في وقت تضاربت فيه الأنباء مساء الأربعاء، في صفوف أعضاء وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، المتواجدين بمدينة بوزنيقة المغربية، حول انطلاق الجولة الثانية من الحوار الليبي يوم غد الخميس من عدمه، كشفت مصادر مغربية متابعة لجلسات الحوار عن تأجيل الجولة الجديدة، للمرة الثالثة على التوالي، لأسباب لوجستية.
وسادت أجواء من الغموض، مساء اليوم، بخصوص مآل الجولة الثانية من الحوار الليبي في صفوف أعضاء وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، الذين كانوا قد وصلوا إلى المغرب خلال اليومين الماضيين، في انتظار وصول كل من رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، وبقية أعضاء الوفدين.
وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر من وفد المجلس الأعلى للدولة المتواجد في بوزنيقة المغربية لـ"العربي الجديد" أن الجولة الثانية من الحوار الليبي تأجلت للمرة الثالثة على التوالي لأسباب لوجستية، قال المستشار بمجلس نواب طبرق فيصل البراق للموقع، إن جلسات الحوار الليبي ستستأنف يوم غد الخميس بقصر الباهية بمدينة بوزنيقة.
وفي ظل هذا التضارب، كشفت مصادر مغربية متابعة لجلسات الحوار، في حديث مع "العربي الجديد"، عن تأجيل الجولة الجديدة، للمرة الثالثة على التوالي، لأسباب لوجستية تتعلق بوصول باقي أعضاء الوفدين برئاسة المشري وصالح، لافتة إلى أن المفاوضات بين الطرفين مستمرة وبشكل جانبي.
وكان يُنتظر أن تعرف الجولة الثانية من جلسات الحوار توقيع كلّ من رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي ورئيس برلمان طبرق، على محضر الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ختام جولة من الحوار الليبي ببوزنيقة في 10 سبتمبر/ أيلول الحالي، وذلك في سياق استكمال مسار المناصب السيادية بالتوقيع على محضر الاتفاق.
ويأتي ذلك في وقت أكد فيه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أن نتائج الحوار الليبي الذي عقد أخيراً في بوزنيقة بالمغرب، تمثل خطوة مهمة من شأنها أن تحول الجمود الذي دام عدة سنوات إلى زخم حقيقي.
وقال، في حوار نشره اليوم الأربعاء، معهد الدراسات الأمنية ومقره بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، إن "اتفاق الصخيرات ونتائج محادثات بوزنيقة أكدت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن بإمكان الليبيين تجاوز خلافاتهم عندما تتاح لهم الفرصة لحل مشاكلهم بأنفسهم، من دون تدخل"، مشيراً إلى أن للمغرب كامل الثقة بالليبيين، و"يدعم بحزم ما يتوافقون بشأنه من أجل التوصل إلى حل سياسي مستدام وسلمي للأزمة".
وأوضح بوريطة أن "الخطوة الكبيرة إلى الأمام في محادثات بوزنيقة تمثلت في رغبة والتزام الليبيين بالجلوس معاً ومناقشة سبل الخروج من المأزق السياسي الحالي"، لافتاً إلى أن "الإنجاز الإضافي هو شكل هذه المحادثات لأنها كانت مناسبة وبقيادة ليبية"، وأن "المباحثات جرت بين ممثلي مؤسسات تستمد شرعيتها من اتفاق الصخيرات لعام 2015، والذي يظل إطار عمل ليبياً صالحاً يمكن لممثلي البلاد تحديثه وتكييفه وتعديله".
وكان وفدا برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، قد أعلنا، في ختام جلسات الحوار التي جمعتهما بمدينة بوزنيقة المغربية، من 6 إلى 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، التوصل إلى اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لتولي المناصب السيادية.
وكشف الفرقاء الليبيون، في نهاية الجولة الأولى من الحوار الليبي، عن الاتفاق على استئناف الحوار مجدداً بالمغرب في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، لاستكمال تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمدينة بوزنيقة المغربية.
ودعا الفرقاء الليبيون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم جهود المغرب للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا، مشيرين في البيان الختامي، إلى أن الاتفاق يأتي "إدراكاً لما وصلت إليه الأوضاع في البلاد من حالة تهدد سلامة ووحدة التراب الليبي جراء التدخلات الخارجية المشجعة على الاصطفاف المناطقي والأيديولوجي، واستشعاراً منا بخطورة الانقسام السياسي وفقدان ثقة المواطن الليبي في مؤسساته".
وكانت جلسات الحوار الليبي في مدينة بوزنيقة، التي رعاها المغرب بتنسيق مع الأمم المتحدة، قد لقيت تجاوباً دولياً واسعاً، وإشادة أممية.