04 نوفمبر 2024
الجميلة والهمجي
عللت الممثلة اللبنانية الجميلة والموهوبة، نادين نجيم، اعتذارها عن المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة" بأن مساحة الدور النسائي محدودة، ولا تتناسب مع طموحاتها وقدراتها ورغبتها في التطور والتجديد. والحق أن قرار نادين كان صائباً وذكياً وفي محله، وينطوي على جرأة وروح مغامرة ورغبة في التجديد، سيما أن المسلسل في جزئه الأول حقق نجاحاً كبيراً، ولا يبدو أنه وصل إلى هذا النجاح في جزئه الثاني المعروض حالياً ضمن الموسم الرمضاني الحالي. والاستنتاج هنا أنه، فور متابعة بضع حلقات ترى أن العمل يجترّ نجاحاً ويكرّر فكرة، ويقع في مطبّ الاستسهال والركون إلى منجزٍ سابقٍ لاقى إقبالاً جماهيراً سابقاً، ثم فقد ألقه لاحقاً جراء التوقع المسبق.
وذاعت شائعات في محاولةٍ لتفسير زهد نادين نجيم عن دورٍ أتاح لها مزيداً من النجومية والانتشار، منها اعتراض زوجة الممثل بسبب الغيرة. وحين أطلّت ضمن الموسم الرمضاني الحالي في مسلسل "طريق" بدور محامية، أثبتت نادين للجميع مجدّداً جدية مشروعها، وقدرتها الفائقة على اقتناص الفرصة الأفضل التي تخدم مسيرتها الفنية. وقفت بجدارة أمام الممثل البارع، عابد فهد، الذي يتقمّص الشخصية بإتقان شديد، وهو القادر على إقناع المتلقي بسهولة، كونه صاحب التجربة الثرية الطويلة المتميزة بالأدوار المتنوعة التي أكدت قدراته الدرامية. وما زال دوره الاستثنائي في مسلسل "أسمهان"، الأمير حسن الأطرش زوج المغنية الشهيرة، حاضراً في الأذهان. وكذلك حين أبدع في دور الحجاج قبل سنوات. من هنا، كان وقوف نادين أمام هذا الممثل المتمكّن من أدواته تحدياً كبيراً.
خرجت نادين نجيم في مسلسل "طريق" عن أدوار نمطية اشتهرت بها في أعمال سابقة، اعتمد صنّاعها، في الدرجة الأولى، على جمال هذه الممثلة، وأزيائها المثيرة في تلك الأعمال التي لاقت نجاحاً، وكرّست نجيم نموذجاً للمرأة الجميلة المثيرة، وهي ملكة جمال سابقة وعارضة أزياء وفتاة إعلانات، غير أن دورها غير التقليدي في "طريق" كسر المعادلة، إذ أدت دور المحامية المكافحة، ابنة العائلة الفقيرة، عاثرة الحظ التي تحملت مسؤولية العائلة بعد وفاة والدها. امرأة قوية الشخصية، واضحة وصريحة، ذات حضور طاغ غير مألوف في الدراما العربية عموماً، معتزة بذاتها، منسجمة مع إنسانيتها. متمردة، لا تتقن حركاتٍ نسوانية، لعوباً قائمة على الغنج والدلال وسيلة للإيقاع بالرجل، بل لديها الجرأة والثقة بحيث تبادره إلى طلب الزواج، وتتصرف قبالته بشكل ندّي غير متردّد.
وعلى غير المتوقع، وانسجاماً مع مقتضيات الدور، ترتدي نادين ملابس غاية في البساطة والأناقة، وتعاني من تشوهات في وجهها ويدها، نتيجة حادث حرق في أثناء عملها في محطة الوقود. قد يؤخذ على العمل المبالغة في رسم شخصية جابر سلطان إلى درجة كاريكاتورية لتاجر الغنم، وصاحب سلسلة المطاعم الثري السوري، غير المتعلم الذي يجد راحته النفسية في المزرعة، وتطربه الأغاني الهابطة، لا يحسن على الرغم من الثراء الفاحش في انتقاء ملابسه التي تبدو مضحكةً وخاليةً من الذوق، وكأنها مقتبسة من مظهر شعبان عبد الرحيم، كما قد يرى بعضهم إساءة إلى صورة السوري الذي ظهر في العمل همجياً، فاقداً أصول اللباقة الاجتماعية، على الرغم من طرافته، وطيبة قلبه، وحسن أخلاقه، لكنه يبدو في مواجهة المحامية اللبنانية رجلاً متخلفاً، وصفته في إحدى الحلقات بأنه "نوفوريش"، محدث نعمة حقق ثروة قفزت به من صبي جزار في أحد أحياء دمشق القديمة إلى ثري كبير، يملك أموالاً طائلة؛ قصة حبّ مركبة جمعت بين الأضداد، وأكَّدت على قدرات نادين نجيم ممثلةً أثبتت عدم صحة نظرية يتبنّاها كثيرون بأن المرأة الجميلة غبية بالضرورة.
وذاعت شائعات في محاولةٍ لتفسير زهد نادين نجيم عن دورٍ أتاح لها مزيداً من النجومية والانتشار، منها اعتراض زوجة الممثل بسبب الغيرة. وحين أطلّت ضمن الموسم الرمضاني الحالي في مسلسل "طريق" بدور محامية، أثبتت نادين للجميع مجدّداً جدية مشروعها، وقدرتها الفائقة على اقتناص الفرصة الأفضل التي تخدم مسيرتها الفنية. وقفت بجدارة أمام الممثل البارع، عابد فهد، الذي يتقمّص الشخصية بإتقان شديد، وهو القادر على إقناع المتلقي بسهولة، كونه صاحب التجربة الثرية الطويلة المتميزة بالأدوار المتنوعة التي أكدت قدراته الدرامية. وما زال دوره الاستثنائي في مسلسل "أسمهان"، الأمير حسن الأطرش زوج المغنية الشهيرة، حاضراً في الأذهان. وكذلك حين أبدع في دور الحجاج قبل سنوات. من هنا، كان وقوف نادين أمام هذا الممثل المتمكّن من أدواته تحدياً كبيراً.
خرجت نادين نجيم في مسلسل "طريق" عن أدوار نمطية اشتهرت بها في أعمال سابقة، اعتمد صنّاعها، في الدرجة الأولى، على جمال هذه الممثلة، وأزيائها المثيرة في تلك الأعمال التي لاقت نجاحاً، وكرّست نجيم نموذجاً للمرأة الجميلة المثيرة، وهي ملكة جمال سابقة وعارضة أزياء وفتاة إعلانات، غير أن دورها غير التقليدي في "طريق" كسر المعادلة، إذ أدت دور المحامية المكافحة، ابنة العائلة الفقيرة، عاثرة الحظ التي تحملت مسؤولية العائلة بعد وفاة والدها. امرأة قوية الشخصية، واضحة وصريحة، ذات حضور طاغ غير مألوف في الدراما العربية عموماً، معتزة بذاتها، منسجمة مع إنسانيتها. متمردة، لا تتقن حركاتٍ نسوانية، لعوباً قائمة على الغنج والدلال وسيلة للإيقاع بالرجل، بل لديها الجرأة والثقة بحيث تبادره إلى طلب الزواج، وتتصرف قبالته بشكل ندّي غير متردّد.
وعلى غير المتوقع، وانسجاماً مع مقتضيات الدور، ترتدي نادين ملابس غاية في البساطة والأناقة، وتعاني من تشوهات في وجهها ويدها، نتيجة حادث حرق في أثناء عملها في محطة الوقود. قد يؤخذ على العمل المبالغة في رسم شخصية جابر سلطان إلى درجة كاريكاتورية لتاجر الغنم، وصاحب سلسلة المطاعم الثري السوري، غير المتعلم الذي يجد راحته النفسية في المزرعة، وتطربه الأغاني الهابطة، لا يحسن على الرغم من الثراء الفاحش في انتقاء ملابسه التي تبدو مضحكةً وخاليةً من الذوق، وكأنها مقتبسة من مظهر شعبان عبد الرحيم، كما قد يرى بعضهم إساءة إلى صورة السوري الذي ظهر في العمل همجياً، فاقداً أصول اللباقة الاجتماعية، على الرغم من طرافته، وطيبة قلبه، وحسن أخلاقه، لكنه يبدو في مواجهة المحامية اللبنانية رجلاً متخلفاً، وصفته في إحدى الحلقات بأنه "نوفوريش"، محدث نعمة حقق ثروة قفزت به من صبي جزار في أحد أحياء دمشق القديمة إلى ثري كبير، يملك أموالاً طائلة؛ قصة حبّ مركبة جمعت بين الأضداد، وأكَّدت على قدرات نادين نجيم ممثلةً أثبتت عدم صحة نظرية يتبنّاها كثيرون بأن المرأة الجميلة غبية بالضرورة.