رد رفيق شلالا مستشار الرئيس اللبناني ميشال عون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على تصريحات لوزير الطاقة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوفال شطاينتس، تطرق خلالها إلى المفاوضات الجارية بخصوص ترسيم الحدود البحرية في المتوسط. وأوضح شلالا أن عون "يتمسك بردّه الأخير على مزاعم وزير الطاقة في حكومة العدو بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية، وحتماً لن يلتقيه، فهذا الموضوع خارج إطار التفكير أو البحث". في المقابل، أوضح شلالا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الجولة الخامسة من المفاوضات التقنية غير المباشرة مع الوفد الإسرائيلي في الناقورة، جنوبي لبنان، لا تزال في موعدها بتاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكان شطاينتس قد نشر، صباح اليوم الاثنين، سلسلة تغريدات نشرها باللغة العربية، زاعماً أن الرئيس اللبناني غير مطلع على كافة الحقائق قائلا: "يسرّني أن أبلغكم بأنني أستمتع بالحوار الذي يجرى بيننا في الأيام الأخيرة على تويتر حول المفاوضات على الحدود البحرية"، قبل أن يضيف: "ولكن للأسف الشديد، يبدو أنكم لا تعرفون كل الحقائق حول هذا الأمر، وذلك بسبب قيام الطرف اللبناني بتبديل مواقفه حول الحدود البحرية مرات عديدة خلال الـ15 عاما الأخيرة".
يسرّني بأن أبلغكم بأنني أستمتع من الحوار الذي يجري بيننا في الأيام الأخيرة على تويتر حول المفاوضات على الحدود البحرية.
— Yuval Steinitz יובל שטייניץ (@steinitz_yuval) November 23, 2020
واستطرد وزير الطاقة في حكومة الاحتلال قائلا: " إنني على قناعة بأنه لو استطعنا الالتقاء وجها لوجه في إحدى الدول الأوروبية من أجل إجراء مفاوضات علنية أو سرية، لكانت لدينا فرصة جيدة لحل الخلاف حول الحدود البحرية مرة واحدة وللأبد، وبذلك سنستطيع أن نساهم في تعزيز مستقبل الشعبين الاقتصادي ورفاهيتهما".
إنني على قناعة بأنه لو استطعنا الالتقاء وجها إلى وجه في إحدى الدول الأوروبية من أجل اجراء مفاوضات علنية أو سرية, لكانت لنا فرصة جيدة لحل الخلاف حول الحدود البحرية مرة واحدة وللأبد,
— Yuval Steinitz יובל שטייניץ (@steinitz_yuval) November 23, 2020
وبذلك سنستطيع أن نساهم في تعزيز مستقبل الشعبين الاقتصادي ورفاهيتهما. ي.ش. @General_Aoun
وتأتي تغريدات شطاينتس استكمالاً لاتهامات أطلقها الجمعة، زعم فيها أن لبنان قام بتغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود البحرية، محذراً من احتمال أن تصل محادثات الترسيم إلى "طريق مسدود" وتتسبب في عرقلة مشاريع التنقيب عن المحروقات في عرض البحر.
وكتب شطاينتس في تغريدة على "تويتر": "لبنان غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع إسرائيل سبع مرات"، مضيفاً أنّ "موقفه الحالي لا يتعارض مع مواقفه السابقة فحسب، بل يتعارض أيضاً مع موقف لبنان بشأن الحدود البحرية مع سورية التي تأخذ في الاعتبار الجزر اللبنانية القريبة من الحدود".
وتابع "من يريد الازدهار في منطقتنا ويسعى إلى تنمية الموارد الطبيعية بأمان عليه أن يلتزم مبدأ الاستقرار وتسوية الخلاف على أساس ما أودعته إسرائيل ولبنان لدى الأمم المتحدة"، مهدداً بأنّ "أي انحراف عن ذلك سيؤدي إلى طريق مسدود وخيانة لتطلعات شعوب المنطقة".
ويومها رد مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية قائلاً إن "كلام وزير الطاقة الإسرائيلي عن أن لبنان بدّل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية 7 مرات لا أساس له من الصحة، وموقف لبنان ثابت من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية وفقاً لتوجيهات الرئيس عون للوفد اللبناني المفاوض، لا سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي".
مكتب الاعلام في الرئاسة: كلام وزير الطاقة الإسرائيلي عن ان لبنان "بدّل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية ٧ مرات" لا أساس له من الصحة وموقف لبنان ثابت من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية وفقاً لتوجيهات الرئيس عون للوفد اللبناني المفاوض سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) November 20, 2020
وكان عون قد أبلغ قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال استيفانو دل كول بأن ترسيم الحدود البحرية يتم على أساس الخط الذي ينطلق برّاً من نقطة رأس الناقورة، استناداً إلى المبدأ العام المعروف بالخط الوسطي، من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة.
وأعرب عون عن أمله في أن تثمر المفاوضات الجارية فيسترجع لبنان جميع حقوقه بالاستناد إلى القوانين الدولية، مؤكداً في المقابل ضرورة تصحيح "الخط الأزرق" ليصبح مطابقاً للحدود البرية المعترف بها دولياً.
واحتدم النقاش في الجلستين الأخيرتين للمفاوضات بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي، حيث بدأت معركة الخطوط التي عمّقت الخلافات، ووضعت مصير المفاوضات في دائرة المجهول، وسط حديث يُثار عن أن لبنان يحاول الاستفادة من عامل خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وانتقال الإدارة الأميركية إلى جو بايدن الأقلّ تشدداً من سلفه.