قال مسؤولون تايلانديون، اليوم الخميس، إنهم وافقوا على إعادة ثلاثة إيرانيين إلى طهران كانوا متورطين في مؤامرة تفجير فاشلة عام 2012، بعد أن أفرجت إيران عن أكاديمية أسترالية تبلغ من العمر 33 عاماً، سُجنت لأكثر من عامين بتهم تجسس.
ولم يذهب المسؤولون التايلانديون إلى حد وصف العملية بأنها تبادل للسجناء أو تحديد الدور المحتمل لأستراليا في ترتيب هذه العملية.
وقال تشاتشوم أكابين، نائب المدعي العام التايلاندي، لـ"أسوشييتد برس"، إن السلطات التايلاندية وافقت على نقل السجناء بموجب اتفاق مع إيران. وأضاف: "هذه الأنواع من نقل (السجناء) ليست غير عادية... ننقل السجناء إلى دول أخرى وفي الوقت نفسه نستقبل التايلانديين العائدين بموجب هذا النوع من الاتفاقات طوال الوقت".
وكُشف عن مؤامرة القنابل التي دبّرها الإيرانيون الثلاثة في عام 2012، عندما دمر انفجار عرضي فيلا في بانكوك كانوا يقيمون فيها. وقال مسؤولون إسرائيليون وتايلانديون إن المؤامرة كانت تستهدف دبلوماسيين إسرائيليين في بانكوك، لكن إيران نفت هذه المزاعم، ولم تُوجَّه اتهامات إلى هؤلاء الرجال بالإرهاب.
وأدين اثنان من الرجلين، هما سعيد مرادي ومحمد خارزي، في تايلاند في عام 2013. وحُكم على مرادي، 29 عاماً، بالسجن المؤبد لمحاولته قتل ضابط شرطة، بينما حُكم على خارزي بالسجن 15 عاماً لحيازته متفجرات.
وفقد مرادي، وهو فني في مصنع بطهران، وجندي سابق، أجزاءً من ساقيه في أثناء محاولته الفرار من الفيلا الواقعة في شارع مزدحم في بانكوك. وكان يحمل متفجرات من المنزل، وألقى بها في الشارع، بينما حاولت الشرطة منعه.
والمشتبه فيه الثالث مسعود صداقت زاده، 31 عاماً، اعتُقل في ماليزيا. وفي عام 2017، أمرت محكمة اتحادية هناك بتسليمه لتايلاند.
ولم يكن لدى المسؤولين الإسرائيليين أي تعليق فوري اليوم الخميس على إطلاق سراح الإيرانيين.
لم يذكر تقرير إيران عن تبادل السجناء سوى القليل من التفاصيل، واكتفى بالقول إن الإيرانيين سُجنوا لمحاولتهم تجاوز العقوبات المفروضة على إيران.
واستقبل نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الإيرانيين الثلاثة في مطار طهران.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إنه "سعيد ومرتاح" بعد أن أطلقت إيران، في عملية تبادل للسجناء، سراح أكاديمية تبلغ من العمر 33 عاماً سُجنت لأكثر من عامين بتهم تجسس، لكنه أضاف أن الأمر سيستغرق بعض الوقت من كايلي مور غيلبرت لتجاوز محنتها "الرهيبة".
وأعلنت إيران، في البدء عبر التلفزيون الحكومي، أنها أطلقت سراح الباحثة البريطانية - الأسترالية مقابل ثلاثة إيرانيين محتجزين في الخارج. وكان التقرير التلفزيوني يفتقر إلى التفاصيل، واكتفى بالقول إن الإيرانيين سُجنوا لمحاولتهم تجاوز العقوبات المفروضة على إيران.
وقال موريسون لشبكة تلفزيون "نيتورك ناين" الأسترالية إنه تأكد ليلة الأربعاء أن مور غيلبرت عائدة إلى البلاد، وتحدث معها يوم الخميس.
وأضاف: "كانت نبرة صوتها تبعث على السعادة، ولا سيما بالنظر إلى ما مرت به".
ولدى سؤاله عن عملية التبادل، قال موريسون إنه "لن يخوض في هذه التفاصيل، أو يؤكدها بطريقة أو بأخرى"، لكنه استدرك أنه يمكن أن يؤكد للأستراليين أنه "لم يُفعَل أي شيء للإضرار بسلامتهم، ولم يُطلَق سراح أي سجناء في أستراليا".
وفي بيان، شكرت مور غيلبرت الحكومة والدبلوماسيين الأستراليين على ضمان إطلاق سراحها، وأيضاً المؤيدين الذين دافعوا عن حريتها.
ورغم محنتها، قالت مور غيلبرت إنها "ليس لديها سوى الاحترام والحب والإعجاب بأمة إيران العظيمة وشعبها الطيب القلب والكريم والشجاع".
News: Iran releases British Australian academic Kylie Moore-Gilbert in a swap for three Iranian men held abroad.
— Farnaz Fassihi (@farnazfassihi) November 25, 2020
First footage: pic.twitter.com/n98gTAAbIi
كانت مور غيلبرت محاضرة في جامعة ملبورن حول دراسات الشرق الأوسط عندما قُبض عليها في مطار طهران في أثناء محاولتها مغادرة البلاد بعد حضور مؤتمر أكاديمي في عام 2018. وأُرسِلَت إلى سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، وأدينت بالتجسس وحُكم عليها بالسجن 10 سنوات. وقد نفت بشدة التهم الموجهة إليها، وأكدت براءتها.
ومور غيلبرت واحدة من بين العديد من الغربيين الذين احتجزوا في إيران بتهم التجسس، التي تتعرض لانتقادات على نطاق واسع، والتي يعتقد نشطاء ومحققو الأمم المتحدة أنها محاولة منهجية للاستفادة من سجنهم من أجل المال أو التأثير في المفاوضات مع الغرب. وتنفي طهران ذلك. وكتبت مور غيلبرت في رسائل إلى موريسون أنها سجنت "لابتزاز" الحكومة الأسترالية.
وأدى اعتقال مور غيلبرت إلى تدهور العلاقات بين إيران والغرب، في وقت تصاعدت فيه التوترات بالفعل، التي وصلت إلى ذروتها في وقت سابق من هذا العام بعد قتل أميركا لجنرال إيراني كبير في بغداد، وتوجيه إيران ضربات انتقامية إلى قاعدة عسكرية أميركية.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات تظهر مور غيلبرت وهي ترتدي حجاباً رمادي اللون، وتجلس في صالة استقبال بمطار مهرآباد الدولي في طهران. وشوهدت لاحقاً وهي تستقل طائرة بيضاء عليها العلم الأسترالي، ويرشدها إلى مقعدها رجل يرتدي بذلة.
(أسوشييتد برس)