أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، أن العام المقبل 2022 سيكون سنة الاحتفاء بستينية الاستقلال (يوليو 1962)، كاشفاً عن استعدادات مبكرة لجعل المناسبة عامرة بالاحتفالات، يرجح أن يكون من بينها تنظيم أكبر استعراض عسكري في تاريخ الجزائر.
وقال الرئيس تبون، في رسالة وجهها إلى الشعب بمناسبة تظاهرات 11 ديسمبر 1960: "نستعد للاحتفاء بالذكرى الستين لعيد الاستقلال، وينبغي علينا الإعداد لهذه المناسبة الخالدة التي سنجعل منها سنة احتفاء بستينية استعادة السيادة الوطنية، وعليه أدعو كل القطاعات والمؤسسات والهيئات والمجتمع المدني، إلى وضع برامج في مستوى هذا الحدث، وفاءً لذاكرتنا، وعرفاناً لتضحيات قوافل الشهداء، واغتنام هذه المناسبة من أجل التأكيد على رفع الوعي بالتاريخ لدى الأجيال الجديدة".
ويفهم من تصريحات الرئيس الجزائري أن السلطات ترغب في تنظيم احتفاليات غير مسبوقة العام المقبل بهذه المناسبة، تشمل كافة القطاعات، خصوصاً وأن الجزائر، ستشهد منتصف شهر يونيو/حزيران المقبل، احتضان ألعاب البحر المتوسط. وتشير بعض المعطيات إلى أن استعراضاً عسكرياً كان مقرراً تنظيمه في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، لكن تم إلغاؤه، وتقرر التحضير له بشكل جيد، على أن يتم تنظيمه في الخامس من يوليو/تموز من العام المقبل 2022، بمناسبة الاحتفال بستينية الاستقلال، وبحضور ضيوف شرف أجانب.
واعتبر الرئيس تبون أن تظاهرات الشعب الجزائري في 11 ديسمبر/كانون الأول 1960، تلبية لنداء جبهة "التحرير الوطني"، كانت مؤشراً لحتمية نهاية الاستعمار، ولأن الشعب الجزائري قد بلغ في مسيرته المظفرة نحو الحرية والاستقلال نقطة اللارجوع، وكان من نتائجها على الصعيد الدبلوماسي والإعلامي، تعزيز مواقف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، مؤكداً أن هذه الوقائع التاريخية، تُعدّ بمثابة "أمانة ثقيلة تتطلب رص الصفوف، والتوجّه جميعاً نحو المستقبل، لنجعل من تلاحم بنات الجزائر وأبنائها مع الجيش، قوة موحدة قادرة على كسب الرهانات".
وتعيد مثل هذه المناسبات التاريخية النقاش حول العلاقات مع باريس، ومطالب الجزائر باسترجاع الأرشيف، وخرائط التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، وجماجم ما تبقى من المقاومين الجزائريين المحفوظة في متحف في باريس وغيرها، وهي مطالب تتعامل معها باريس ببطء.
وعشية ذكرى تظاهرات ديسمبر 1960، كانت أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو أمس الجمعة، عن قرار برفع السرية عن جزء من الأرشيف الفرنسي المتعلق بثورة التحرير الجزائرية، يخصّ وثائق وتحقيقات الشرطة والدرك الفرنسيين خلال فترة الثورة (1954-1962).