شيع الفلسطينيون، اليوم الثلاثاء، جثماني الشهيدين عبيدة أكرم جوابرة في الخليل جنوبي الضفة الغربية، ومحمد إسحاق حميدة في بلدة بيت عنان شمال غرب القدس وسط الضفة الغربية، اللذين استشهدا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي نصرة للقدس وقطاع غزة، ورفضًا للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
ووثّق "العربي الجديد" مشاهد مؤثرة من داخل مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله وسط الضفة، خلال وداع الشهيد محمد إسحاق حميد (25 عاماً)، والذي أصيب بالرصاص الحي في الصدر عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، حيث وصل بحالة حرجة للغاية إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، إلى أن أعلن استشهاده.
وكان حميد أصيب بإصابة حرجة بالصدر خلال المواجهات التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بعد وصول مسيرة بالآلاف إلى حاجز بيت إيل العسكري، المقام على مدخل البيرة الشمالي، من مدينة رام الله، استمراراً لفعاليات الإضراب الشامل الذي عم فلسطين التاريخية إسنادًا لقطاع غزة والقدس، ورفضًا للعدوان بحق الفلسطينيين.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد": "إن إصابة حميد جاءت نتيجة إطلاق نار عشوائي متعمد من جيش الاحتلال باتجاه كل من كان في المكان من متظاهرين، ما أدى إلى عدد كبير من الإصابات بالرصاص الحي الذي استخدم بكثافة، وكان جنديان أصيبا بالرصاص خلال اشتباك مسلح، بعد إطلاق النار تجاه مكان تمركزهما عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة".
وأعلنت وزارة الصحة وصول 64 مصابا إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، بينهم 6 حالات وصفت بالخطيرة، معظمهم من مواجهات حاجز بيت إيل.
وانطلق موكب تشييع الشهيد حميد من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، بعد وداع مؤثر من أصدقائه وذويه داخل المستشفى، باتجاه بلدته بيت عنان شمال غرب القدس المحتلة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ثم انتقل المشيعون بالموكب إلى مسجد بيت عنان، وأدوا الصلاة على روحه الطاهرة، ثم توجهوا به وهم يهتفون بحياة الشهيد وافتداء المسجد الأقصى، ليوارى بعد ذلك جثمانه الثرى في مقبرة البلدة.
وقال عمه أيمن في تلك اللحظات: "إنه شاب من خيرة شباب الشبيبة الطلابية التابعة لحركة "فتح". ذهب للدفاع عن القدس ورجع شهيدا من شهداء القدس والأقصى".
فيما قال قريبه فكري حميد لـ"العربي الجديد": "إنه شهيد الكرامة والعزة، لبى نداء إخوته الشهداء الذين سبقوه، برسالة للاحتلال أننا باقون لو سقط منا مئات الشهداء، وهو يعمل في مدينة رام الله، لكن الحالة الموجودة في فلسطين استدعته للتوجه إلى الفعاليات ومواجهة الاحتلال لإيصال رسالته".
ويأتي تشييع جثمان الشهيد حميد بعد ساعات من تشييع الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد الفتى عبيدة الجوابرة (17 عاما) الذي استشهد مساء أمس الاثنين خلال مواجهات شهدها مخيم العروب شمال الخليل.
وانطلق موكب تشييع الشهيد جوابرة من أمام مستشفى الأهلي في مدينة الخليل، ثم ألقت عائلته نظرة الوداع عليه أمام منزلها، ثم الصلاة عليه في مسجد عمر بن الخطاب في المخيم، وصولاً إلى مقبرة المخيم القريبة من المسجد، ومن ثم ووري جثمانه الثرى فيها.
إلى ذلك، كان الشاب إسلام غياض زاهدة (32 عاماً) قد استشهد، صباح اليوم، على أحد الحواجز العسكرية للاحتلال في البلدة القديمة من الخليل، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي عليه بزعم محاولته تنفيذ عملية إطلاق نار، وفجرت قوات الاحتلال مركبته، ثم فتشت منزله بمدينة الخليل، وأجرت تحقيقات ميدانية، ثم بعد ذلك اعتقلت والد الشهيد إسلام زاهدة وشقيقه.