07 نوفمبر 2024
حلف الْمُطَيّبِينَ في ألمانيا العربية
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أسّسنا جمعيةً، تأسّيا بحلف الفضول. اقترح لها المؤسسون اسم "جمعية الصداقة الألمانية السورية"، فرأيتُ، بعد ضرب القِداح، أن نسميها اسما شعبياً مثل "حيّا الله النشامى"، أو جمعية "أبوس روحك خاي"، فتُرك الأمر لي، فالجمعية مازالت تقيم في قلوب مؤسسيها المجروحة التي تخفق مثل الخيام في يوم عاصف، واستقرّ الأمر على "حلف الْمُطَيّبِينَ". وبادرنا، من فورنا، إلى الاجتماع كل أسبوع، في دار الندوة الألمانية، فأنا وعبد الله بن جدعان أقرباء في حُبِّ الخير ونصرة المظلوم، ما بَلَّ البحرُ صُوفةً، فأسندنا حجابة الجمر والحطب لأبي الفوارس، ولواء إعداد السلطات لأبي الشُكر، وشرف السقاية من دموع الثمار الرطبة لأبي أغيد، فنحن ما نجتمع إلا لمأكلة. وقد نوينا إشعال نيران الحرب تحت اللحم، واللحم شجرة العرب، مفروماً أو مقطعاً أو مقدّداً، كل أسبوع. لنتبادل الرأي في حال الأمة العربية والإسلامية، والحال السوري إقامة وظعناً، وموتاً تحت التعذيب. ونتبادل الطرائف مواجهةً، وعلى صفحتنا في الواتسآب الخضراء، وجلُّ أبطال طرائفنا الحور العين، نجلو بها هموماً سوداء، أكبر من هموم امرئ القيس الذي تطاول عليه الليل كموج البحر، وأرخى عليه سدوله بأنواع الهموم ليبتلي.
وقد ارتفع عدد المتحالفين إلى ثلاثة عشر رجلاً + 1، في قصبة روسلس هايم، بعد أن وافقنا بالإجماع قبول عضوية الزميل سيد المصري، والمصريون كلهم ظرفاء، لكن مصر لم تعرف أظرف من عبد الفتاح قلب الثعلب، الذي جعل مصر.. أم الدنيا ناقصاً منها جزيرتين.
لاحظتْ جارتنا السيدة شيللر مرتين أنّ أعضاء اجتماعاتنا كلهم من الذكور، فساحة الدار مكشوفة، ليس بيننا أنثى واحدة، وقد أتت إلينا تطلب المساعدة في حمل خزانةٍ جديدةٍ، فبادرنا إلى حملها ونقلها على أكفّ الراحة، حتى كدنا نقتل أنفسنا من شدة النخوة والشهامة، فشكرتنا وقالت مستنكرة: كلكم ذكور.. أين النساء؟
بلعنا الغصّة، وخفنا من أن تشكونا إلى السلطات الألمانية بتهمة إيذاء الزوجات وحبسهن في المخادع، والفصل العنصري بين الذكور والنساء، أو أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم. الألمان يشتبهون في ظلمنا الزوجات، وهنَّ الظالمات.
نذكّر أنّ حلف المطيبين، حلف للرجال المحصنين، بيننا عازِبان لهما صديقتان ألمانيتان، يعاشرانهما معاشرة الأزواج، من غير عقدٍ ولا نقد، كل واحدةٍ أجمل من النجمة تشارلز ثيرون.
لم يخطر لنا أن ندعو زوجاتنا، ولا صديقات أحلافنا إلى حلف الْمُطَيّبِينَ، فهن من حلف لعقة الدم، أو حلف الأحلاف المخاصم، فبعضنا يأخذ إجازةً من الزوجة وحبها القاتل، وبعضنا من لومها، ونقدها، وتغريدها، ونقيقها، وبعضنا يريد إسقاط النظام.. العائلي، وبعضنا زوجاتهم مشغولات بالأولاد، وبعضنا يغار عليها.. ثم إنها قبل كل شيء عادةٌ عربية، وهي أن تترك الزوجة الرماح لزوجها وتتعطّر، ويتقاسم مع زوجته السلطات؛ له التنفيذية، وللزوجة السلطات التشريعية والقضائية والسلطة الرابعة والخامسة، وسلطة الإرهاب والدواعش.
الألمان يغارون على قانون بلدهم، وعلى حقوق الأنثى، وهم كلهم، وليس أمةً منهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فإذا وجد الألماني سيارةً مسرعة، أو رابه أمر، اتصل بالشرطة فوراً، كلهم مخبرون، لكن بالحق، وليس بالباطل كما في بلادنا. صاحب حجارة الجمر أبو الفوارس، قال: يبدو أن جارتك ستشكونا.
بادر صديقنا أبو الصفا، وهو طبيب جرّاح عظام، الأشهر في حمص وما حولها، وشرح لها قائلا: سيدتي، نحن جميعاً من "الغايز"، وأشار إلى الشباب الذين كانوا يتبادلون طرائف خشنة، ويتعانقون، وكأنهم التقوا بعد فراقٍ طويلٍ عند كل طرفة جديدة فرحاً بها.
هزّت السيدة تشيللر رأسها مذهولةً بقوة البراهين. واضح أنّ حلف المطيبين من بني عبد مناف في الدوحة وأنقرة يلاقي مصاعب وأذى، من حلف الأحلاف، حلف لعقة الدم؛ في مكة وواشنطن وتل أبيب والقاهرة المقهورة.
وقد ارتفع عدد المتحالفين إلى ثلاثة عشر رجلاً + 1، في قصبة روسلس هايم، بعد أن وافقنا بالإجماع قبول عضوية الزميل سيد المصري، والمصريون كلهم ظرفاء، لكن مصر لم تعرف أظرف من عبد الفتاح قلب الثعلب، الذي جعل مصر.. أم الدنيا ناقصاً منها جزيرتين.
لاحظتْ جارتنا السيدة شيللر مرتين أنّ أعضاء اجتماعاتنا كلهم من الذكور، فساحة الدار مكشوفة، ليس بيننا أنثى واحدة، وقد أتت إلينا تطلب المساعدة في حمل خزانةٍ جديدةٍ، فبادرنا إلى حملها ونقلها على أكفّ الراحة، حتى كدنا نقتل أنفسنا من شدة النخوة والشهامة، فشكرتنا وقالت مستنكرة: كلكم ذكور.. أين النساء؟
بلعنا الغصّة، وخفنا من أن تشكونا إلى السلطات الألمانية بتهمة إيذاء الزوجات وحبسهن في المخادع، والفصل العنصري بين الذكور والنساء، أو أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم. الألمان يشتبهون في ظلمنا الزوجات، وهنَّ الظالمات.
نذكّر أنّ حلف المطيبين، حلف للرجال المحصنين، بيننا عازِبان لهما صديقتان ألمانيتان، يعاشرانهما معاشرة الأزواج، من غير عقدٍ ولا نقد، كل واحدةٍ أجمل من النجمة تشارلز ثيرون.
لم يخطر لنا أن ندعو زوجاتنا، ولا صديقات أحلافنا إلى حلف الْمُطَيّبِينَ، فهن من حلف لعقة الدم، أو حلف الأحلاف المخاصم، فبعضنا يأخذ إجازةً من الزوجة وحبها القاتل، وبعضنا من لومها، ونقدها، وتغريدها، ونقيقها، وبعضنا يريد إسقاط النظام.. العائلي، وبعضنا زوجاتهم مشغولات بالأولاد، وبعضنا يغار عليها.. ثم إنها قبل كل شيء عادةٌ عربية، وهي أن تترك الزوجة الرماح لزوجها وتتعطّر، ويتقاسم مع زوجته السلطات؛ له التنفيذية، وللزوجة السلطات التشريعية والقضائية والسلطة الرابعة والخامسة، وسلطة الإرهاب والدواعش.
الألمان يغارون على قانون بلدهم، وعلى حقوق الأنثى، وهم كلهم، وليس أمةً منهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فإذا وجد الألماني سيارةً مسرعة، أو رابه أمر، اتصل بالشرطة فوراً، كلهم مخبرون، لكن بالحق، وليس بالباطل كما في بلادنا. صاحب حجارة الجمر أبو الفوارس، قال: يبدو أن جارتك ستشكونا.
بادر صديقنا أبو الصفا، وهو طبيب جرّاح عظام، الأشهر في حمص وما حولها، وشرح لها قائلا: سيدتي، نحن جميعاً من "الغايز"، وأشار إلى الشباب الذين كانوا يتبادلون طرائف خشنة، ويتعانقون، وكأنهم التقوا بعد فراقٍ طويلٍ عند كل طرفة جديدة فرحاً بها.
هزّت السيدة تشيللر رأسها مذهولةً بقوة البراهين. واضح أنّ حلف المطيبين من بني عبد مناف في الدوحة وأنقرة يلاقي مصاعب وأذى، من حلف الأحلاف، حلف لعقة الدم؛ في مكة وواشنطن وتل أبيب والقاهرة المقهورة.
دلالات
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر
مقالات أخرى
24 أكتوبر 2024
10 أكتوبر 2024
26 سبتمبر 2024