قال العاهل الأردني عبد الله الثاني إن بلاده تدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط مشابه لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرًا إلى أن ذلك "يمكن أن يتم مع الدول التي لها التفكير ذاته".
وأضاف، في مقابلة أجرتها الإعلامية هادلي غامبل لقناة "سي إن بي سي" ستذاع كاملة بداية شهر يوليو/تموز، ونشرت مقتطفات منها، أن الأردن يعمل بشكل نشط مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" ويعتبر نفسه شريكا للحلف.
ولفت إلى أن "رؤية مثل هذا التحالف العسكري يجب أن تكون واضحة جدا، ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد، وإلا سيكون مربكا للجميع".
كما تحدث عن "جهود التعاون الإقليمي للتصدي للتحديات الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية، والعمل لتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة، إضافة إلى دور الولايات المتحدة في الإقليم، وضرورة تكثيف مساعي تحقيق السلام كمتطلب أساسي لتعزيز التعاون الإقليمي".
وقال إن الصراع الروسي الأوكراني بعيد بعض الشيء عن الأردن، إلا أن استمراره يطيل الفترة المطلوبة للتعافي، مضيفا أنه "كلما امتد هذا الصراع، زاد عدم الاستقرار الذي سنواجهه بسبب تحديات متعلقة بالسلع".
وأضاف أن "الأثر الإيجابي لهذه التحديات التي نواجهها هو التحاور بعضنا مع بعض؛ لإيجاد الحلول كما تفعل مختلف الدول الآن".
وحول لقاءات قادة المنطقة الأخيرة وأهميتها، قال ملك الأردن في هذا السياق: "نعقد هذه اللقاءات لبحث كيفية مساعدة بعضنا بعضاً، وهذا قد يكون توجها مختلفا عن المرات السابقة بالنسبة لدول المنطقة، وهو ما نحتاجه لخدمة شعوبنا".
وشدد على أن هذا التحاور يأتي لبحث "كيفية التعاون لمساعدة بعضنا بعضا"، قائلا: "أصبح واضحا أنه يتعين علينا النظر في كيفية تحقيق النتائج الإيجابية للجميع، وألا يكون أي طرف في وضع سيئ، وإلا فإن الآثار السلبية ستنعكس على كل الأطراف.
وأشار إلى أن المشاريع الإقليمية توفر الفرص للجميع "لكن إذا كانت إحدى الدول تواجه التحديات، فإن ذلك سيعطّل هذه المشاريع؛ لذا آمل أن ما سنراه في عام 2022، هو هذا التوجه الجديد في المنطقة نحو التواصل والعمل بعضنا مع بعض بشكل أكبر".
وتابع "على الرغم من أن بلدا ما قد يمتلك الكثير من النفط، إلا أنه قد لا يمتلك كميات كافية من القمح والسلع الأساسية الأخرى"، متسائلا "إذن، كيف يمكننا التشارك مع بعضنا؟".
وعن الوجود الروسي في سورية، قال ملك الأردن إن "الأردن ينظر إلى الوجود الروسي في سورية كعنصر إيجابي، حيث كان مصدر استقرار، إلا أنه منذ بدء الصراع في أوكرانيا، قل حجم الوجود الروسي في سورية".
وأضاف "نتيجة لذلك، واجهنا المزيد من المشاكل مع المليشيات الشيعية على حدودنا مثل تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، وعاد تنظيم (داعش) الإرهابي للظهور مرة أخرى"، متسائلا "أين ستكون روسيا في سورية؟".
كما تناول في المقابة رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة خلال العقد القادم، الهادفة لتوفير مليون فرصة عمل ، وتلازم مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.