العراق: الخنادق والطائرات المسيرة لا توقف الهجمات على أبراج الكهرباء

27 اغسطس 2021
هجمات متكررة تستهدف أبراج نقل الطاقة الكهربائية (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال مناطق شمالي وشرقي العراق تشهد هجمات متكررة تستهدف أبراج نقل الطاقة الكهربائية، على الرغم من الإجراءات المشددة للقوات العراقية لحماية المنظومة الكهربائية، والتي تضمنت نشر طائرات مسيرة وحفر خنادق لمنع الوصول إلى الأبراج وتفجيرها. 
وتعد محافظة كركوك، شمالي البلاد، واحدة من أكثر المحافظات التي تعرضت إلى هجمات تخريبية استهدفت العشرات من أبراج الكهرباء، ما دفع القوات الأمنية إلى حفر خنادق تهدف لمنع الوصول إليها من قبل جماعات التفجير. 
إلا أن مسؤول الإعلام في شبكة كهرباء كركوك علي كرم رأى أن هذه الطريقة غير كافية للحماية، مشيراً في تصريح صحافي، اليوم الجمعة، إلى أن المحافظة شهدت تفجير 40 برجاً لنقل الكهرباء خلال الفترة الماضية، ما تسبب بزيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن مدن ومناطق المحافظة. 

وتابع: "القوات الأمنية بدأت بحفر الخنادق حول أبراج نقل الطاقة لمنع وصول العناصر التخريبية إليها"، معتبراً أن هذه الطريقة غير كافية، لأن الجماعات التي تقوم بتفجير الأبراج لا تستقل السيارات أثناء تنفيذ عملياتها، بل يأتون بواسطة الدراجات النارية، ويقومون بزرع العبوات تحت هذه الأبراج ويفجرونها، على حد قوله. 
ولفت إلى أن "هذه الخنادق قد تمنع فرق الصيانة من الوصول إلى هذه الأبراج وتصليحها بالوقت المناسب، لذلك فإن هذه الطريقة ليست كافية ولن تنجح". 
وفي سياق متصل، قال عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى (شرقاً) عبد الخالق العزاوي إن الهجمات على أبراج الكهرباء في المحافظة انخفضت، لكنها لم تنته.
ولفت، في حديث لوسائل إعلام محلية، إلى أن ديالى تعد من المحافظات ذات المعدلات العالية في استهداف الأبراج، لكنها ليست الأولى، خصوصاً أن عمليات الاستهداف للمنظومة الكهربائية في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى (شمالاً) ارتفعت بشكل ملحوظ منذ يوليو/تموز الماضي. 
وبين العزاوي، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، أن "خمسة خطوط استهدفت بشكل متكرر في ديالى، أبرزها ميرساد الناقل للكهرباء المستوردة من إيران".

وبحسب العزاوي، فإن الاستنفار الأمني وتشكيل غرفة عمليات عليا لإدارة الملف أسهما في إحباط ست هجمات وقتل اثنين من المسلحين أثناء محاولتهما استهداف الأبراج. 
وأوضح أن "من يقف وراء عمليات استهداف خطوط الكهرباء جهات متعددة بينها (داعش) وفاسدون، وأخرى تحمل أجندة تخريبية"، مشيراً إلى أن "لجان التحقيق مستمرة في تعقب هؤلاء لكشف من يقف وراءهم". 
وأشار ضابط في قيادة شرطة ديالى، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود تنسيق مع شرطة الطاقة وبقية الصنوف الأمنية في المحافظة لحماية أبراج الكهرباء، معتبراً أن "استمرار الهجمات يعود لانتشار أبراج الكهرباء على مساحات واسعة، بعضها في مناطق غير مأهولة بالسكان، وهو أمر تستغله العناصر التخريبية لتنفيذ الهجمات". 
في الصدد، أكد المتحدث باسم محور "الحشد الشعبي" في ديالى صادق الحسيني تشكيل غرفة عمليات مصغرة خاصة بالطائرات المسيرة، هدفها إجراء طلعات استكشافية لخطوط مرور أبراج الكهرباء الاستراتيجية، وعددها تسعة في ديالى، لتأمينها وضمان عدم استهدافها، مشيراً إلى أن "زج المسيرات في مواجهة حرب الكهرباء قرار صائب له إيجابيات كبيرة وأسهم في حماية أبراج تمر في مناطق وعرة ومعقدة، سواء في حمرين أو شمال المقدادية أو حتى ريف خان بني سعد".

المساهمون