طالبت تنظيمات مجتمع مدني ونخب عربية مشاركة في مؤتمر "تواصل الأجيال - لدعم العمل العربي المشترك" في وهران، غربي الجزائر، القادة العرب المقرر اجتماع قمتهم مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، في الجزائر، بإعادة وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات العمل العربي المشترك، وإحياء مبادرة السلام العربية التي تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
ورفع مؤتمر قوى المجتمع المدني والنخب العربية توصيات إلى مؤتمر القمة تشدد على ضرورة "مواصلة الالتفاف حول قضية العرب المركزية، من خلال موقف موحد وقوي عبر إحياء مبادرة السلام العربية، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، و"تفعيل دور فعاليات المجتمع المدني من جمعيات وأكاديميين وخبراء وإعلاميين ومبدعين، وتنسيق مبادراتهم وجهودهم للحفاظ على رمزية وأولوية القضية الفلسطينية".
يشمل ذلك دعماً "متعدد الأوجه سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، بما فيها مسألتا اللاجئين والأسرى الفلسطينيين، وحماية مدينة القدس المحتلة من السياسات الإسرائيلية الممنهجة والاستيطانية الرامية إلى تغيير وضعها التاريخي والقانوني والديمغرافي".
وأكدت التوصيات المتضمنة في البيان الختامي، الذي سيصدَّق عليه اليوم، "دعوة جامعة الدول العربية إلى وضع آليات للتعاون والتفاعل مع المجتمع المدني، وإشراك ممثليه في رسم السياسات العربية، ووضع سياسات اندماجية عربية في مجال الأمن الطاقوي والغذائي والمائي والبيئي"، إضافة إلى وضع "رؤية مشتركة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، ولا سيما التكنولوجية، في ظل تداعيات حالة الاستقطاب الدولي وانعكاساته على العالم العربي".
وعقد المنتدى العربي لتواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك على مدار أربعة أيام في وهران غربي الجزائر، شارك فيه 150 بين مسؤولين سامين وناشطين من المجتمع المدني ونقابات ونخب سياسية وفكرية وإعلاميين، من مجموع الدول العربية.
وجّه المشاركون في المؤتمر، بحسب البيان الختامي، نداءً إلى القادة العرب المشاركين في القمة العربية المقبلة في الجزائر لـ"اغتنام فرصة انعقاد القمة، لرصّ الصف العربي وإحياء قيم التضامن والتلاحم التي مكنت أمتنا في الماضي من مواجهة أعتى القوى الاستعمارية، وهي التي ستمكننا في المستقبل من الدفاع عن مصالحها وقضايا، وتجديد الالتفاف حول القضية المركزية، فلسطين، وتفعيل ودور الجماعة العربية في حل الأزمات التي تمرّ بها بعض الدول العربية".
وحثّت قوى المجتمع المدني العربي المجتمعة في الجزائر القادة العرب على العمل على "إزالة العوائق الاقتصادية، وتسهيل التبادلات التجارية بين الدول العربية، ومنع فرض العقوبات والحصارات الاقتصادية، فيما بين الدول العربية"، والسعي إلى "تكثيف جهود مواكبة التعليم، والحفاظ على الهوية والذاكرة العربية، وتعزيز العمل العربي المشترك في مجال نبذ التطرف وخطاب الكراهية، وترسيخ قيم الحوار".
كذلك تقرر إطلاق مسار لتأسيس المنتدى العربي للمجتمع المدني، يكون منصة لحوار القوى المدنية في العالم العربي.
وقال رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني (هيئة دستورية)، عبد الرحمن حمزاوي، في مداخلته خلال المؤتمر، إن "هذا المنتدى يعتبر فرصة لبلورة أفكار وتصورات، وسانحة لرفع توصيات تؤسس لانطلاقة هامة في مسيرة تمكين فعاليات المجتمع المدني العربي للمساهمة في الشؤون العربية الهامة، ورفع توصيات إلى القمة العربية المقبلة، تخص استحداث أطر مؤسساتية تتيح لمجتمع المدني لعب دوره كشريك دائم في تسيير الأزمات ومواجهة التحديات جنباً إلى جنب مع السلطات الرسمية".