أهالي الأسرى الإسرائيليين غاضبون من حكومتهم: لا قناة تفاوض رسمية بشأنهم

15 أكتوبر 2023
حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعطي الأولوية لتدمير غزة على حساب الأسرى (Getty)
+ الخط -

يتصاعد الغضب بين أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، في ظل غياب أي معلومات عن مصيرهم، وعدم وجود قناة تفاوض رسمية بشأنهم.

وتضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين، على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، للعمل على استعادة أبنائهم، ومنح أولوية لتحريرهم، فيما تعطي حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأولوية لتدمير غزة، وارتكاب عمليات إبادة جماعية بحق أهلها، حتى على حساب الأسرى، وهو ما ألمح إليه أكثر من محلل ومسؤول إسرائيلي منذ عملية "طوفان الأقصى"، بينهم الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وتمكّنت المقاومة الفلسطينية من أسر العديد من الجنود لدى اقتحامها في اليوم الأول من عملية "طوفان الأقصى"، مواقع عسكرية عدة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة.

وبعد أسبوع من عدم اليقين، حدّدت الحكومة الإسرائيلية هويات 120 أسيراً من المدنيين والجنود الإسرائيليين والأجانب، لكن من المحتمل أن يكون قد جرى نقل 150 أسيراً إسرائيلياً إلى الأراضي الفلسطينية، من دون معرفة ما إذا كانوا أحياء أم أمواتاً.

وتناشد هذه العائلات "أي شخص أو منظمة أو بلد" يمكنه مساعدتها على تحرير أقاربها، معتمدة على فيديو أو اتصال هاتفي لإثبات أنهم على قيد الحياة.

وحتى هذه اللحظة، لم تشر إسرائيل إلى أيّ قناة للتفاوض، لكنّها عيّنت "مرجعاً" للعائلات، هو الجنرال المقال والغارق في قضية فساد، غال هيرش، وقد تعرّض تعيينه لانتقادات حادة.

وقال مستشار الأمن القومي للحكومة الإسرائيلية تساحي هنغبي، السبت: "نحن لا نتفاوض مع عدو وعدنا باستئصاله من على وجه الأرض".

 

"تخلّ"

بالنسبة للمتحدث باسم العائلات، رونين تسور، فإنّ "هذا يعني بكل بساطة أنّ الحكومة الإسرائيلية اختارت التخلّي عن الأسرى والمفقودين كاستراتيجية".

واجتمع أقارب الأسرى، السبت، في إطار "منتدى أهالي الرهائن والمفقودين" وهي منظمة تهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي من أجل إطلاق سراحهم.

كذلك، اتّخذ حوالي مئة من مكتب محاماة مقرّاً، حيث خصّصوا ثمانية أقسام لإدارة "مفاوضات دبلوماسية" و"استقبال العائلات" ولمواقع التواصل الاجتماعي، وجمع التبرّعات.

ويقف وراء استثمار هذا المقر الرئيسي الواقع في وسط تل أبيب، رجل أعمال يفضل عدم الكشف عن هويته، ينتقل من "مكالمة هاتفية مع مستشار الفاتيكان" إلى طلب بيتزا للمتطوّعين.

ويقول الخمسيني، وهو أيضاً ضابط احتياط: "السبت الماضي، عندما فهمت ما كان يحدث (مع الرهائن)، فكّرت على الفور أنّني للمرة الأولى لن أخوض هذه الحرب بالزي العسكري، ولكن من خلال اتصالاتي".

ويُجري المنتدى اتصالات مع المنظمات الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي يطلب منها التفاوض بشأن وصول المساعدات الإنسانية وحقوق الزيارة للأسرى.

من جهته، قال السفير الإسرائيلي السابق لدى فرنسا دانيال شيك، لوكالة فرانس برس: "لقد شكلنا هذا الفريق من حوالي عشرين دبلوماسياً سابقاً، ولكن تقف وراءنا دوائر تجمع كلّ دول العالم". وأضاف "نحن هنا لتقديم خبرتنا وأفكارنا واتصالاتنا في خدمة هذا المشروع الكبير التابع للمجتمع المدني، والذي يتمثّل في دعم العائلات".

وبينما ينتقد جزء من الإسرائيليين السلطات بشدّة، بعد الانتكاسة الأمنية التاريخية التي تعرّضت لها إسرائيل، يؤكّد الدبلوماسي أنّ هذه القناة الموازية "لا تحل محلّ عمل الحكومة".

(فرانس برس)