تجري إسرائيل اليوم الثلاثاء انتخابات للمجلس التشريعي "الكنيست" المكوّن من 120 نائباً، وينتخب المواطنون في انتخابات نسبية الأحزاب التي تمثلهم في الكنيست، فيما لا يجري التصويت على هوية رئيس الحكومة بشكل مباشر.
وبعد انتخاب الأحزاب الممثلة في الكنيست، وتحديد عدد نواب كل منها وفقاً للأصوات الصالحة التي حصلت عليها، يكلف رئيس الدولة، عضو الكنيست، أو رئيس الحزب الذي يحصل على تأييد 61 عضواً من أعضاء الكنيست، بمهمة تشكيل حكومة ائتلاف يتمتع بتأييد 61 صوتاً على الأقل.
ويمنح الرئيس الإسرائيلي، رئيس الحزب أو الشخص المكلف بتشكيل الحكومة، مهلة أولى من 28 يوماً لعرض حكومة جديدة. يبلغ عدد المصوتين وأصحاب حق الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية الحالية ممن يحق لهم الاقتراع (يشمل أيضاً الجنود وأعضاء البعثات الدبلوماسية) ستة ملايين وأربع مائة ألف ناخب، منهم 196 ألف ناخب يصوتون لأول مرة منذ آخر انتخابات جرت في مارس/آذار من العام الماضي.
تنافس بين 40 قائمة
وتشارك في المنافسة الانتخابية الحالية 40 قائمة انتخابية، بعضها قوائم تحالفية تضم أكثر من حزب، مثل تحالف الصهيونية الدينية الذي يضم حزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسليئل سموطريتش وحزب القوة اليهودية بقيادة إيتمار بن غفير.
ومن بين هذه القوائم، تتمثل في الكنيست الحالي 13 قائمة فقط. أما نسبة الحسم فهي نسبة الأصوات الصالحة التي ينبغي على كل قائمة الحصول عليها من مجمل أصوات الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات. وقد حُددت هذه النسبة بـ3.25 في المائة من مجمل الأصوات العامة، وتُقدّر بحسب انتخابات العام الماضي بـ150 ألف صوت.
يشكّل الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني 17 في المائة من مجمل أصحاب حق الاقتراع
ويشكّل الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني 17 في المائة من مجمل أصحاب حق الاقتراع، لكنهم ممثلون عبر ثلاث كتل برلمانية هي: القائمة الإسلامية الموحدة برئاسة منصور عباس وتملك 4 مقاعد، وهي تشارك في الائتلاف الحكومي الحالي، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة سامي أبو شحادة، وهو يخوض الانتخابات منفرداً، وتحالف الجبهة والحركة العربية للتغيير بقيادة أيمن عودة.
من جهته، يشكل الحريديم (التيار الديني الأصولي الأرثوذكسي) 11 في المائة فقط من مجمل أصحاب حق الاقتراع، لكنهم ممثلون بـ15 عضواً في الكنيست عبر قائمتين. أما كلفة الانتخابات المتوقعة فتبلغ 2.4 مليار شيقل (نحو 685 مليون دولار) على الاقتصاد الإسرائيلي، منها 1.5 مليار كلفة إجازة يوم الانتخابات، ونحو مليار شيقل ميزانية لجنة الانتخابات المركزية، و200 مليون شيقل ميزانية تمويل الأحزاب.
سيناريوهات رئيسية للانتخابات
في ظل التعادل القائم بين معسكر المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو ومعسكر "التغيير" بقيادة رئيس حكومة تصريف الأعمال يئير لبيد، يتوقع المراقبون أربعة سيناريوهات لنتائج الانتخابات وإمكانيات تشكيل حكومة جديدة: الأول حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو ومعسكره الحالي: الحريديم وتحالف الصهيونية الدينية مع زعيم الكهانية الفاشية "القوة اليهودية"، في حال تمكن هذا المعسكر من الحصول على 61 مقعداً على الأقل في الكنيست. وهو سيناريو قريب من توقعات استطلاعات الرأي.
أما السيناريو الثاني فهو حكومة بزعامة يئير لبيد في حال تمكن من الوصول مع معسكره من دون الأحزاب العربية ومن دون دعم منها، لكن مع تأييد أحد الأحزاب الحريدية، وهو سيناريو ضعيف التحقق.
في حال تكرار التعادل بين معسكر نتنياهو والمعسكر المناهض له، سيتم الإعلان مجدداً عن انتخابات جديدة
أما الاحتمال الثالث فهو حكومة بقيادة بني غانتس، تكرر تشكيل ائتلاف حكومي مثل الائتلاف الذي ترأسه نفتالي بينت، حتى في حال حصول حزب غانتس "المعسكر العمومي" على عدد أقل من المقاعد من حزب "ييش عتيد" الذي يقوده رئيس حكومة تصريف الأعمال، يئير لبيد، بالاعتماد على مشاركة ودعم من أحزاب الحريديم. وهو سيناريو ضعيف أيضاً.
يبقى السيناريو الأخير وهو حكومة وحدة وطنية بين غانتس ونتنياهو، تحت مبرر إخراج إسرائيل من أزمتها السياسية، لكن بشرط أن يكون غانتس رئيساً لها، في نظام تناوب مع بنيامين نتنياهو. وهو سيناريو ينكر غانتس اتجاهه له، لكن خصومه يحذرون منه.
أما في حال تكرار التعادل بين معسكر نتنياهو والمعسكر المناهض له، من دون أن يتمكن أي من نتنياهو أو لبيد من تشكيل حكومة جديدة، عندها سيتم الإعلان مجدداً عن انتخابات جديدة، يكون فيها لبيد رئيساً لحكومة تصريف أعمال إلى حين الانتخابات المقبلة من جديد، وهو سيناريو غير مستبعد أيضاً.