قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، في حسابه على "تويتر"، إنه تناول العشاء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، لبحث الأزمة في لبنان والصعوبات التي تواجه عملية تشكيل حكومة جديدة في بلاده.
وكتب الحريري عبر حسابه على "تويتر": "بحث الرئيسان الحريري وماكرون في الصعوبات اللبنانية الداخلية التي تعترض تشكيل الحكومة وفي السبل الممكنة لتذليلها".
وأضاف أن اللقاء "تناول جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إعمار ما تدمر في بيروت جراء انفجار المرفأ في آب الماضي"، مشيراً كذلك إلى أن اللقاء الذي دام ساعتين تناول "آخر التطورات الإقليمية ومساعي الرئيس الحريري لترميم علاقات لبنان العربية وحشد الدعم له" إزاء "الأزمات التي يواجهها".
وتم تكليف الحريري بتشكيل حكومة لبنانية جديدة في 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن لم يحرز بعد تقدما في هذا الإطار، بينما ينهار البلد اقتصادياً واجتماعياً وأخيراً صحياً.
ويدير لبنان مجلس وزراء محصورة مهامه بتصريف الأعمال منذ استقالة الحكومة برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس/ آب الماضي، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية.
ولم تفضِ المبادرات الداخلية والخارجية حتى اليوم إلى كسر الجمود الحكومي في لبنان، وإعادة إحياء خطوط التواصل المقطوعة منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري.
والأحد الماضي، برزت دعوة لافتة من البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى "طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، يثبّت لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان ونظام الحياد وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني تمنع التعدّي عليه والمسّ بشرعيّته، وتضع حدّاً لتعددية السلاح، وتعالج حالة غياب سلطة دستورية واضحة تحسم النزاعات وتسدّ الثغرات الدستورية والإجرائية، تأميناً لاستقرار النظام، وتلافياً لتعطيل آلة الحكم أشهراً وأشهراً عند كلّ استحقاق لانتخاب رئيس للجمهورية ولتشكيل الحكومة".
وتعدّ مبادرة الراعي اليوم الثانية له خلال أشهر قليلة، إذ كان أعلن في منتصف أغسطس/آب الماضي "مذكرة لبنان والحياد الناشط"، التي ترتكز على عدم دخول البلاد قطعياً في أحلافٍ ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمياً ودولياً، وامتناع أي دولة إقليمية أو دولية عن التدخل في شؤونه أو الهيمنة عليه أو اجتياحه أو احتلاله أو استخدام أراضيه لأغراضٍ عسكرية.