انطلقت، أمس السبت، في تونس، أشغال المؤتمر الثالث عشر للاتحاد العام للصحافيين العرب، وذلك للمرة الأولى، منذ خمسين سنة في بلد مغاربي. يتواصل المؤتمر على مدى يومين بمشاركة وفود تمثل نقابات الصحافيين العرب، وعدد من الضيوف الأجانب.
وفي كلمة له في افتتاح المؤتمر، قال نقيب الصحافيين، ناجي البغوري، إن "انعقاد الموتمر الـ13 للاتحاد العام للصحافيين العرب، جاء في ظرف تواجه فيه حرية الصحافة وحرية التعبير مخاطر وتهديدات من كلّ صوب وحدب".
وأضاف أن "عشرات الصحافيين العرب، يدفعون سنوياً حياتهم ثمناً للحروب والإرهاب الذي يضرب أكثر من بلد عربي"ـ مؤكداً أن "بلداناً مثل ليبيا وسورية واليمن والعراق والصومال، أصبحت من أكثر البلدان خطراً في العالم على ممارسة العمل الصحافي". كما أنّه في بلدان أخرى، قاصداً مصر، "يواجه الصحافيين قمعُ أنظمة لا تؤمن بحرية العمل الصحافي فتقتحم مقرات النقابات وتسجن الصحافيين ويقع تجويعهم".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، دعا البغوري، الحكومة التونسية، للتجاوب مع مشروعي القانونين الأساسيين المتعلقين بحرية الصحافة والطباعة والنشر، والاتصال السمعي البصري، والتعامل مع أزمة الصحافة الورقية وإنقاذها من الاندثار. وكذلك النظر بالأوضاع الاجتماعية للصحافيين التي يمكن أن تعرقل هشاشتها أيّ محولات لبناء صحافة حرة ومستقلة وتعددية.
اقــرأ أيضاً
وخلال كلمته، قال رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، إن "انعقاد المؤتمر على أرض تونس، يعتبر مرحلة مفصلية من تاريخها ترتكز فيها الجهود على ترسيخ دعائم النظام الجمهوري الديمقراطي التشاركي، من خلال إقرار التشريعات وسن القوانين المستجيبة للاستحقاقات المطروحة في إطار دولة مدنية يسوسها القانون".
وأضاف أن من "أبرز الاستحقاقات المطروحة تدعيم مقومات حرية الفكر والرأي والتعبير والإعلام التي تعتبر مكسباً أساسياً من مكاسب الثورة"، مؤكداً أن "الحكومة حريصة من ناحيتها على صيانة هذا المكسب وتثبيته وتكريسه في النص وفي الممارسة". ومن جهة أخرى، رأى الصيد أن مسؤولية الإعلام الوطني في هذه الفترة بالذات، جسيمة وتاريخية للإسهام في تعزيز المنظومة الديمقراطية، وتدعيم أركان دولة القانون والمؤسسات "والتصدي للمحاولات المعلنة والخفية لإفشال تجربة متميزة في محيط مضطرب ووضع إقليمي مهتز".
ورأى أن "تونس اليوم تواجه تحديات جسيمة ومخاطر جمّة، في مقدمتها مخاطر الإرهاب الذي يستهدف وجود الدولة وكيانها"، مؤكداً أنهم يعولون على كافة القوى الحية والإعلام الوطني، للانخراط في المجهود المتواصل من أجل القضاء على آفة الإرهاب". وأشار إلى أنه "لا حياد مع قضية الإرهاب، التي لا تعتبر وجهة نظر بل هي آفة تهدد الحرية الديمقراطية، ولا مجال للتراخي عن مجابهتها".
وأكد رئيس الحكومة التونسي، استعداد الحكومة التونسية، لمعاضدة كل المبادرات والجهود لتطوير العمل العربي المشترك في مجال الإعلام وما يتصل به من تكوين وتدريب وتبادل للأخبار وتنظيم للندوات والملتقيات.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال أمين مساعد للاتحاد العام للصحافيين العرب، وعضو مجلس إدارة جمعية الصحافيين العمانيين، سالم الجهوري، إن "المؤتمر هو إحدى المحطات في تاريخ الاتحاد". ورأى أن انعقاد هذه الدورة، من المؤتمر في تونس خطوة مهمة لإيجاد مشاركة أكبر للصحافيين العرب، عوض انعقاده في دولة المقر أي مصر".
وأضاف، أن أمام هذا الهيكل، مهمة انتخاب أمين عام الاتحاد العام للصحافيين العرب، وإجراء بعض التعديلات في اللوائح الخاصة، التي تنظم العمل الصحافي العربي، وذلك باختيار كفاءات جديدة للنهوض بالعمل الصحافي.
وأفاد الجهوري، أن المؤتمر خلال هذه الدورة يعتبر استثنائياً، إذ يفترض أن يكون في بداية العام المقبل، إلا أن ظروفاً طرأت، منذ اجتماع السودان الأخير، عجلت في انعقاده الاستثنائي حتى لا يتعطل العمل في الاتحاد خلال المرحلة المقبلـة. نظراً لبعض البطء في تطوير عمل الاتحاد.
ورأى الجهوري، أن "المطلوب من الاتحاد اليوم، تغيير جلده تماماً من حيث العمل على إنجاز العديد من الأهداف في الفترة المقبلة". وأوضح أن "الاتحاد جزء من المنظومة العربية، وبالتالي نحتاج إلى إيجاد نقلة نوعية ملموسة، على صعيد رصد الحريات الصحافية، وكذلك إعداد برامج تدريب خاصة".
وأكد عضو مجلس نقابة الصحافيين العراقيين، حسن العبودي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، وجود مسؤولية كبيرة على القيادة الجديدة للاتحاد العام للصحافيين العرب، أمام تحديات كبيرة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، التي أثرت على الصحافة وعلى الإعلام العربي، من خلال مضايقة الإعلام الحر والمهني، خصوصاً في مناطق النزاع كالعراق وسورية واليمن وليبيا، حسب تعبيره.
وأضاف أنه "يوجد خطورة على الصحافيين، في نقلهم للمعلومة من قبل الجهات التي تحاول استهداف الصحافيين، لمنعه من نقل الحقيقة بكل الوسائل كالتضييق والاختطاف والقتل". وشدد على ضرورة أن "يحقق الاتحاد نقلة نوعية في إيجاد آليات حماية الصحافيين".
ومن جهته، رأى أمين عام نقابة الصحافيين المصريين، جمال عبدالرحيم، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن الاتحاد العام للصحافيين العرب، هو عبارة عن حبر على ورق، لا يقدم شيئاً للقطاع فهو يكتفي بإصدار بيانات لا تقدم ولا تؤخر. واعتبر أن "الاتحاد لا يسعى ولا يريد تغيير الوجوه ولا يريد التطوير".
وقال إن "اتحاد العرب، لا علاقة له بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون المصريون أو في البلدان العربية فهو يقتصر على إصدار البيانات". وتوقع أنه لن يتغير شيئاً في الاتحاد العام للصحافيين العرب، باعتبار أن نفس الأشخاص أعادوا ترشيح أنفسهم لقيادة الاتحاد في الفترة المقبلة.
وقال إن "اتحاد العرب، لا علاقة له بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون المصريون أو في البلدان العربية فهو يقتصر على إصدار البيانات". وتوقع أنه لن يتغير شيئاً في الاتحاد العام للصحافيين العرب، باعتبار أن نفس الأشخاص أعادوا ترشيح أنفسهم لقيادة الاتحاد في الفترة المقبلة.