اتصال هاتفي نادر بين وزيري خارجية إيران والأردن: دبلوماسية حذرة مدفوعة بتطورات إقليمية
في خطوة لافتة وغير مسبوقة منذ أربع سنوات تقريبا، أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الإثنين، اتصالاً هاتفياً مع نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، وبحثا العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان، إن وزير الخارجية الإيراني، أبلغ نظيره الأردني برغبة إيران بإقامة "علاقات الصداقة والأخوة مع الاحترام المتبادل مع دول المنطقة"، داعياً إلى "استفادة البلدين من الفرص والطاقات الاقتصادية والتجارية الإقليمية للرقي بالعلاقات الثنائية".
وأكد عبد اللهيان دعم إيران الحوار والتعاون في المنطقة "من دون تدخلات الأجانب"، مضيفاً أن "توسيع التعاون بين دول المنطقة، وخاصة إيران والعراق وسورية والأردن يمهد لازدهار اقتصادي أكثر واستتباب الاستقرار في المنطقة".
وأعلن الوزير الإيراني دعم طهران لـ"الدور التاريخي للأردن في الوصاية على القدس الشريف وبقية الأماكن الإسلامية والمسيحية في هذه المدينة في مواجهة محاولات الكيان الصهيوني لفرض سيادته على هذه الأماكن"، داعياً إلى "ضرورة أن تتحمل جميع الدول الإسلامية مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف".
من جهته، أعلنت الخارجية الأردنية، في بيان، بأن الاتصال بين الوزيرين بحث العلاقات الثنائية، وسُبل تطويرها، وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك، وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
تلقى @AymanHsafadi اليوم الاثنين، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان @Amirabdolahian، وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية، وسُبل تطويرها، وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك. pic.twitter.com/vtBvloin5l
— وزارة الخارجية الأردنية (@ForeignMinistry) October 11, 2021
وأضاف البيان أن الوزيرين بحثا الجُهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية، والاتصالات ومسارات الحوار التي تشهدها المنطقة لحل الخلافات، وبناء علاقات إقليمية تُكرس الأمن والاستقرار، وتخدم مصالح جميع شعوبها ودولها.
وأكّد الصفدي أنّ "المملكة تعمل دائماً من أجل الحوار، وتريد علاقات إقليمية صحية، قائمة على مبدأ حُسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأكّد الوزيران الحرص على تطوير العلاقات، واستمرار التواصل والحوار الصريح حول كل القضايا، بما يُسهم في تقوية علاقات البلدين وحلّ الخلافات الإقليمية.
ويعد الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية إيران والأردن، خطوة لافتة في توقيته، سيما وأن العلاقات بين البلدين ليست عادية، ويحكمها توتر مستمر منذ منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، والتي تأثرت أيضاً بتوتر عام في العلاقات الإيرانية العربية من جهة، وأزمة العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الحليفة للأردن من جهة ثانية.
وحافظت طهران وعمان على شكل من العلاقات خلال العقود الماضية، غير أنها ظلت علاقات متأرجحة ومتذبذبة، توترت أكثر خلال العقدين الأخيرين على خلفية الغزو الأميركي للعراق وتطورات الربيع العربي، وزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، واتهامات أردنية لإيران بالسعي لتشكيل "الهلال الشيعي".
وبعد اقتحام طلاب محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، السفارة السعودية في طهران عام 2016، علق الأردن سريعا على الحادث، واصفاً إياه بأنه "خرق واضح للقانون"، ثم استدعى السفير الإيراني وسلمه مذكرة احتجاج إلى أن قام باستدعاء سفيره لدى طهران وخفض مستوى العلاقات معها.
ويأتي الاتصال الذي جرى بين عبد اللهيان والصفدي على وقع تطورات إقليمية لافتة خلال الآونة الأخيرة، منها محاولة الأردن تطبيع علاقاته مع النظام السوري الحليف لإيران، والاتصال الذي أجراه رئيس هذا النظام بشار الأسد أخيراً مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، فضلاً عن حوار إيراني سعودي مستمر في بغداد منذ إبريل/نيسان الماضي لخفض التوتر بين الطرفين وإنهاء القطيعة بينهما منذ عام 2016 وسط أنباء بأنهما اتفقا على استئناف العلاقات وتشغيل السفارات خلال المرحلة المقبلة.
وفي سياق دولي، بدأت انعكاساته الإقليمية، شرعت طهران منذ إبريل/نيسان الماضي، بمفاوضات غير مباشرة مع واشنطن في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، وتوقفت منذ يونيو/حزيران الماضي، لكن ثمة ترجيحات بأنها ستستأنف قريباً.