تسير مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في عملية توقيع اتفاقات "مصالحة وتسوية" مع أبناء المناطق التي تخضع لسيطرتها، وذلك من أجل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم، حيث تتم تلك العمليات بالتعاون مع وجهاء وشيوخ محليين يتبعون للمليشيات.
وقالت مصادر مطلعة مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" بدأت بالترويج لما تسميه "تسوية ومصالحة" تتم من خلالهما إعادة أبناء البلدات الخاضعة لسيطرتها في أرياف الرقة وحلب ودير الزور، والتي غالبية سكانها من القبائل والعشائر العربية.
وكلفت "قسد" بتلك العملية مجموعات من الشيوخ والوجهاء المحليين الذين يطلق عليهم مسمى "لجنة العشائر"، وغالبيتهم من العشائر العربية وبعضهم من عشائر التركمان.
وبحسب المصادر، فإن عملية التسوية بدأت في منطقة شيوخ بناحية عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تهدف العملية إلى سحب أبناء المنطقة المتطوعين ضمن فصائل "الجيش الوطني السوري" الذي يقاتل "قسد" إلى جانب الجيش التركي.
وأوضحت المصادر نفسها أن الشيوخ والوجهاء نشروا بيانا في تلك المنطقة بأنهم يكفلون سلامة كل من يريد المصالحة والتسوية، وإن كان مقاتلا ضمن فصائل المعارضة، وطرحت في بيانها موعدا لقبول هذه التسوية وذلك اعتبارا من اليوم وحتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
وذكرت المصادر أن البيان الذي أطلقته اللجنة قال صراحة إنه "يستثنى من عملية المصالحة كل من تلطخت يديه بالدماء"، وذلك يشبه تماما عمليات التسوية والمصالحة التي يقوم بها النظام السوري في مناطقه، والتي تمنح النظام فرصة أخرى من أجل اعتقال من قام بالتسوية.
ولفتت المصادر إلى أنه وبعد خضوع المواطن للتسوية قد يتم اعتقاله على خلفية شكوى من قبل ذوي عناصر "قسد" القتلى، أو قد يتم اعتقاله من قبل "قسد" بتهمة قتل عناصر منها خلال مواجهات، وذلك سيثير المخاوف لدى المنتسبين للجيش الوطني أو المقيمين في مناطق سيطرته، ويدفعهم إلى عدم الدخول في تلك "التسوية".
وقالت المصادر إن تلك العمليات بدأت بها "قسد" في مخيم الهول، وكانت بداية تتم مقابل تعهدات ووساطة من قبل شيوخ ووجهاء عرب بهدف إفراغ المخيم وإعادة المدنيين إلى منازلهم، إلا أن العملية انتقلت إلى القرى والبلدات الخاضعة لـ"قسد" في مختلف المناطق.
وتختلف العملية الجديدة عما حصل في مخيم الهول، إذ إن أغلب القاطنين فيه أطفال ونساء، بينما "التسوية" الجديدة معنية بها فئة الشباب والرجال من غير المتهمين بالانتماء إلى "داعش".
ويذكر أن آلاف السوريين فروا من مناطق سيطرة "قسد" إما هربا من التجنيد الإجباري في صفوفها أو لمعارضتهم سياساتها، كما أن الكثير منهم فروا من المنطقة إبان سيطرة تنظيم "داعش" عليها.