24 أكتوبر 2024
الإرهاب مفردةٌ غامضة وفعلٌ مركَّب
يحيل مفهوم الإرهاب إلى مُرَكَّباتٍ عديدة، ومحمولاتٍ متداخلةٍ ومتناقضة، وهو يرتبط اليوم بسياقاتٍ مختلفة، وتشرف عليه جماعاتٌ ومؤسساتٌ ودولٌ يصعب أحياناً تصوُّر الجمع بينها. كما تحكمه سياقاتٌ ومناسباتٌ يبرُزُ فيها، حتى عندما نعتقد باختفائه وتحوُّله إلى خلايا نائمة. إنه يشير، في النهاية، إلى ما نخاف منه، لا إلى ما نعرف حدوده.
تتنوَّع ضربات الأفعال الإرهابية، تَحْضُرُ برعبها المتجدِّد، لِتُخَلِّف الضحايا والأشلاء، فوق الأرصفة وفي الطرقات ووسط الأماكن العامة، من دون أن تتمكّن الآليات المستعملة في عمليات مواجهتها من الحدِّ منها أو توقيف مسلسلها الرهيب والموجع.
يتحدّث الجميع عن الإرهاب، وتُشَخَّصُ الكلمة في أسماءٍ ومُسَمَّيات عديدة، تشخَّص في العقائد والمذاهب، كما تشير إلى الأعراق والدول، ما يضاعف صعوبات ضبط دلالة المفردة، على الرغم من معاينة الجميع للفعل والأثر. صحيحٌ أن تقارير عديدة أبرزت الطابع الحربي الذي تتخذه التجليات الإرهابية، حيث تنشأ اليوم على هامش الصراعات الدولية الحاصلة في مناطق عديدة، كما تنشأ في قلب الصراعات داخل المجتمع الواحد، علامات تشير إلى توظيف وسائط وآلياتٍ بهدف إنجاز أفعال إرهابية لمواجهة الخصوم، فيتحول المجتمع، وتتحول العلاقات الدولية، إلى بؤر مشتعلة، ويُعَمَّم القتل والخراب.
يتحدّث الجميع عن الإرهاب في العالم العربي وفي العالم أجمع، وقد شملت الظواهر الإرهابية أغلب البلدان العربية، المغرب والجزائر والعراق وتونس ومصر وسورية وليبيا واليمن.. كما شملت بلداناً غربية، فرنسا وبريطانيا وإسبانيا.. وكل يُشَخِّصُ إرهابه في أسماء تكميلية، حيث يتحول العالم إلى شبكةٍ من المجموعات الإرهابية المتربصة ببعضها.
تختلط الوسائط والآليات، وتتشكّل الأحلاف والمجموعات الدولية لمواجهة الظاهرة الإرهابية،
وفي كل يوم يبدع الإرهابيون ما يسعفهم بملء الأماكن العامة بالأشلاء والأصوات المفجوعة، ولا تنتهي واقعةٌ إلا لتبدأ أخرى، تتنوّع الأمكنة ويسود الهلع. أما ضحايا الإرهاب فلا يمكن حصرهم، وإذا كنا نتحدث في العالم العربي منذ زمان، عن صور الإرهاب المتواصلة في فلسطين، فقد أضفنا، في السنوات الأخيرة، أحوال الشعوب، العراقي والسوري واليمني والليبي، الأمر الذي يجعلنا نقول من دون تردّد، إن ضحايا الإرهاب في عالمنا العربي يفوق ضحاياه في العالم أجمع.
التقدم في مواجهة ما تعرف بالظاهرة الإرهابية في عالم اليوم مرهون ليس فقط بالخطط الرامية إلى القضاء عليها، بل أيضاً بكفاءة التعقل التي تُعْنَى بضبط الظاهرة وحدودها، على الرغم من طابعها الزئبقي، كما لا يمكننا أن نواجهه بمرادفته بالإسلام، بل ينبغي أن نهتم بالبحث في ضبط حدوده وأبعاده المختلفة.
توظيف بعض شيوخ التطرّف الديني مبادئ ومفاهيم إسلامية في الحرب الجارية، بتسخيرهم بعض الشباب ودعوتهم إلى تفجير أنفسهم في أماكن عمومية، للإعلاء من راية الإسلام والمسلمين يعد سلوكاً إرهابياً عنيفاً ضد الإسلام، أولاً وقبل كل شيء، ثم ضِدَّ من تُنْجَزُ عمليات التفجير في قلب تجمعاتهم في المدن. وقد كشفت المعارك الأميركية والغربية، الرامية إلى مواجهة الظاهرة الإرهابية، صورا كثيرة مؤججة للظاهرة، حيث مورست أشكالٌ جديدة من الإرهاب الدولي، بغرض "محاربة الإرهاب".
أصناف التوظيف التي تُمَارَس في الحروب القائمة وبمحاذاتها، أو تُمَارَس عن بُعد بتوسط أفراد
وتنظيمات ودُولٍ ومرتزقة، تجعل ساحات الصراع غامضةً ومليئة بالألغام. كما أن صور التآمر اختلطت، وأصبح من الصعب فرز ملامحها، وترتيب ما يجري فيها بوضوح، للتمكُّن من تعيين ملامحه، ونظام تطوّره، الأمر الذي ضاعف من خطورة ما يجري اليوم، في أماكن عديدة.
وانطلاقاً من المعطيات التي راكمتها تجربة مواجهة الإرهاب في السنوات الأخيرة، يمكن بناء سجل من المعطيات، ورصد كم هائل من الوقائع المساعدة على الإحاطة بموضوعه. وأمامنا، في عينة الحوادث الإرهابية أخيرا، في فرنسا وبريطانيا وأفغانستان على سبيل التمثيل، عناصر قابلة للرصد والترتيب والتعقل، بهدف الوقوف على الجوامع المساعدة، في عملية ضبط مكوِّنات الظاهرة في أبعادها المختلفة.
كما يمكن حصر الموضوعات والقضايا المرتبطة بالظاهرة، حسب تواترها وطبيعتها، ما يتيح تركيب المعطيات المساعدة على تعيين شبكة الموضوع، في جوانب عديدة من مستوياتها. والإشارة هنا إلى موضوعات الفقر والبطالة والعنف، وغياب الديمقراطية والفساد والجهل والأمية، والفكر النصي والنزعة الوثوقية، وإلى انتعاش الشعبوية وخطابات الهوية المغلقة والتامة، في مجال العمل السياسي. ومن دون إغفال الإشارة أيضاً إلى غياب العدالة وانعدام التوازن في العلاقات الدولية، وعودة الاستعمار، وتراجع أدوار المؤسسات الدولية، في بناء صور التضامن بين الدول والمجتمعات.
تتنوَّع ضربات الأفعال الإرهابية، تَحْضُرُ برعبها المتجدِّد، لِتُخَلِّف الضحايا والأشلاء، فوق الأرصفة وفي الطرقات ووسط الأماكن العامة، من دون أن تتمكّن الآليات المستعملة في عمليات مواجهتها من الحدِّ منها أو توقيف مسلسلها الرهيب والموجع.
يتحدّث الجميع عن الإرهاب، وتُشَخَّصُ الكلمة في أسماءٍ ومُسَمَّيات عديدة، تشخَّص في العقائد والمذاهب، كما تشير إلى الأعراق والدول، ما يضاعف صعوبات ضبط دلالة المفردة، على الرغم من معاينة الجميع للفعل والأثر. صحيحٌ أن تقارير عديدة أبرزت الطابع الحربي الذي تتخذه التجليات الإرهابية، حيث تنشأ اليوم على هامش الصراعات الدولية الحاصلة في مناطق عديدة، كما تنشأ في قلب الصراعات داخل المجتمع الواحد، علامات تشير إلى توظيف وسائط وآلياتٍ بهدف إنجاز أفعال إرهابية لمواجهة الخصوم، فيتحول المجتمع، وتتحول العلاقات الدولية، إلى بؤر مشتعلة، ويُعَمَّم القتل والخراب.
يتحدّث الجميع عن الإرهاب في العالم العربي وفي العالم أجمع، وقد شملت الظواهر الإرهابية أغلب البلدان العربية، المغرب والجزائر والعراق وتونس ومصر وسورية وليبيا واليمن.. كما شملت بلداناً غربية، فرنسا وبريطانيا وإسبانيا.. وكل يُشَخِّصُ إرهابه في أسماء تكميلية، حيث يتحول العالم إلى شبكةٍ من المجموعات الإرهابية المتربصة ببعضها.
تختلط الوسائط والآليات، وتتشكّل الأحلاف والمجموعات الدولية لمواجهة الظاهرة الإرهابية،
التقدم في مواجهة ما تعرف بالظاهرة الإرهابية في عالم اليوم مرهون ليس فقط بالخطط الرامية إلى القضاء عليها، بل أيضاً بكفاءة التعقل التي تُعْنَى بضبط الظاهرة وحدودها، على الرغم من طابعها الزئبقي، كما لا يمكننا أن نواجهه بمرادفته بالإسلام، بل ينبغي أن نهتم بالبحث في ضبط حدوده وأبعاده المختلفة.
توظيف بعض شيوخ التطرّف الديني مبادئ ومفاهيم إسلامية في الحرب الجارية، بتسخيرهم بعض الشباب ودعوتهم إلى تفجير أنفسهم في أماكن عمومية، للإعلاء من راية الإسلام والمسلمين يعد سلوكاً إرهابياً عنيفاً ضد الإسلام، أولاً وقبل كل شيء، ثم ضِدَّ من تُنْجَزُ عمليات التفجير في قلب تجمعاتهم في المدن. وقد كشفت المعارك الأميركية والغربية، الرامية إلى مواجهة الظاهرة الإرهابية، صورا كثيرة مؤججة للظاهرة، حيث مورست أشكالٌ جديدة من الإرهاب الدولي، بغرض "محاربة الإرهاب".
أصناف التوظيف التي تُمَارَس في الحروب القائمة وبمحاذاتها، أو تُمَارَس عن بُعد بتوسط أفراد
وانطلاقاً من المعطيات التي راكمتها تجربة مواجهة الإرهاب في السنوات الأخيرة، يمكن بناء سجل من المعطيات، ورصد كم هائل من الوقائع المساعدة على الإحاطة بموضوعه. وأمامنا، في عينة الحوادث الإرهابية أخيرا، في فرنسا وبريطانيا وأفغانستان على سبيل التمثيل، عناصر قابلة للرصد والترتيب والتعقل، بهدف الوقوف على الجوامع المساعدة، في عملية ضبط مكوِّنات الظاهرة في أبعادها المختلفة.
كما يمكن حصر الموضوعات والقضايا المرتبطة بالظاهرة، حسب تواترها وطبيعتها، ما يتيح تركيب المعطيات المساعدة على تعيين شبكة الموضوع، في جوانب عديدة من مستوياتها. والإشارة هنا إلى موضوعات الفقر والبطالة والعنف، وغياب الديمقراطية والفساد والجهل والأمية، والفكر النصي والنزعة الوثوقية، وإلى انتعاش الشعبوية وخطابات الهوية المغلقة والتامة، في مجال العمل السياسي. ومن دون إغفال الإشارة أيضاً إلى غياب العدالة وانعدام التوازن في العلاقات الدولية، وعودة الاستعمار، وتراجع أدوار المؤسسات الدولية، في بناء صور التضامن بين الدول والمجتمعات.