغمورون، حيث كانوا يدعون المرض، ويدخلون المستشفى لإجراء عملية استئصال للزائدة الدودية، من دون الحاجة لاستئصالها، لكي تتناقل الصحف أخبارهم.
المحامي الوحيد الذي يدافع عن شيرين، وأمثالها من فنانين لم يصقلوا مواهبهم، هو الجمهور الحالي الذي لا يرى سوى جمال المغنية وإغرائها وفستانها.
خرجت، هذه المرّة، شيرين ذات الصوت الرائع الدافئ، من دون مبالغة، بفضيحة جديدة، أصابت السيد الفاضل الراقد في سبات منذ ملايين السنين، وهو نهر النيل، عندما نصحت معجبة بعدم الشرب من مياهه الملوثة؛ لكي لا تصاب بعدوى ديدان البلهارسيا، وعليها شرب المياه المعدنية، وحدّدت نوعاً من هذه المياه، وبذلك ربحت الشركة دعاية مجانية، بفضل عفوية شيرين، وانطلاق لسانها الذي لا لجام له.
تكسب شيرين، في كل مرة، مزيداً من المعجبين، وتزداد نسبة مشاهدات كليباتها، كلما مضت في التسرّع أو الصراحة أو العفوية. وفي النهاية، تكتشف أن هذه المغنية بسيطة المنشأ، وكانت مغمورة جداً إلى درجة أنها كانت تغني بـ "الشبشب أبو وردة" تحت أحد كباري القاهرة الكبرى، كما وصفتها الراقصة سما المصري، ولم تخبرنا هذه أين كانت ترقص، قبل أن تصبح نجمة في الرقص الشرقي.
تكفلت بالإجابة على السؤال السابق الأفلام المصرية القديمة، ففي كل حدوتة نجد المخرج الذي يشعر بخواء الساحة الفنية، وبحاجته لدم جديد، فيهيم على وجهه مترجلاً أو راكباً سيارته، ومتجهاً صوب قاع المدينة، فيصادف فتاة تغني في أحد الموالد بملابس رثّة ووجه شاحب، لكنها تمتلك صوتاً فيه "بحّة" لم يعهدها المستمع، فيحملها إلى حيث صالونات التجميل، ويستقدم لها المعلمين، لتتعلم الإتيكيت، ويختار لها اسماً فنياً، ويلقي بماضيها القديم، مع ملابسها القديمة، في سلة مهملات مطبخ فيلته الفاخرة.
يتكرّر الأمر نفسه مع راقصةٍ ترقص في أحد الأفراح الشعبية، ويسوق لها الحظ من ينتشلها من بين الرؤوس المترنحة للسكارى الفقراء، لتنتقل إلى الرقص بين الرؤوس المترنحة للسكارى الأغنياء. وفي النهاية، نأتي لكي ننبش في ماضي المغنية شيرين، بل هناك من شكّكوا في نسبها وشرعيته، وتخرج سما المصري لتهاجم شيرين، ويخرج غيرها كثيرون، ليشككوا في حبّها وطنها، والدليل أنها صوّتت للمتسابق الفلسطيني محمد عساف ضد ابن بلدها، أحمد جمال، في برنامج المسابقات "أراب أيدول" قبل سنوات.
لا أحد خرج ليشكر شيرين التي لفتت الأنظار إلى نهر النيل الذي أصبح مهدّداً بخطر الجفاف، بعد إخفاق مفاوضات سد النهضة، وهو الخطر الأكبر من دودة البلهارسيا التي فتكت بكبد عبد الحليم حافظ، وظلت تلاحقه طوال حياته، ربما لتذكّر معجبيه بنشأته المتواضعة طفلاً يتيماً في قرية الحلوات البعيدة، ولا يعيب هذا الأمر الفنان الذي ثابر وتعب واجتهد، ورماه الجمهور بالبيض والبندورة في بداية مشواره الفني، قبل أن يصبح "العندليب الأسمر". وهناك مطربون ومطربات غيره تعلموا ودرسوا لصقل موهبتهم، ولم يكتفوا بالموهبة حتى لا تجلب لهم، وهي تقف وحيدة، ما جلبت "وحدة الموهبة" للمغنية شيرين من مشكلات واتهامات.
لما تتعرّض إليه شيرين جانب إيجابي من زيادة نجوميتها، وربما هي تدرك، أو لا تدرك أن تصريحاتها التي تطلقها يميناً ويساراً إحدى وسائل الدعاية للفنان، كما كان يفعل فنانون مغمورون، حيث كانوا يدعون المرض، ويدخلون المستشفى لإجراء عملية استئصال للزائدة الدودية، من دون الحاجة لاستئصالها، لكي تتناقل الصحف أخبارهم.
المحامي الوحيد الذي يدافع عن شيرين، وأمثالها من فنانين لم يصقلوا مواهبهم، هو الجمهور الحالي الذي لا يرى سوى جمال المغنية وإغرائها وفستانها.