الأمن السوداني يقمع محتجين في الخرطوم.. وتجاوب واسع مع العصيان المدني ضد الانقلاب العسكري

07 نوفمبر 2021
طريق قطعها مناهضون للانقلاب العسكري في الخرطوم اليوم (Getty)
+ الخط -

استجابت فئات واسعة من الشعب السوداني لدعوات العصيان التي أطلقها عدد من المكونات النقابية والمهنية، ضمن برنامج التصعيد ضد الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وأظهرت جولة "العربي الجديد" في العاصمة الخرطوم انخفاضاً كبيراً في حركة السيارات والمواطنين، فيما أغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها، واختار عدد كبير من موظفي البنوك المشاركة في العصيان المدني بالامتناع عن العمل، كما شارك الأطباء في العصيان من خلال التعامل فقط مع حالات الطوارئ في المستشفيات الحكومية.

إطلاق غاز مسيل للدموع شرقي الخرطوم

إلى ذلك، قال شهود عيان إن قوات الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين أقاموا حواجز خرسانية بشارع أوماك شرقيّ الخرطوم. ولم تصل حتى الآن معلومات عن وقوع إصابات.

إغلاق طرق بالمتاريس

من جهة أخرى، أعلنت لجان المقاومة في عدد من الأحياء أنها ستواصل إغلاق الطرق بالمتاريس يومي الأحد والاثنين، مع تسيير مواكب داخل الأحياء استعداداً لمليونية 13 نوفمبر/تشرين الثاني.

مظاهرات بعدد من أحياء العاصمة الخرطوم - تصوير: محمود حجاج (الأناضول)
تواصل الفعاليات الرافضة للانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح البرهان (الأناضول)

وفي مناطق الشجرة وجبرة والكلاكلة جنوبيّ الخرطوم، يتواصل إغلاق الشوارع استجابة لدعوات التتريس التي أطلقها بالتزامن مع إعلان العصيان عدد من المكونات المهنية والنقابية، ويتوقع أن تتواصل الاستجابة خلال الساعات المقبلة.

إضراب في مدارس الخرطوم

وعلى الرغم من قرار سلطات الانقلاب استئناف الدراسة في ولاية الخرطوم، فإن عدداً كبيراً من الأسر فضّلت عدم إرسال أبنائها إلى المدارس، فيما أعادت بعض المدارس التلاميذ إلى منازلهم.

كذلك، نظمت لجنة المعلمين وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم ضد قرار سلطات الانقلاب إقالة مسؤولين في قطاع التعليم بالولاية، وتعيين منسوبي نظام الرئيس المعزول عمر البشير مكانهم.

اعتقال 200 معلم

وذكرت اللجنة، في بيان لها، أن القوات الأمنية هاجمت الوقفة السلمية اليوم الأحد، واعتقلت عددا من المعلمين واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وحمّلت اللجنة المجلس العسكري مسؤولية سلامة المعلمين والمعلمات، ونادت بإطلاق سراحهم فوراً، وتعهدت باستمرار مقاومة الانقلاب والعمل مع قوى الثورة لهزيمته.

وفي السياق أيضاً، أوقفت إدارة جامعة البحر الأحمر، الدراسة في الجامعة إلى أجل غير مسمى "نتيجة للأوضاع التي تعيشها البلاد، وحفاظاً على سلامة الطلاب وتضامناً مع عمداء الكليات والطلاب المعتقلين بواسطة سلطات الانقلاب العسكري".

استمرار الاحتجاجات على الانقلاب في السودان (فرانس برس)
انقلابيو السودان يواصلون قمع الفعاليات الاحتجاجية (فرانس برس)

من جهة أخرى، قال محامون في الخرطوم إن عدد المعلمين الذين تم اعتقالهم الأحد، أثناء الوقفة الاحتجاجية، وصل إلى 200 معلم، وإن فرقا قانونية تتولى حالياً متابعة الإجراءات القانونية للإفراج عنهم.

وفي مدينة ود مدني، ثاني أكبر المدن بعد الخرطوم، خرج مئات السودانيين اليوم الأحد، في موكب طاف المدينة، رفضاً للانقلاب العسكري، ودعماً للتحول المدني الديمقراطي، وهتف المشاركون في الموكب ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان، ورددوا أناشيد الثورة "حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب"، و"ثوار أحرار حنكمل المشوار".

الانقلابيون يجمعون أنصارهم

في المقابل، يستجمع الانقلابيون العشرات من أنصارهم، ويجرى توزيعهم بالقرب من مقار القنوات التلفزيونية، في محاولة لإظهار سندهم الشعبي. 

وتجمع ظهر الأحد عشرات الأشخاص بالقرب من أبراج النيلين، وسط الخرطوم، ورددوا هتافات داعمة للانقلاب العسكري. ووصل المشاركون في التجمع في سيارات تتبع للانقلابيين.

المساهمون