اغتيال إسماعيل هنية في طهران: كيف سيكون الرد؟

01 اغسطس 2024
من مراسم تشييع جثمان إسماعيل هنية في طهران، 1 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اغتيال إسماعيل هنية:** الاحتلال الإسرائيلي اغتال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في إيران، متجاوزاً "الخطوط الحمراء" ومثيراً غضب المسؤولين الإيرانيين الذين توعدوا بالانتقام.

- **رد إيران ومحور المقاومة:** الخبير مرتضى موسوي يؤكد أن الرد الإيراني سيكون قوياً ويشمل جميع أعضاء محور المقاومة، مع احتمال استهداف المصالح الأميركية إذا تدخلت لصالح إسرائيل.

- **تداعيات الاغتيال على السياسة الإيرانية:** الخبير صلاح الدين خديو يرى أن الاغتيال يستهدف سياسة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، التي تعتمد على "التعامل البنّاء"، مما يهدد مصالح إسرائيل.

اغتيال هنية في طهران استهدف أيضاً الأمن القومي الإيراني

المسؤولون الإيرانيون على رأسهم خامنئي هدّدوا بالانتقام لهنية

اغتيال هنية وفؤاد شكر وغارات الحديدة تعزز إمكانية الرد الجماعي

لم يستهدف الاحتلال الإسرائيلي باغتياله رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في عمق الأراضي الإيرانية فقط رأس الحركة، بما يحمله ذلك من دلالات وأهداف متصلة بالحرب الجارية في غزة، بل إن الهجوم بطبيعته تجاوز جميع "الخطوط الحمراء" في الصراع مع إيران. ويرى مسؤولون إيرانيون أن اغتيال إسماعيل هنية مسّ الأمن القومي للبلاد وسلامة أراضيها، فضلاً عن صورة إيران، لأنّ هنية كان ضيفاً رسمياً على البلد للمشاركة في حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الذي عانق هنية بحفاوة بالغة بعيد تأدية اليمين داخل البرلمان.

ورئيس حماس أول شخصية أجنبية تُغتال على الأراضي الإيرانية، بعد سلسلة عمليات اغتيال طاولت علماء وقادة عسكريين إيرانيين منذ 2010، كانت إسرائيل المتهم الرئيسي فيها. وتوعّد كبار المسؤولين الإيرانيين بالانتقام لاغتيال هنية، في مقدمتهم المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أكد أن "من واجبنا الثأر لضيفنا العزيز"، بالإضافة إلى الرئيس مسعود بزشكيان، الذي توعد بتدفيع الاحتلال ثمن الاغتيال.

طبيعة ردّ إيران على اغتيال إسماعيل هنية

في السياق، يؤكد الخبير العسكري الإيراني مرتضى موسوي، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية لاغتيال هنية "سيكون أكثر قوة من أي وقت"، مضيفاً أن الرد "سيكون مشتركاً من قبل جميع أعضاء محور المقاومة في المنطقة، وبمشاركة إيرانية مباشرة".

ويؤكد موسوي لـ"العربي الجديد" أن "العملية الإيرانية المرتقبة ستكون مختلفة عن عملية الوعد الصادق شدة وتسليحاً ونطاقاً وأهدافاً"، مضيفاً أن الرد "لن يقتصر على فترة زمنية محدودة". وكانت إيران قد شنت في 13 إبريل/ نيسان الماضي هجمات على الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم "الوعد الصادق"، رداً على استهداف تل أبيب المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق في مطلع الشهر نفسه، الذي أدى إلى اغتيال سبعة جنرالات إيرانيين، في مقدمتهم العميد محمد رضا زاهدي.

ويوضح الخبير العسكري الإيراني أن الرد يهدف إلى "إعادة تعريف وتثبيت معادلة الردع"، مضيفاً أن "الرد سيشمل الأهداف والمصالح الأميركية في المنطقة إن لزم الأمر وتدخلت أميركا لصالح العدو الصهيوني".

ويشير موسوي إلى أن "محور المقاومة لا يسعى لحرب، لكن الحرص على عدم وقوع الحرب ليس بأي ثمن"، مضيفاً أن إيران هذه المرة "ستربك بردّها الحسابات الخاطئة لدى الاحتلال وأميركا". وعليه، يخلص الخبير الإيراني، في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى أن إيران ومحور المقاومة "لا خيار أمامهم إلا فتح مسار جديد بسقف أعلى من ذي قبل، حتى لو أدى إلى حرب واسعة".

تهوّر غير مسبوق

إلى ذلك، يقول الخبير الإيراني في العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، هادي برهاني، لـ"العربي الجديد"، إن إيران "مضطرة إلى القيام بردّ قوي مناسب على هذا العدوان والإساءة تعويضاً عن الخسارة التي لحقت بها وبسمعتها". وأضاف أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران "تهور غير مسبوق" على أمن إيران القومي، عازياً الخطوة إلى محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقيام بـ"مغامرات غير مسبوقة" للهرب من أزماته وتصديرها.

ويرى برهاني أن اغتيال إسماعيل هنية يظهر أن عملية "الوعد الصادق" الإيرانية وضعت إسرائيل أمام "وضع غير مسبوق"، لكنها "لم تحمل ما يكفي من الضغط" على دولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً أن "المطلوب اليوم ممارسة ضغط أكبر بكلفة أكثر عبر ردٍّ أكثر تدميراً على إسرائيل".

ويوضح الخبير الإيراني، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "الرد الإيراني سيكون رادعاً إذا خُطط له بناءً على الظروف والاعتبارات الجديدة"، مشيراً إلى أن الظروف الإقليمية توفر إمكانية وفرصة لذلك، حيث إن جميع جبهات المقاومة على إسرائيل مفتوحة من غزة والضفة واليمن، ولبنان والعراق وسورية. ولفت إلى أن الاحتلال "قد ارتكب اعتداءات خطيرة على جميع هذه الجبهات، مثل قصف ميناء الحديدة اليمني، واغتيال الشخص الثاني في حزب الله القيادي فؤاد شكر ومستشار عسكري إيراني في بيروت خلال العملية نفسها".

يضيف برهاني أن الرأي العام العربي والإسلامي والإقليمي أيضاً يدعم الرد الإيراني، متوقعاً "أياماً وأسابيع حساسة وحاسمة في الصراع بين إيران وإسرائيل".

اغتيال إسماعيل هنية "استهداف لسياسات" بزشكيان

في غضون ذلك، يرى الخبير الإيراني صلاح الدين خديو، في حديث مع "العربي الجديد"، أن اغتيال هنية في طهران مع بدء عهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يستهدف أيضاً سياسته الخارجية، وفي صلبها، استراتيجية "التعامل البنّاء" الذي أكد الرئيس الجديد أنها ستشكل ركيزة هذه السياسة.

ويضيف خديو أن إسرائيل ورئيس وزرائها يعتبرون أن هذه الاستراتيجية تشكل تهديداً، و"المطلوب بالنسبة إليهم أن تبقى إيران معزولة وتستمر التوترات في العلاقات الإيرانية الغربية"، مشيراً إلى أن نتنياهو يرى أن سياسة بزشكيان المنفتحة على المنطقة والعالم "تشكل خطراً على إسرائيل، خصوصاً تطبيع علاقاتها في المنطقة".

المساهمون